القلعة نيوز- كتبت افنان العنتري
(( بلورة ))
كنت طفلة وكنت أملك ثروة قد بلغت حدود شمس البراءة
في خزنة مغلقة خبأتها ..
( جلول } في علبة النيدو الكبيرة.
نعم يا سيدي .. انها الكرات الزجاجية
الجلول .
الرأسمالية على أصولها.
واستقراض أبناء الحي وفرض الفوائد على هذا وذاك .
لم أكن أملك سوى الألوان وأحلام الطفولة في لمعة بلورها عند انعكاس الشمس.
ولم اعرف معنى اللف والدوران في ذاك الوقت .
كنت أعرف لغة التصويب نحو ذاك الهدف .
هدفي واضح و رؤياي مباشرة .
وقعها ..
يا لذاك الصوت .. منفردة .. مجتمعة .
ما أجمل كنزي ..
جلول كبيرة وصغيرة ..
عائلات تشبهنا
آباء وأمهات
أبناء وبنات ...
واكبرها هم الأجداد....
هكذا كنت أراها ولا ازال .
تجمعها علبتي السحرية.
.،( علبة النيدو .)
كبرت عاما ..
كبرت عامين ..
كبرت أعواما..
طفولتي باتت أسيرة في علبة زمانها ..
اخذت نفسا عميقا ..
قبل أن أتخذ القرار .
حررتها .
بل أطلقتها كسرب العصافير ..
نحو ذاك الجبل تحت السماء الزرقاء ..
علها تكبر مثلي ..
تبعثرنا .. يا أمي..
غادر الجد والجدة ..
تلوثنا ..
بعد أن تلونت أيامنا بتلك الألوان..
لم يعد يجدي جمع الأحلام في علبة كبيرة .
فالحياة أكبر من علبتي واحلامي صغيرة يا أمي..
رؤياي لم تعد واضحة ..
فالاهداف لا تكمن في تلك الحفرة الرملية التي صنعها اولاد الحي .
الأهداف كجحور الأفاعي مظلمة .. لربما مسمومة وربما فارغة بلا جدوى
انعكاس الشمس بات في بؤبؤ عيني لا في البلورة الزجاجية الملونة ..
أراها رغم رحيل العلبة الكبيرة
باتت ذكرى ..
وبت معها حلما .
لكنتي لا أزال أملك الثروة
هي تلك الابتسامة والدمعة التي تراود القلب حينما يشتاق
ويكتفي بقول رحم الله أياما لا تقدر بثمن .
كوكب من حكايات إذن
لا بلورة زجاجية
أرض وسماء
وخيوط الشمس الذهبية تجذبنا .
ولو تبعثرت الألوان
الثروة الكبيرة
العائلة .