
وفاقم النمو الاقتصادي والسكاني والعمراني الذي تشهده البلاد، الضغط على المساحات الخضراء وضيق من فرص استحداث شبكات طرق ونقل جديدة.
وتعد الاستدامة في المدينة الجديدة حاجة ماسة وملحة لمواجهة كافة التحديات في كل الجوانب وليست طريقا للتقدم.
وقال وزير النقل السابق جميل مجاهد، إن التحديات التي تواجه المدن الأردنية في مجال النقل كبيرة ومعقدة، حيث ان هناك فجوة كبيرة بين الوضع الراهن لمنظومة النقل الحضري وبين النقل المستدام، مؤكدا ضرورة الوصول إلى منظومة نقل مستدامة لدفع المدينة كي لا تتكرر المشاكل التي تواجهها المدن الأردنية التي من أهم أسبابها عدم وجود تكامل بين التخطيط الحضري والتخطيط للنقل المستدام.
واضاف، ان النقل الحضري يعتبر من أهم المؤثرات على تخطيط المدينة وأهم العناصر الأساسية للمدينة المستدامة من خلال الدمج الناجح بين التخطيط والتنمية الحضرية وبين طريقة التحكم في حجم المدن وكثافتها وتخطيط وسائل النقل الحضري بها وإدارتها وهو هدف رئيس وجزء أساس من السير في الاتجاه الصحيح للاستدامة.
وصنف مجاهد النقل الحضري كأحد أهم عناصر التخطيط السليم للمدينة الجديدة، مبينا ان مفهوم الاستدامة لمنظومة النقل الحضري هو تأمين حرية التنقل والأمان والجودة العالية وسهولة الاستخدام من قبل الجميع وكذلك الكفاءة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
واشار الى انه يتم تحقيق استدامة النقل الحضري على المستوى الاجتماعي من خلال انتقاء خيارات وسائل النقل الحضري ومدى وملاءمتها لاحتياجات السكان والمجتمع ومستويات المعيشة، مؤكدا ضرورة تشجيع حركة المشاة كنمط مفضل للرحلات وتهيئة المسارات وتناسب تكلفة الخدمة مع مستواها ومع متوسطات الدخول للأفراد.
وأكد أهمية تقليل مسافات الرحلات المقطوعة من خلال التخطيط العمراني والأخذ بالاعتبار التخطيط المدمج، وتحقيق الاحتياجات الأساسية من الراحة والصحة، بحيث تلبي حاجة المجتمعات الحضرية الجديدة، معتبرا أن تقليل الضوضاء الناجمة عن وسائل النقل الحضري للحد الأدنى المقبول بالمناطق السكنية وتحقيق الأمان المروري للعنصر البشري له الأهمية القصوى.
وحول تحقيق استدامة النقل الحضري على المستوى الاقتصادي، أكد مجاهد أن هذا الامر يتحقق بتقليل معدلات استخدام السيارات بالتجمعات الحضرية الجديدة، وتقليل التأثيرات الجانبية على المستويات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، لافتا الى ان وسيلة ركوب الدراجات للرحلات القصيرة تعد من أرخص.....