شريط الأخبار
الدفاع المدني يسيطر على (673) حريق لاعشاب جافة ومحاصيل وأشجار خلال ال 48 ساعة الماضية ويحذر مجددا لجنة التحديث السياسي: مقاعد المسيحيين والشركس والشيشان واضحة في القانون الملك في الزرقاء يوم الثلاثاء المقبل الأمير فيصل يشارك بأعمال الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي 57 إصابة بتصادم قطارين في الأرجنتين جنوب أفريقيا تطالب "العدل الدولية" بإصدار أمر لحماية الفلسطينيين بغزة الإتحاد الأردني للرجبي يحصل على العضوية الكاملة من الإتحاد الدولي مصرع 200 شخص بفيضانات في شمال أفغانستان الاتحاد الاوروبي يشيد بنتائج تصويت الجمعية العامة على عضوية فلسطين التونسي الياس برهومي يظفر بلقب بطولة الأردن المفتوحة للجولف قائد ميداني : المقاومة أجبرت الاحتلال على الانسحاب جزئياً من محيط مستوصف الزيتون غزة.. العثور على 80 جثمانا في 3 مقابر جماعية بمجمع الشفاء مصر رفضت التنسيق مع إسرائيل بشان معبر رفخ جيش الاحتلال يطالب النازحين بإخلاء 3 مخيمات في رفح الفلسطينية في مؤتمر تم تنظيمه بالتعاون مع جامعةهارفارد بمشاركة معلمين من (5) دول عربيه:وزير التربية: خطط تنفيذية للأزمات التعليمية الملك يزور الزرقاء الثلاثاء جيش الاحتلال الإسرائيلي: إطلاق 4 صواريخ من رفح تجاه منطقة كرم أبو سالم المقاومة: وفاة محتجز متأثراً بجراح أصيب بها في غزة الأمير فيصل يشارك في أعمال الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي الحكومة : تثبيت " فيتش " للتصنيف الائتماني السيادي للا ردن.. اعتراف دولي باننا ماليا نسير بالاتجاه الصحيح رغم ظروف عدم الاستقرار والصراعات الجيوسياسية التي تحيط بالمملكة

تحسين التل يكتب ويوثق :محمود (باشا) يوسف التل ..أحد مؤسسي جهاز الدفاع المدني

تحسين التل يكتب ويوثق :محمود (باشا) يوسف التل ..أحد مؤسسي جهاز الدفاع المدني

قصة الطفل الفلسطيني الذي وجده المرحوم- حياً يبكي بجانب والدته التي استشهدت نتيجة قصف عصابات الهاجاناة عام (1948)، وقد عمل على تربيته، ومنحه اسم العشيرة

القلعة نيوز-كتب ووثق تحسين أحمد التل:-
الكتابة عن رجال تركوا بصمات أردنية لا يمكن أن تزول مع مرور الزمن، يُعد من الأمور الصعبة، والمتعبة، وتحتاج الى كثير من البحث والتحري، فالأمر يستحق إذا كانت الكتابة تتعلق بأحد رموز عشيرة التل على المستوى العسكري.
قدم الباشا محمود اليوسف مساعدات يشهد لها كل من تجند، وعمل في الدفاع المدني، ووصل الى أعلى الرتب العسكرية بفضل الله وبمساعدة اللواء التل، منهم من لا زال على رأس عمله، ومنهم من أحيل الى التقاعد.


لكن قبل أن نبدأ بالحديث عن هذا الفارس، علينا أولاً أن نعطي القارىء نبذة عن أحد أهم الأجهزة (شبه العسكرية) التي تعمل من أجل راحة المواطن، وحماية ممتلكاته، وتعمل على توفير أقصى درجات الأمن والأمان عند حدوث طوارىء، وأزمات، وكوارث يمكن أن يتعرض لها المواطن أو المجتمع الأردني.
قبل تأسيس الدفاع المدني؛ كان هناك: الإطفائية، وهي شاحنة صغيرة تحمل تنك ماء قامت بلدية إربد بتعبئته بالماء، وتجهيزه بالبرابيش، وكانت مهمته إطفاء الحرائق التي تتعرض لها المزروعات، أو البيادر، أو المنازل، وأول مكان وضعت فيه سيارة إطفائية كان في شارع فلسطين بالقرب من مدخل مضافة عشيرة التل، ولم يستمر عمل الإطفائية طويلاً.
تأسس جهاز الدفاع المدني الأردني عام (1956) بأوامر من الملك الراحل الحسين بن طلال ليكون رديفاً لجهاز الأمن العام، وأشرف على تأسيسه وإعداده عسكرياً حوالي عشرة ضباط من القوات المسلحة، كان أبرزهم المرحوم محمود اليوسف التل.
في البداية كان جهاز الدفاع المدني يتبع وزارة البلديات، وفي العام (1959) انضم مالياً وإدارياً الى مديرية الأمن العام حتى عام (1970) انفصل إدارياً، وفي العام (1978) انفصل مالياً عن الأمن العام، وبقي هكذا الى أن انفصل مالياً وإدارياً عام (1999).
كان اللواء محمود اليوسف ضابطاً في الجيش الأردني المتمركز في فلسطين، مسؤولاً عن سرية الإسناد والإنقاذ، منطقة يافا، وقد وقعت حادثة خلال حرب فلسطين عام (1948)، وكان سببها القصف العشوائي الذي كانت تقوم به العصابات الصهيونية ضد الجيش الأردني، وجيش الإنقاذ، والسكان دون تمييز.
وقد عثر الضابط محمود التل على طفل فلسطيني يبكي الى جانب جثة والدته، فأخذه معه وسلمه لزوجته أم زياد التي ربته كأنه ولد من أولادها، وكان اسمه سمير أبو عمارة؛ لكن اللواء محمود اليوسف منحه اسماً جديداً، وصاروا ينادونه جهاد محمود التل، وأصبح أحد أفراد العائلة، وبعد مرور اثنا عشر عاماً، وبالصدفة تعرفت عليه عمته في السلط، وبلغت أعمامه وشقيقه الأكبر الذي جاء الى عمان يبحث عنه حتى وجده، وأخبره بأنه ليس جهاد التل وإنما سمير أبو عمارة الفلسطيني الأصل، وصمم على تغيير اسمه وجواز سفره ووثائقه الرسمية ليعود من جديد الى هويته الأصلية.
عمل المرحوم اللواء محمود التل على تعيين سمير أبو عمارة أو جهاد محمود التل في القوات المسلحة، الفرقة (12) الملكية، وكان مركزه في الشونة الشمالية في إحدى كتائب مدفعية الفرقة، وبعد أن أحيل الى التقاعد قام اللواء محمود اليوسف بتعيينه أيضاً في كلية الزرقاء الأهلية مسؤولاً عن حركة النقل في الكلية، وبعد إصابته بمرض لم يمهله طويلاً توفي رحمه الله ودفن في عمان.
هذه واحدة من مآثر المرحوم محمود اليوسف التي سجلت في تاريخه المشرف في فلسطين، أو في الأردن، ويشهد له كل من انضم الى خدمة الدفاع المدني أن له أيادٍ بيضاء على جهاز الدفاع المدني منذ تأسيسه، وكيف استطاع أن يوظف الكفاءات لرفع مستوى الأداء، والمحافظة على الإنجاز، ومدى الجاهزية في كل الظروف والأحوال.
تُعد فترة وجود الضابط محمود التل في الدفاع المدني؛ من الفترات الذهبية في عمر الجهاز، إذ كان يزامله في تلك الفترة الفريق خالد الطراونة مدير عام الدفاع المدني لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، وكانت بحق من الفترات الذهبية في تاريخ هذا الجهاز العريق بضباطه، وكوادره، وإنجازاته. اللواء محمود اليوسف التل كان أحد أبرز شخصيات العشيرة، والوطن، وهو شقيق القائد المجاهد عبد الله التل بطل معركة القدس الشهيرة، وشقيق الدكتور أحمد اليوسف التل أمين عام وزارة التعليم العالي سابقاً (رحمه الله)، وشقيق المرحوم (محمد زكي) يوسف التل مدير الشؤون الاجتماعية والعمل سابقاً، وشقيق المرحوم عبده اليوسف التل.
عمل رحمه الله لأكثر من نصف قرن ضابطاً في القوات المسلحة، وحارب في فلسطين المحتلة، وساهم في تأسيس جهاز الدفاع المدني، وهو من أعمدة العشيرة الذين نتفاخر بوجودهم بيننا أحياءً كانوا أم في رحاب الله، رحمهم رب العزة جل وعلا، وأنزلهم منازلهم في الفردوس الأعلى. توفي الباشا في (17- 4 - 2007)، وكانت جنازة (المغفور له بإذن الله) اللواء محمود اليوسف؛ تمت وسط مراسم عسكرية كبيرة في مسقط رأسه - مدينة إربد، وقد شاهدت من بين المودعين؛ حملة الدروع، والأوسمة، يتقدمون الجثمان الطاهر المسجى على أحد المدافع العسكرية، وضباط وأفراد الدفاع المدني يسيرون خلف المدفع ببطء شديد، وبحركة عسكرية مهيبة، وكان الجثمان الطاهر ملفوفاً بالعلم الأردني، وودعه الحرس بإحدى وعشرين طلقة، ودفن في مقبرة العائلة.