شريط الأخبار
جميل علي القيسي مرشح أمانة عمان الكبرى عن منطقة زهران : صوتكم أمانة، وبرنامجنا عهد. اكاديميه الخليج النموذجيه_ضاحية الياسمين الروسي خاتشانوف إلى ربع نهائي بطولة ويمبلدون الولايات المتحدة تستأنف شراء الزركونيوم من روسيا واشنطن تُخطر شركاءها التجاريين بإعادة فرض الرسوم الجمركية اعتبارا من أغسطس الهلال بين الكبار.. قائمة الفرق الأكثر أرباحا في مونديال الأندية 2025 مصر تأمل في حلول مبتكرة من "بريكس" لأزمة الديون العالمية بوتين: الروس متضامنين قوة جبارة لا تقهر تحسبا لرحيل وسام أبو علي.. الأهلي المصري يسعى لضم مصطفى محمد أسئلة نيابية ونشاطات عديدة وحل قضايا عالقة، الجراح تمضي الدورة الأولى من المجلس بإتقان كابتن التوصيل. ... مجلس الوزراء يحلّ المجالس البلدية والمحافظات وأمانة عمَّان الكبرى في الرد على البيان المرتبك للنائب حسن الرياطي القوات المسلحة الأردنية تشارك في إخماد حرائق سوريا اتحاد الكتاب يحتفي بكتاب الصمادي منتخب السيدات لكرة القدم يلتقي نظيره اللبناني بالتصفيات الآسيوية غدا سلطة وادي الأردن تنفذ إجراءات احترازية لحماية سد الوحيدي في معان بدء العطلة القضائية في منتصف تموز بتوجيهات ملكية فرق إطفاء أردنية تشارك في إخماد حرائق سوريا مدير الضريبة : 26 ألف طلب تسوية ضريبية قيد الدراسة

ويسألونك عن المعارضة الأردنية (1/2)

ويسألونك عن المعارضة الأردنية (12)
القلعة نيوز: حسين الرواشدة هل يوجد لدينا معارضة "خارجية" منظمة، ام ان الذين تصلنا اصواتهم ورسائلهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مواطنون اردنيون يعارضون من الخارج..؟
الاجابة عن هذا السؤال تحتاج للتذكير بمسألتين: الاولى ان الاردن تاريخيا لم يشهد وجود معارضة خارجية منذ تأسيسه، صحيح ان بعض الاردنيين خرجوا غاضبين من بلدهم في فترات مختلفة، وانضم بعضهم الى تنظيمات، او تعاطفوا مع انظمة كان لها مواقف عدائية مع الاردن، لكنهم لم ينتظموا في اطار أو تنظيم معارض، كما انهم لم يشكلوا مجموعات معارضة منظمة، ما حدث انهم كانوا يمارسون انتقادهم للاوضاع السياسية الاردنية من البلاد التي هاجروا اليها، ثم عادوا للاردن بمبادرات من النظام السياسي، بعضهم بقى معارضا، فيما اندمج الاخرون بالعملية السياسة، وتبؤوا أعلى المواقع في ادارات الدولة.
اما المسألة الاخرى فهي ان طبيعة النظام السياسي الاردني تتناقض تماما مع امكانية (مشروعية: ان شئت) تشكل اي معارضة منظمة في الخارج، ليس فقط لان مساحة الحريات الكفيلة بممارسة المعارضة من الداخل متاحة الى درجة ما، او لان "الاعراف" السياسية والاجتماعية ترفض وجود مثل هذه المعارضة التي غالبا ما تفتح الذاكرة الشعبية على فكرة الاستقواء بالاجنبي، وعلى تجارب مشبوهة لمعارضات اخرى ركبت موجة الاخر فقادت اوطانها الى الدمار، وانما، ايضا، لان قيم الدولة الاردنية، وطبيعة النظام السياسي الاردني، تتسم في علاقتها مع المعارضة في الداخل بالمرونة والسماحة والاعتدال، ما ينزع عن اية معارضة قد تتشكل خارجيا مستلزمات مشروعيتها وصدقيتها، وتفقدها اي تعاطف لدى الاردنيين.
اذا اتفقنا على ذلك، فان ما نسمعه من بعض الاردنيين الذين يقيمون في الخارج، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي او المنصات الاعلامية والسياسية، لا يخرج عن اطار "التعبير عن الرأي"، سواء بدافع الغضب والانتقام، او البحث عن الشهرة والمال، او القيام بدور ما لجهة ما، او للابتزاز.. الخ، يمكن بالطبع ان نختلف معهم او نشكك فيما يطرحونه من معلومات، او ربما نتفق معها ونتناقش حولها، كما يمكن ان نصنف هؤلاء على مسطرة المصداقية وفق درجات مختلفة، يحددها الجمهور بالتجربة وبما يمتلكه من قدرة على التمييز والفرز بين الغث والسمين.
بمعنى اخر، لدينا اردنيون يعارضون السياسات الحكومية من الخارج، لكنهم يتحدثون – في الغالب - من داخل الدولة، وإن تجاوزوا الخطوط الحمراء، او جنحوا بعيدا وغرّدوا خارج السرب، كما ان لدينا مواطنون اردنيون يعارضون هذه السياسات من الداخل، سواء عبر منصات الاعلام او في ساحات الاحتجاج، او من خلال الاحزاب والبرلمان.
الفارق بينهم ان هؤلاء الذين يقيمون في الخارج، قد تصلهم معلومات او تسريبات من مصادر مختلفة (لا نعرفها)، تتيح لهم انتزاع اهتمام الجمهور الذي يبحث في العادة عن اية معلومة جديدة تتعلق بالشأن العام، فيما لا يمتلك من يعارض من الداخل هذه الميزة، وان امتلكها، احيانا، فانه لا يستطيع ان يتصرف بها او يستخدمها بحرية، الا اذا كان لديه ما يلزم من جرأة تمكنه من فعل ذلك.
لا يجوز لاحد ان يشكك بوطنية اي اردني لمجرد انه عارض السياسات الحكومية، فهذا حق مشروع دستوريا واخلاقيا، لكن لا بد من التمييز بين معارضة السياسات العامة واداء ادارات الدولة، وبين معارضة الدولة والمس بالصالح العام، او محاولة تهشيم الثوابت والنواميس الوطنية، كما لا بد من التدقيق فيما يصلنا من معلومات، والمصادر التي تسربها، ثم الانتباه الى ما تحمله بعض هذه الاخبار من «اجندات»، لفهمها والتعامل معها بوعي، لكي نفوّت الفرصة على مثل هذه «الزخ» الاعلامي الذي يحاول ارباك او تشتيت الرأي العام، او الذي يمتطي اصحابه مركب المعارضة بالنيابة عن «القوى» التي تتصارع على مصالحها، سواء بالداخل او بالخارج.
لهذا كله، يفترض ان يكون لدينا خطة اعلامية ذكية، تتولى مهمة تصحيح ما يصلنا من معلومات والرد عليها، ناهيك عن فتح قنوات تدفق المعلومات امام الجمهور، اضافة الى تقديم الرواية الرسمية للدولة بشفافية وبسرعة وبصورة مقنعة، وذلك لاستعادة ثقة الناس بمؤسساتهم، وملء الفراغ الذي تتسلل اليه الاخبار والمعلومات الوافدة من مصادر خارجية معروفة، او مجهولة.
يبقى سؤال آخر. هل يوجد لدينا معارضة داخلية؟ الاجابة غدا ان شاء الله