القلعة نيوز - بقلم : هِبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ .
وَ هَا نَحْنُ الْآنَ فِي سَنَة3202 وَارَى مُعْظَمَ الْآخَرِينَ قَدْ أَرَّخُوا أَرْسَنَ خُيُولَهِمْ، وَ الْجَمِيعُ أَصْبَحَ يُرَدِّدُ " وَدَاعًا لِأَحْلَامِنَا وَأَهْلًا بِمَا هُوَ مَكْتُوبٌ لَنَا ".
لِمَاذَا ؟ مَا الَّذِي حَصَلَ لَهُمَّتُكَ؟ مَا هُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكْتَهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَ جَعَلَكَ تَصِلُ إِلَى مُنْتَصَفِهِ وَتَسْتَسْلِمُ؟! مَا الَّذِي حَصَلَ لَكِ وَ جَعَلَكَ مُحَطَّمَةً بِهَذَا الشَّكْلِ ؟ وَ أَصْبَحْتِي وَ كَأَنَّكَ عَجُوزٌ تَجَاوَزْتْ سِنَّ الثَّمَانِينَ عَامًا ، أَهِيَ صَدِيقَةٌ ، خَطِيبُ ، زَوْجٌ ... أَمْ مَاذَا ؟!
مَا هُوَ الْمَشْرُوعُ الَّذِي جَعَلَكَ تَصِلُ إِلَى هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ ؟ جَعَلَكَ تَشْعُرُ بِالْخَوْفِ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ فِي مَشْرُوعٍ آخَرَ وَ كَأَنَّكَ مَحْكُومٌ عَلَيْكَ بِالْفَشَلِ طِيلَةَ حَيَاتِكَ ؟!
مَا هُوَ الِامْتِحَانُ الَّذِي جَعَلَكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَخَطَّاهُ ، لِدَرَجَةِ أَنَّكَ أَصْبَحْتَ تَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ قَاعَةَ الِامْتِحَانِ، لَكِنَّكَ مُجْبَرًا عَلَى الدُّخُولِ ، وَأَيْضًاً تَرَدُّدُ بَيْنِكَ وَ بَيْنَ نَفْسِكَ ، أَعْلَمُ أَنَّنِي سَأَرْسَبُ !!
مِنَ الَّذِي قَالَ لَكِ أَنَّكَ لَنْ تَنْحَفِيَ، مَنْ الَّذِي قَتَلَ حِلْمَكَ ؟ لِمَاذَا تَوَقَّفْتِي عَنْ تَخَيُّلِ نَفْسِكِ وَ كَأَنَّكِ عَارِضَةٌ أَزْيَاءَ تَلْبَسِي هَذِهِ وَتَرْتَدِي تِلْكَ وَ يُعْجِبُكَ هَذَا وَتَرْتَدِيهِ ، مِنْ ؟!
مِنَ الَّذِي قَالَ لَكَ أَنَّكِ أُمٌّ فَاشِلَةٌ ؟ وَ لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ أَطْفَالَكَ لَا يَسْمَعُونَ الْكَلَامَ ! لِأَنَّهُمْ يَقْلِبُونَ الْبَيْتَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، أَمْ لِأَنَّهُمْ يُوسِخُونَ مَلَابِسَهُمْ عِنْدَ طَعَامٍ ؟!
وَ أَنْتَ تَشْعُرُ بِالْحُزْنِ وَالْحَسْرَةِ، لِأَنَّكَ تَعمَلَّ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ حَتَّى تُؤْمِنَ لُقْمَةُ الْعَيْشِ لَهُمْ وَ مَعَ ذَلِكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ كُلَّ شَيْءٍ.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لَكَ ، جَالِسٌ فِي الْبَيْتِ وَ كَأَنَّكَ تَنْتَظِرُ أَنْ تَرَى فَوَاتَ الْأَوَانِ وَهُوَ يَفُوتُ ، لِمَاذَا ؟! لِأَنَّ 55 شَرِكَةَ تَوْظِيفٍ رَفَضَتْ أَنْ تَعْمَلَ لَدَيْهَا ؟!
مَنْ أَعْطَى الْحَقَّ لِجَمِيعِ هَؤُلَاءِ أَنْ يَحْبِطُوا عَزِيمَتَكُمْ وَهُمَّتَكُمْ لِلْحَيَاةِ ؟! مِنْ الَّذِي قَادَكُمْ إِلَى هَذَا الْيَأْسِ وَالْإِحْبَاطِ ؟
مَنْ لَهُ هَذِهِ الصَّلَاحِيَةُ فِي تَحْدِيدِ مَصِيرِ حَيَاتِكُمْ ، لِدَرَجَةِ جَعْلِكُمْ تَتَخَلَّوْا عَنْ أَحْلَامِكُمْ وَ تَرْفَعُونَ شِعَارَ وَ تَهْتِفُونَ بِأَعْلَى صَوْتٍ وَ تُرَدِّدُونَ " مِنْ تَجْرِي الرِّيَاحُ كَمَا تَجْرِي سَفِينَتُنَا
نَحْنُ الرِّيَاحُ وَ نَحْنُ الْبَحْرُ وَ السُّفُنُ ُ
إِلَى :
مَا كُلُّ مَا يَتَمَنّى الْمَرْءُ يُدْرِكُهُ
تَجْرِي الرّيَاحُ بِمَا لَا تَشْتَهِي السّفُنُ " .
وَأَنَا تُعْجِبُنِي مَقُولَةً "
لَا مُرْسَى لَنَا .. نَحْنٌ السُّفُنُ الَّتِي لَا تَسْتَرِيحُ ".
أَيَّامُكُمْ عِبَارَةٌ عَنْ رُوتَينِ قَاتِلٍ مِنْ سَنَوَاتٍ. بِدُونِ انْتِظَارٍ لِشَيْءٍ ، بِدُونِ هَدَفٍ ، بِدُونِ تَرْفِيهٍ، بِدُونِ إِنْجَازَاتٍ ، بِدُونِ أَحْلَامٍ، بِدُونِ نِهَايَةٍ غَيْرِ الْمَوْتِ .
الْعَالَمُ حَوْلَكُمْ يَتَحَرَّكُ وَأَنْتُمْ ثَابِتِينَ مَكَانَكُمْ.
أَنْتُمْ بِالنِّسْبَةِ لِلْعَالَمِ عِبَارَةٌ عَنْ أَرْقَامٍ تَزِيدُ وَتَنْقُصُ، بِدُونِ هُوِيَّةٍ. لَا أَحَدَ يَعْرِفُكُمْ وَ لَا أَحَدَ يَهْتَمُّ لَكُمْ .
إِلَى مَتَى؟
لَا تَسْتَسْلِمُوا لِلْيَأْسِ
عِنْدَ أَوَّلِ مَحَطَّةِ إِحْبَاطٍ ، قَاتِلُوا مِنْ أَجْلِ حُلْمِكُمْ
مِنْ أَجْلِ أَنْ تَصِلُوا إِلَى مَا تُرِيدُ، أَعْمَلُوا بِصَمْتٍ
لَا تُخْبِرُوا أَحَدًاً عَنْ أَحْلَامِكُمْ .
لَا أَحَدَ سَيُسَاعِدُكُمْ لِتَحْقِيقِهَا
بَلِ الْفَاشِلُونَ سَيُخْبِرُوكُمْ
أَنَّهُ مُسْتَحِيلٌ
كَيْ لَا تَخْتَلِفُوا عَنْهُمْ .
نَحْنُ عَلَى أَبْوَابِ سُنَّةٍ جَدِيدَةٍ ، اُنْظُرْ إِلَيْهِمْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ 2022 وَكَأَنَّهَا هِيَ مَنْ صَنَعَتْ أَقْدَارَهُمْ ، وَ يَطْلُبُونَ مَنْ 2023 وَكَأَنَّهَا هِيَ مَنْ تُعْطِيهِمْ .
حَدَّثُوا اللَّهَ بِمَا تُرِيدُونَ وَ لَاتَحَدَّثُوا السِّنِينَ وَ الْأَعْوَامَ ، فَهِيَ أَيَّامُ اللَّهِ وَ أَقْدَارُنَا بِيَدِ اللَّهِ وَحْدَهُ .
الْكُلُّ يَزعم بِأَنْ تَكُونَ السُّنَّةُ أَفْضَلَ وَ أَحْسَنَ مِنْ سَابِقَتِهَا ،
لَا وَ اللَّهُ الْعَيْبُ لَيْسَ فِي السِّنِينَ وَ لَا الشُّهُورِ وَ لَا الْأَيَّامِ ؛ وَ لَكِنَّ الْعَيْبَ فِينَا نَحْنُ بَنِي الْبَشَرِ فَعَلَيْنَا أَنْ نَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ حَالُنَا وَ يُحْسِنَ أَخْلَاقَنَا وَ أَنْ يُزِيلَ الْبُغْضَ وَ الْكُرْهَ وَ الْحِقْدَ وَ الْغَلَّ مِنْ نُفُوسِنَا ، وَ أَنْ نُحِبَّ لِغَيْرِنَا مَا نُحِبُّهُ لِأَنْفُسِنَا .
هَا نَحْنُ الْيَوْمَ نَقِفُ عَلَى أَبْوَابِ عَامٍّ جَدِيدٍ بِخُطَطٍ كَثِيرَةٍ وَ أُمْنِيَاتٍ كَبِيرَةٍ نَطْمَحُ إِلَى تَحْقِيقِهَا لِنَجْعَلَ حَيَاتَنَا أَفْضَلَ .
وَ تَذَكَّرُ دَائِمًا مَهْمَا حَصَلَ فِي حَيَاتِكَ مِنْ أَحْزَانٍ وَ مَآسِي وَ هُمُومٍ وَ مَوَاقِفَ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَتَخَطَّاهَا أَوْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَخَطَّاهَا ، أَنَّ أَسْوءَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ لَمْ يَأْتِي بَعْدُ ، أَنَّ هُنَاكَ يَوْمٌ هُوَ أَسْوءُ يَوْمٍ فِي حَيَاتِكَ وَ لَنْ تَكُونَ مَوْجُودٌ فِيهِ ، أَتَعْلَمُ مَا هُوَ ؟ يَوْمُ وَفَاتِكَ ، وَ لَكِنْ لَا سَمَحَ اللَّهُ ، إِذَا قَدَّرَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ ، أَوْشَكَتْ عَلَى فِرَاقِ الدُّنْيَا ، اطْمَحْ أَنْ تَكُونَ فِي الْجَنَّةِ ، نَعَمْ فَارَقَتْ الْأَهْلَ وَ الْأَحْبَابَ وَ لَكِنْ ذَهَبَتْ إِلَى الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ذَهَبَتْ إِلَى جَنَّةٍ عَرَضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ،
تَخَيَّلُ إِلَى أَيِّ دَرَجَةٍ أُرِيدُ مِنْكَ أَنْ تَطْمَحَ ! وَ حَتَّى وَأَنْتَ عَلَى فِرَاشِ الْمَوْتِ ؛
طُمُوحُكَ وَ أَحْلَامُكَ هُمْ وَقُودُكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، كُلَّمَا عَمِلْتَ مِنْ أَجْلِهَا وَ جَعَلْتُهَا وَاقِعًا مَلْمُوسًا صُنِعْتَ بِهَذَا اسْمَكَ وَ قِيمَةً لِذَاتِكَ فَاجْتَهِدْ.
حَقَّقَ طُمُوحَكَ مَعَ شَمْسِ الصَّبَاحِ الْجَدِيدِ ،
لَا تَعِيشُ مَا بَيْنَ لَيْتِ أَحْلَامِكَ وَلُوّهَا
الْعَزْمُ خَلُّهُ قَوِيٌّ .. وَ الرَّاسُّ خَلُّهُ عَنِيدٌ
وَ الْحَاجِهُ اللِّي تَجِي فِي خَاطِرِكَ سَوّهًا
بالامس ودِعُنا عَاما جَمِيلا عِشْنَا فِيهِ أَوْقَاتَ جَمِيلِهِ وَحَزِينِهِ لَكِنَّ الْأَجْمَلَ أَنَّنَا مَا زِلْنَا نَتَنَفَّسُ وَ نَعِيشُ لَحَظَاتِ دُخُولٍ عَامٍّ جَدِيدٍ ، إِذَا مَا زِلْنَا أَحْيَاءً وَ لِلْحُلْمِ بَقِيَّةً .