شريط الأخبار
وفيات الأردن اليوم الاثنين 18-8-2025 أوكرانيا: روسيا مستمرة في قتل المدنيين رغم جهود السلام قميص لافروف يحدث ضجة عالمية ويحقق مبيعات قياسية رونالدو وضع لها قلبا.. من هي الحسناء العراقية مريم غريبة؟ وظائف شاغرة في مستشفى الأمير حمزة روسيا تحبط محاولة لتفجير جسر القرم ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية الاثنين مقتل لاعبة جودو أمام طفليها بالرصاص على يد زوجها جيش الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات بمناطق متفرقة في الضفة استقرار أسعار النفط بعد قمة بوتين وترامب قراءة في منهاج النبوة في صناعة جيل الصحابة... نيمار ينهار باكيا بعد أكبر خسارة في مسيرته أجواء صيفية معتدلة في أغلب المناطق حتى الخميس "صفقة سرية" بين إيران وطالبان.. جواسيس لندن على لائحة الموت أسعار الذهب عالميا تنتعش من أدنى مستوياتها في أسبوعين "وزير الثقافة " : قرار "ولي العهد" يحمل في طياته رؤية ثاقبة نحو تعزيز الانتماء إعلان تفاصيل خدمة العلم في مؤتمر صحفي الاثنين الحكومة توافق على إلغاء متطلبات التأشيرة بين الأردن وروسيا الرفاعي: قرار إعادة تفعيل خدمة العلم يحمي قيم الدولة الحكومة: إرسال مشروع قانون خدمة العلم إلى البرلمان بصفة الاستعجال

الخرشة يكتب : ما بين الزخات الثلجية والنشرات الجويّة اخترت أن أكون قريب من أُمي

الخرشة يكتب :  ما بين الزخات الثلجية والنشرات الجويّة اخترت أن أكون قريب من أُمي

الدكتور امجد الخرشة
القلعة نيوز- لا شيء يغنيني عنك ولا عنك تغنيني الدنيا كلها، ولا أحد ينكر بأن للثلج نكهة لا توصف، فهو الطهر والنقاء والصفاء والجمال والحلية البيضاء ومجاورة المدفئة ومسامرة الأحباب.
كيف لا ؟؟؟ وهو يذكرني بهمسات أمي وكلمات أمي وقصصها التي كانت ترويها لنا مع تناثر قطرات المطر وحبيبات الثلج التي يصاحبها انقطاع للكهرباء أيّام وأيّام.
لا أذكر أن أُمي كان لديها فيس بوك ولا واتس اب ايضًا ولا كتاب فيه حكايات تسرد، ولا حتى هاتفًا نقّال تجمع فيه الصور وتتابع منه الأخبار. أُمي كان ومازال لها قلبًا أبيضًا كالثلج يقول دائمًا : الحمد لله مرددًا بين نبضاته تفاءلوا كثيرًا فالحياة مازالت مستمرة والأمل سيظل موجود.
أُمي لم تهتم بالأخبار الاقتصادية، ولا تتابع النشرة الجويّة، لأنها تعلم علم اليقين بأن الخبز الذي تصنعه يداها يكفينا كل أيّام الثلج العتيّة.
أُمي لم تكن تعرف بأن الكستناء وجبة شتويّة، في حينها كانت تصنع لنا "القليّة" حبيبات من القمح تحمصها على المدفئة هي اكلتنا الشتوية.
آه وألف آه كم اشتاق ... ويأخذني الحنين إلى تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معها نصحو ونغدو بجوارها كأسراب الحمام، متأملين في بياض الثلج الناصع وطهر السحاب الساطع.
ليتنا لم نكبر ... ولم يسرقنا الوقت مسرعًا ولم تتغير كاسات الماء النحاسية، وتبقى هي نفسها أكواب شاي الميرمية.
جئتها اليوم ... قائلا في نفسي : ليت تلك الأيام تعود كي نعيد حكايات الماضي الجميل التي كانت تقصها لنا. لكنها رفضت قائلة : لقد كبرت يا ولدي ولم يعد صوتي كما كان ولا سمعي مثل زمان ولا الثلج مثل ما كان.
لا أعلم لماذا فعلا كبرت أُمي بهذه السرعة !!! وتغيرت ملامحها بهذا الشكل وذهب بنا الزمان مسرعًا تاركًا خلفه البساطة والبراءة والقلوب النظيفة وذكريات وتفاصيل لا تغادر الوجدان.
أمي لم يعد سمعها كما كان ولا قوامها مثل زمان، فقط الجلوس معها يغنيك عن كل مكاااااان وزمااااان.
لا أعلم !!! لماذا كبرت طفولتنا ؟؟؟ وكبرت معها النشرة الجوية التي كنا ننتظرها في موجز الثامنة ، وأصبحت أكثر ضجيجًا واستعراض عما كان.
لا أعلم لماذا ؟؟؟ كل هذا وذاك وكل تلك الأيّام الخوالي قد ذهبت بسرعة، وسرقت منّا أجمل اللحظات دون استئذان ... صدقوني لا أعلم !!! فإن علمتم علموني وان أخبركم الزمان أخبروني، وان اشتقتم لتلك الأيام فلا تلوموني.
اللهُمَّ أحفظ مبسم أُمي وقلبها وصحتها فهي أغلى وأحب ما أملك، وأدم عليها الصحة والعافية فاحفظها بعينك التي لا تنام، واحفظ جميع امهاتنا وارحم من كان منهن تحت التراب. #ذكريات