القلعة نيوز -د.فائق فراج
فرنسا دولة استعمارية ذات نفوذ سياسي وعسكري واقتصادي ولم يبق إلا النفوذ الرياضي ، والتي أبدعت في تحويله لمصلحتها كنوع من أنواع الاستعمار والهيمنة على الشعوب .
لا أريد أن أسرد تاريخاً استعمارياً لهذه الدولة ،فالقاصي والداني يعرف حقيقة نفوذها في أفريقيا وآسيا وحتى في المحافل الدولية .
فرنسا التي خرج منها المفكرين الذين ينادون بالحرية والديمقراطية وألفوا كتباً عن القانون وروح القوانين أمثال مونتسكبو وجان جاك روسو وفولتير قاموا بنشر هذه الأفكار في العالم من أجل تدريسها للطلبة ونشرها بين الشعوب .
فرنسا الدولة العالمية التي تملك المقدرة على إيقاف القرار أو تنفيذه في المحافل الدولية وهي مدعومة من مؤسسات عالمية خاصة وحكومية اقتصادية وسياسية لأجل السيطرة والهيمنة على ثروات العالم وخاصة الدول النامية التي تملك المواد الخام ولا تستطيع التحكم في صناعته أو أسعاره .
وكانت وصمة العار الرياضية من خلال مجزرة التحكيم وأبطالها فرنسا ومنظمة العفو الدولية وبنوك دولية وتقديمها الرشوة المبطنة للحكم وحتى استبدال حكم محل آخر قبل المباراة بأيام ، وكل هذا من تحت طاولة الفيفا وموافقتها الضمنية حتى يحقق المستعمر الفرنسي أو يكمل نفوذه في حقل الرياضة والذي من المفروض انه بعيد عن اللعبة السياسية التي يديرها العالم ويتحكم بها .
فريق الأسود (المغرب)العربي الإسلامي والذي شق طريقه من أجل أن يدخل الدائرة العالمية للمنافسة ، وكان له ما أراد بالاستعداد والعمل المستمر وليس بأدوات الخيانة والغدر والرشاوي حتى وصل المربع النصف نهائي ، وكان رأي الشارع وإحساسه بفوز المغرب ونحن نعلم أن فرنسا تم هزيمتها من تونس وبالتالي لم يبق أمامها إلا أسلوب المراوغة والتسلط والبحث عن شيئ ينقذ ماء الوجه وهي التي فازت ببطولة كأس العالم قبل سنوات في روسيا .
لقد حققت فرنسا الفوز على المغرب بالتحايل الذي جاء من حقد دفين أسود ورغبة استعمارية للسيطرة ومنع وإيقاف القوة العربية الإسلامية من أن تتقدم خطوة واحدة نحو كأس العالم لأن ذلك لو حصل لأصبح من المؤكد أن يقوم الغرب بمراجعة حضارته وقيمه وتغيير النظرة الدونية لعالمنا العربي والاسلامي وحتى في المحافل الدولية سيكون الموقف للدول الكبار محرجا في اتخاذ أي قرار سواء سياسياً أو على نطاق اقتصادي أو اجتماعي وهنا تغير المعادلة وتبدأ بوصلة التطور تأخذ مساراً آخر كان مدفوناً منذ عشرات السنين .
لقد تحولت المجزرة التحكيمية والتي كان أبطالها الفرنسيين إلى مكيدة عالمية بعيدة عن المصداقية والعدالة .
وحتى السلوك الشخصي لرئيس فرنسا وحضوره مباراة فرنسا مع المغرب كان مستغرباً ومستهجناً مع أن العرف الرياضي عالمياً يقول إن رئيس الدولة يحضر مباراة بلده النهائية .
وهنا علامة استغراب وراءها هذه المكيدة .
وبعد كل هذه الأحداث الدرامية المصنوعة من أيادي حاقدين إلا أن هؤلاء الديوك سقطوا قبل أن ينهي الديك صيحته على يد التاجو الأرجنتيني والذي أبدع في تغذيتهم في مباراة طويلة الأمد والقلوب كلها تدعو على مستوى العالم بهزيمة فرنسا .
وظن بعض النخاسون والخراصون الذين كانوا ينادون بأفواه مسممة وعقول مأجورة بأن قطر قد باعت المغرب لفرنسا .
ونحن نقول لهم على المستوى الشعبي العربي الاسلامي اننا حضارة انتشرت لمدة 16 قرن على جميع الكرة الأرضية شعارها المحبة والرحمة والعدل والمساواة .
ونحن نملك خامات سياسية واقتصادية ورياضية أفضل منكم أيها الغرب وكذلك لدينا العقول الواعية والمدركة والتي تعمل أساتذة في جامعاتكم ومؤسساتكم المختلفة ، ويصيغون القرار لبلادكم في تخصصاتهم .
ولدينا الإرادة القوية في المحافل الدولية الرياضية كما حصل مع المفرب والذي أوصلته هذه الإرادة إلى الإيمان الذي منحه القوة في الاستمرار والتقدم .
أما دولة قطر وأميرها الكبير النزيه في سلوكه واخلاقه والشهم في ضيافته والقوي الثابت في اتخاذ قراراته ضد من سولت له أنفسهم العبث في فعاليات كأس العالم والذين جاءوا من أجل التخريب والفساد وقد تم إقصاؤهم بقرار أميري شديد اللهجة وبدون تراجع من أجل الحفاظ على القيم الدينية والتي لا تخص قطر فقط بل عالمنا العربي والاسلامي .
فقد جاء رد على سلطة في الفيفا على كل الخفافيش بان تنظيم كأس العالم في قطر لم يكن له مثيل في الأعوام السابقة وكان مميزاً منهجاً وأسلوباً وأداءاً وقيماً ولم يحصل هذا الأداء الجميل والاهتمام في كاس العالم السابقة .
وجاء رد ميسي قائد الأرجنتين بعد الاحتفال حين أهدى كأسه للفريق المغربي دلالة على الرفض والاستهجان للخيانة والغدر والرشوة .
وكذلك أشادت قنوات عالمية بهذا المونديال الذي أسهر العالم في كل لحظاته واستحق التقدير والاحترام ورفع القبعة لأمير قطر الرجل الشجاع الذي قاد السفينة إلى مرساها الحقيقي .
هنيئاً لنا جميعا شعوباً اسلامية وعربية وهنيئاً لربان السفينة الأمير الشجاع الذي زرع الثقة في فعاليات هذا المونديال وقدم الواجب لضيوفه على أكمل وجه دون نقص ووضع من يحترم نفسه في دائرة الاحترام ومن لا يحترم نفسه أخرجه من دائرة الاحترام وضبط وتحكم في جميع المجريات التي أبهرت العالم في كل مكان .
د.فائق فراج