شريط الأخبار
حشد نيابي سياسي في منزل النائب الغويري في الزرقاء نظام لحماية بيانات الأفراد وتعزيز موثوقية التجارة الإلكترونية الخشمان: شركات الطيران تواجه تحديات كبيرة وتتطلب دعماً حكومياً عاجلاً افتتاح أول محطة لتعبئة غاز المركبات من حقل الريشة في الموقر اليوم المنتخبات الوطنية تحصد 8 ميداليات في البطولة الآسيوية للجودو مذكرة تفاهم أردنية ـ صينية لتنفيذ دراسات جدوى لمشاريع الهيدروجين الأخضر أعراض التسنين- كم يوم تستمر عند الأطفال؟ دراسة تربط بين الحساسية العالية والاكتئاب والقلق! هل رقائق البطاطس المخبوزة صحية أكثر من المقلية؟ وفاة الشاعر سعود معدي القحطاني إثر سقوطه من جبل في عُمان 10 خرافات تكنولوجية لا تزال شائعة حتى اليوم مجلس الوزراء يقر استكمال تمويل مشاريع بنية تحتية وسياحية في عجلون والبحر الميت محمد مسلم مديراً عاماً للمنارة الاسلامية للتأمين .. سيرة ذاتية تحديد موعد نتائج التوجيهي نقل الأمين العام للأشغال لمنصب جديد اقرار نظام صندوق دعم أنشطة التعليم والتدريب المهني والتقني الملكة تنشر صورة (القهوة الصباحية) أخطر عملية نصب هاتفي تسلب زوجين روسيين ثروتهما بالكامل الكعابنة يجمعون الأردن والسعودية والعراق والكويت وسوريا على مائدة واحدة الأردنيون خامس أكبر المشترين العرب للعقارات في تركيا خلال 2025

السردية تكتب : هيا نحكي.." اللقم ترد النقم"

السردية تكتب : هيا نحكي.. اللقم ترد النقم
النائب الأسبق ميسر السردية
القلعة نيوز- عضت الأرض أنيابها على حشائشها وغدرانها وصار لابد من عزم رحيل العرب إلى حيث موطن الكلأ والماء، الرحيل لايكون إرتجاليا، إذ تُخشى غدرة الصحراء، فلابد من تطوع "طارش" منهم يذهب يستطلع للقوم المكان المناسب بمراعيه ومياهه كي ترحل الناس وتعيش مواشيهم فيه. بعد أيام وليال من التنقل وحيدا وجد بطل الحكاية المكان المناسب، كان جوف النهار يغص بغروب الشمس، وكما درجت العادة فالبدوي لايحب السفر ليلا "الليل أسود وشوره أسود"، نظر من حوله يتخير مكانا يبيت فيه، رأى قبرين وقبراً آخر بعيدا عنهما، حدث نفسه مفضلا أن يقضي ليلته تلك بين القبرين، يعد قهوته ويخبز عربوده ثم ينام متداريا نسمة الربيع الباردة. بعد أن لف رأسه بفروته لينام، سمع صوتا يأتي من صوب القبر الوحيد، استعاذ من الشيطان متخيلا ماسمعه مما يعرض من شرور العالم الآخر، لكنه سمع صوت من القبر الذي فرش بجانبه يسأل صاحب القبر الذي خرج منه الصوت الشاكي قائلا : مابك يافلان ولماذا تئن الآن؟!.. انصت جيدا.. حقا أنهم يتحدثون.. أيعقل ذلك من أموات قبور شبه دوارس!!.. رد ساكن القبر الأول على سائله: قتلتني الوحدة.. لا أنيس لي في هذا المكان... رد الآخر.. لا تستوحش .. بعد غد.. ستنزل في هذا الروض العرب الفلانية.. وسيموت فلان.. ستلدغه أفعى فيموت ويدفنونه بقربك فيؤنس وحدتك. جلس صاحبنا وكأن صاعقة وقعت على رأسه.. أنهم يتحدثون عنه وعن قومه.. لاحول ولا قوة إلا بالله.. مايفعل ياترى؟!.. في الصباح حزم أمره.. سأعود وأخبر الربع عن المكان واطلب منهم الرحيل إلى هنا.. وإن كنت حقا سأموت.. لامهرب من القدر.. ليكن مايكن. بعد أن نزل الجميع مطئنا للأرض برياضها وحياضها، نادى صاحبنا قومه لوليمة العشاء في بيته. ومن عادات العرب أن يقوم "المعزب" صاحب الدعوة على خدمتهم وصب المرق وتوزيع الطعام وقلما يجلس معهم للأكل. عندما انصرف القوم عقب تناول قهوتهم وتعليلتهم، سأل أمه عن امرأة ارملة من قومه، هل أكلت وعيالها من الوليمة؟! فأخبرته أمه معتذرة بأنه لم يبقى من الطعام إلا حصته التي رفعتها من اللحم وقدمته له في" سحلة" كبيرة... حملها وذهب بها إلى بيت الأرملة دون أن يذق منها لقمة واحدة.. سمع وهو عند "رفة" البيت الأرملة وهي تهدهد صغارها.. اصبروا.. شوي وتجيكم"طعمة".. دخل وافرغ مايحمل من طعام في إناء للصغار وعاد بيته...ركن السحلة عند وسادته .. الليلة الموعد إذن... اللي عند الله على الله... توازن في فراشه مستذكرا مناجاة الموتى، في تلك الأثناء وإذ بصوت قوي يرتطم عند رأسه.. .. أضاء الفانوس.. هي هي.. أفعى فُصل رأسها عن جسدها من شدة ارتطامها بالسحلة ... في اليوم التالي أولم لقومه مرة أخرى وحدثهم بما جرى معه... يقال أن الأفعى كلما كانت تدور من جهة لتلدغه كانت السحلة تدور فتحول بينها وبينه حتى قُتلت على حرفها..... ومن تلك الحكاية قالت العرب.. اللقم ترد النقم.....لا تفكر بمنطق ما قرأت.. هكذا غزلت أخيلتهم خيوط لياليهم لحياكة العبرة والموعظة والنصيحة على شكل حكاية .. * الطارش: لقب من يتطوع للبحث عن الكلأ والماء ويختار الأماكن أو قد يحمل رسالة أو معلومة أو يبحث عن مفقود ما. *السحلة: زبدية متفاوتة الأحجام والاستعمالات.. *العربود: خبز يُخبز داخل جمر النار.. * رفة البيت:الستار الخارجي يكون على جوانبه