القلعة نيوز : تأمل البرازيل الساعية إلى إحراز لقبها السادس وتعزيز رقمها القياسي، في استعادة خدمات نجمها نيمار، عندما تلاقي كوريا الجنوبية في الدور ثمن النهائي لمونديال قطر اليوم، بينما يمنِّي المنتخب الياباني النفس بمواصلة مشواره الرائع وبلوغ ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، متسلحاً بخبرته الأوروبية، وإنجاز الدور الأول، في مواجهة كرواتيا ونجمها لوكا مودريتش.
على «استاد 974»، تريد البرازيل مواصلة حلمها نحو استعادة كأس العالم الغائبة عن خزائنها منذ 20 عاماً، وتوجيه رسالة أمل لأسطورتها بيليه الذي يعاني المرض.
ونُقل بيليه (82 عاماً)، الوحيد المتوج بلقب المونديال 3 مرات، إلى مستشفى في ساو باولو قبل أيام قليلة، لإجراء ما وصفه الأطباء بأنه «إعادة تقييم» للعلاج الكيميائي الذي يخضع له منذ جراحة استئصال ورم في القولون في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
وتأمل البرازيل استعادة جهود نجمها نيمار الذي أصيب بالتواء في كاحله أواخر المباراة الأولى ضد صربيا (2-صفر) وغاب عن المباراتين التاليتين ضد سويسرا (1-صفر) والكاميرون (صفر-1)، في وقت ضربت فيه الإصابات كثيراً من لاعبي الفريق. فإضافة إلى نيمار يعاني دانييلو وأليكس ساندرو من إصابة حرمتهما من اللعب أمام الكاميرون، في آخر دور المجموعات الذي شهد إصابتين بالغتين في الركبة لكل من غابرييل خيسوس وأليكس تيليس، ستبعدهما إلى آخر البطولة؛ علماً بأن اللقاء الأخير أراح فيه المدرب تيتي تشكيلته الأساسية بشكل شبه كامل.
وخضع نيمار لعلاج مكثف في الأيام الأخيرة، ولم يغادر الفندق حتى الجمعة، عندما حضر إلى أرضية ملعب لوسيل لتشجيع زملائه ضد الكاميرون، وبدا مرتاحاً ومبتسماً؛ لكنه شارك في تدريبات السبت، وطمأن الجماهير قائلاً: «أشعر بأنني في حالة جيدة. مشاركتي في التدريبات بشكل طبيعي تدعو إلى التفاؤل». ليعزز الآمال بشأن إمكانية خوضه اللقاء.
ولم تبتسم نهائيات كأس العالم لنيمار حتى الآن، ففي المونديال الذي استضافته بلاده عام 2014، تعرض لإصابة بالغة في ربع النهائي في ظهره ضد كولومبيا، ولم يكمل البطولة التي مني فيها المنتخب بخسارة تاريخية أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، ثم أنهاها رابعاً بخسارة جديدة أمام هولندا بثلاثية نظيفة.
وفي مونديال روسيا، عانى نيمار من إصابة في مشط القدم قبل نحو 3 أشهر منها، وخاضها ولم يكن في كامل لياقته البدنية.
ولم يحرز نيمار أي لقب كبير مع منتخب بلاده حتى الآن، واكتفى بالميدالية الذهبية الأولمبية، عندما استضافت بلاده الألعاب عام 2016. وحتى عندما أحرز المنتخب البرازيلي لقب بطل «كوبا أميركا» عام 2019، غاب نيمار عن البطولة كلها لإصابته أيضاً. ولم يشأ طبيب المنتخب البرازيلي رودريغو لاسمار تأكيد مشاركة نيمار أو عدمها في المباراة ضد كوريا الجنوبية، وقال في هذا الصدد بعد المباراة ضد الكاميرون: «عاد للتدريبات الخفيفة مع الكرة. من المهم مراقبة كيف ستكون ردة الفعل. سننتظر حتى اللحظات الأخيرة لمتابعة حالته هو وساندرو لتحديد ما إذا كانا سيشاركان أم لا».
ولا شك في أن المنتخب البرازيلي في حاجة إلى مهارة نيمار على أرضية الملعب، وبدا ذلك واضحاً في المباراة ضد سويسرا؛ حيث افتقد المنتخب لاعباً يقوم بتسريع الإيقاع، وانتظر حتى الدقيقة 82 ليسجل له كاسيميرو هدف المباراة الوحيد.
وعلى الرغم من وفرة المهاجمين في صفوف المنتخب البرازيلي، فقد اكتفى بتسجيل 3 أهداف فقط في 3 مباريات، وهي أدنى نسبة من بين المنتخبات المرشحة لنيل اللقب في المونديال الحالي.
ويواجه المدرب تيتي مشكلة في مركز الظهير الأيسر، مع إصابة ساندرو ثم تيليس. ووصف تيتي الخسارة أمام الكاميرون بأنها «جماعية، فالجهاز الفني وأنا نتحمل مسؤوليتها»، وقال: «هذا الأمر يجعلنا نعيد حساباتنا. ثمة وقت قصير بين مباراة وأخرى، المباريات أصبحت متكافئة، وكرة القدم الحديثة أصبحت عالمية».
وأضاف: «لم يفز أي منتخب في 3 مباريات توالياً، والمنتخبات الثلاثة التي ضمنت تأهلها بعد الجولة الثانية خسرت مبارياتها الثالثة في دور المجموعات، وهي: البرازيل، وفرنسا، والبرتغال، أمام: الكاميرون، وتونس، وكوريا الجنوبية». وتابع: «كما خسرت الأرجنتين أمام السعودية، وألمانيا وإسبانيا أمام اليابان. النتائج تتكلم عن نفسها. كل المباريات صعبة، ويتعيّن علينا أن نتنبّه إلى هذا الأمر».
والتقى المنتخب البرازيلي بنظيره الكوري 7 مرات، فاز في 6 منها، آخرها بنتيجة 5-1 في يونيو (حزيران) الماضي، وخسر واحدة؛ لكنها المرة الأولى التي يواجه فيه نظيره الآسيوي في بطولة رسمية.
في المقابل، عاد المنتخب الكوري الجنوبي من بعيد في هذه البطولة، فبعد أن انتزع التعادل السلبي من الأوروغواي في مباراته الأولى، خسر أمام غانا 2-3 ثم دخل الجولة الأخيرة والمبادرة ليست في يده؛ لكن الأمور صبت في صالحه في النهاية، من خلال فوزه المتأخر على البرتغال 2-1، وفي الوقت ذاته خسارة غانا أمام الأوروغواي صفر-2 التي أخرجت المنتخبين الأخيرين رسمياً من السباق.
وقال قائد كوريا الجنوبية هيونغ-مين سون عن المواجهة ضد البرازيل: «كان هدفنا بلوغ الدور ثمن النهائي، وقد تحقق هذا الأمر... لكن الآن أهدافنا أصبحت مرتفعة، ونريد أن نبذل قصارى جهودنا لتحقيقها».
وأضاف قائد المنتخب الذي حقق أفضل نتيجة في تاريخ المنتخبات الآسيوية، عندما بلغ نصف نهائي 2022 على أرضه: «لا أحد يدري ماذا يمكن أن يحصل في عالم كرة القدم؛ لا سيما الآن. لدينا الفرصة للتغلب على البرازيل وسنستعد بأفضل طريقة ممكنة لمواجهتها».
اليابان تتحدى كرواتيا
على «ملعب الجنوب» في الوكرة، وبعد دور أول تاريخي، يمني المنتخب الياباني النفس بمواصلة مشواره الرائع، وبلوغ ربع النهائي لأول مرة في تاريخه، عندما يواجه كرواتيا ونجمها لوكا مودريتش.
عندما سُحِبت قرعة النهائيات في أبريل (نيسان) الماضي، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يخرج المنتخب الياباني «على قيد الحياة» من المجموعة الخامسة، بعدما أوقعته مع العملاقين الألماني والإسباني.
لكن «الساموراي الأزرق» أكد أن لا شيء مستحيل في كرة القدم، ليس بحصوله على بطاقة تأهله وحسب؛ بل بتصدره المجموعة أمام إسبانيا، متسبباً في إقصاء ألمانيا بطلة العالم 4 مرات من الدور الأول، للنسخة الثانية توالياً، بعدما صدمها افتتاحاً 2-1، قبل أن يكرر النتيجة ذاتها أمام إسبانيا ختاماً.
في حينها، حدّد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو أهدافه بالتأهل إلى ربع النهائي؛ لكنه استطرد: «لا أعتقد أنه بإمكاننا الفوز من خلال القيام بالأشياء نفسها التي اعتدنا عليها في النهائيات الست الأخيرة. يتوجب علينا العمل والمنافسة بغض النظر عن هوية المنافس الموجود على أرض الملعب».
وبالفعل، نجح اليابانيون في رفع مستوى التحدي، وحققوا إحدى أكبر مفاجآت النهائيات بتصدرهم أمام إسبانيا، بينما خرجت ألمانيا خالية الوفاض للنسخة الثانية توالياً.
والآن، سيكون «الساموراي الأزرق» أمام تحدّي الخبرة والروح القتالية في مواجهة لوكا مودريتش ورفاقه في المنتخب الكرواتي، الذين وصلوا قبل 4 أعوام إلى النهائي قبل الخسارة أمام فرنسا؛ لكن التقدم في العمر لدى عدد كبير من لاعبيه جعله مستبعداً عن حسابات المنافسة على اللقب.
ويرى مورياسو أن نقطة قوة اليابانيين تكمن في أن المجموعة كلها على قلب رجل واحد، ولا يرون أنفسهم أساسيين أو بدلاء؛ مضيفاً: «بالطبع هناك منافسة على المراكز، ولدينا شيء من الهرمية؛ لكن بشكل عام هم جميعاً لاعبون يلعبون بانتظام مع المنتخب».
وزجّ مورياسو بريتسو دوان وكاورو ميتوما خلال استراحة الشوطين من المباراة ضد إسبانيا، مُركّزاً لعبه على الهجمات المرتدة. وكان موفقاً في خياره؛ إذ أثمر التبديلان عن ضرب رجال لويس إنريكي مدرب إسبانيا مباشرة، بعد صافرة انطلاق الشوط الثاني، بهدف التعديل الذي سجله دوان، ثم بهدف التقدم الذي مرر كرته ميتوما لأو تاناكا.
وأفاد المدرب الياباني بأنه لا يتوقع تغيير كثير من الأمور في المواجهة الثالثة في النهائيات العالمية بين بلاده وكرواتيا، بعد الدور الأول لعامي 1998 (صفر-1) و2006 (صفر-صفر).
وأوضح: «المبدأ هو أنه علينا كفريق الدفاع بشكل جيد، ومن هناك ننطلق نحو الهجوم. بهذه الطريقة وصلنا إلى هنا، وهذا الأمر لم يتغير خلال مبارياتنا الثلاث في كأس العالم (خلال دور المجموعات)».
وتابع: «نواجه خصماً قوياً، وعلينا أن نرى كم سنستحوذ على الكرة. نحبذ أن تكون في حوزتنا بشكل أكبر؛ لكن يعتمد هذا الأمر على خصومنا».
ويؤكد البديل الرائع ريتسو دوان كلام مدربه، بأن اليابان تملك ورقة رابحة في بدلائها القادرين على إحداث الفارق. وقال مهاجم فرايبورغ الألماني والذي لعب دوراً مصيرياً بتسجيل هدف التعادل في كل من الانتصارين المدويين لمنتخب بلاده 2-1 على ألمانيا وإسبانيا، ليساهم في تصدر غير متوقع لبلاده مجموعة الموت الخامسة: «المباراة هي 11 ضد 11، ولكن نحن بوصفنا لاعبين نتحدث عن 26 ضد 11». وتابع: «القوانين تغيرت، وبات مسموحاً إجراء خمسة تبديلات، وأعتقد أنه يجب أن نكون ممتنين لذلك. لدينا اللاعبون الذين بإمكانهم تغيير المباريات».
وجاءت ثلاثة من الأهداف الأربعة التي سجلتها اليابان في دور المجموعات من البدلاء، كما مرر البديل الآخر كاورو ميتوما الكرة الحاسمة في الهدف الرابع. وقال دوان (24 عاماً) إنه تعلم كيفية إحداث تأثير من مقاعد البدلاء خلال مسيرته على صعيد الأندية في ألمانيا وهولندا، وأوضح: «سجلت كثيراً من الأهداف بعدما دخلت بديلاً. في أيندهوفن بدأت اللعب أكثر كبديل، وأعرف كيف أستعد للنزول. بالطبع -كوني لاعباً- لست سعيداً بالبدء على مقاعد الاحتياط؛ لكن كما يقول المدرب: يجب أن نلعب بـ26 لاعباً في هذه البطولة».
وعلّق على المنتخب الكرواتي: «أرى أنهم فريق قوي وعنيد. لديهم كثير من اللاعبين المخضرمين، ولديهم الخبرة في كيفية التعامل مع المباراة... إذا نظرتم إلى كأس العالم الأخيرة، فقد تأهلوا مرتين بركلات الترجيح، ومرة بعد الوقت الإضافي، لذلك يعلمون جيداً كيف يلعبون ويحققون الفوز».
وعلى غرار اليابان التي حجزت بطاقتها في الرمق الأخير، كانت كرواتيا قاب قوسين أو أدنى من توديع النهائيات؛ لكن روميلو لوكاكو أهدر فرصتين ذهبيتين في الوقت القاتل كانت كفليتين بمنح بلجيكا بطاقة العبور على حساب مودريتش ورفاقه لو كان موفقاً.
وأقر المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش بعد المباراة، بأن فريقه كان محظوظاً في الوقت بدل الضائع، موضحاً: «توقعت مباراة صعبة ضد بلجيكا. لا يمكن لبلجيكا أن تلعب 3 مباريات سيئة على التوالي... كنا محظوظين لأنهم لم يستغلوا فرصهم».
وكان القائد المخضرم مودريتش «مغتبطاً» بالتأهل إلى ثمن النهائي، وقال: «نحن نستحق ذلك بالطريقة التي لعبنا بها. مررنا بلحظات صعبة جداً؛ لأننا كنا نواجه فريقاً رائعاً. لقد حققنا الهدف الأول (التأهل)، والآن علينا المضي قدماً... لقد أظهرنا أننا فريق من الطراز الرفيع الذي بإمكانه مواجهة أي فريق كان، وأي منتخب ينتظرنا... لن تكون الأمور سهلة ضدنا».
وبوجود لاعبين من طراز مودريتش القائد البالغ من العمر 37 عاماً، والذي تُوج أفضل لاعب في نهائيات 2018، وماتيو كوفاتشيتش، وإيفان بيريسيتش، ومارسيلو بروزوفيتش، وأندري كراماريتش، وديان لوفرن، تملك كرواتيا الأسلحة اللازمة لمحاولة تخطي المنتخب الآسيوي، والعبور إلى ربع النهائي؛ لكن المهمة لن تكون سهلة؛ لأن «الساموراي الأزرق» يملك في صفوفه هذه المرة لاعبين متمرسين أوروبياً أكثر من أي وقت مضى.
وتعج تشكيلة مورياسو باللاعبين المحترفين أوروبياً في كافة الخطوط، مثل: كو إيتاكورا (بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني) وتاكيهيرو تومياسو (آرسنال الإنجليزي) ومايا يوشيدا (شالكه الألماني)، وهيروكي إيتو (شتوتغارت الألماني) دفاعاً. أما في الوسط، فهناك: واتارو إندو (شتوتغارت)، وغاكو شيباساكي (ليغانيس الإسباني)، وريتسو دوان (فرايبورغ الألماني)، وكاورو ميتوما (برايتون الإنجليزي)، وتاكومي مينامينو (موناكو الفرنسي)، وتاكيفوسا كوبو (ريال سوسيداد الإسباني)، وهيديماسا موريتا (سبورتينغ البرتغالي)، وجونيا إيتو (رينس الفرنسي)، ودايتشي كامادا (أنتراخت فرانكفورت الألماني)، وأو تاناكا (فورتونا دوسلدورف الألماني).
في حين أن الخط الأمامي يضم تاكوما أسانو (بوخوم الألماني)، وأياسي أويدا (بروج البلجيكي)، ودايزن ماييدا (سلتيك الاسكوتلندي).