القلعة نيوز- كتبت الكاتبة الاردنية رانيا زريقات
"للطيب مواقف و للمرجلة رجاجيل وللخيل فرسانها في ساعة الشدة "
القلب الذي ينبض في الصحراء هو قلب لم يرى سوى الشوك و الرمل،يحلم ُ كثيرا عندما يتكىء ليلا على صخرة قاسية لينظر سماء الصحراء الصامتة ليتقابل وجها لوجه مع شعور مختلف يربض في صدره عند رؤية أول نجمة مدهشة ..تُنسيه حُرقة الشمس و بخل الرمال و بأس النفس العزيزة..لتراه يشحد من السماء احلاما دون خجل حدودها الكون..
من اعتاد الشوك و الرمال عندما يجد واحة ماء يعلم تماما ما هي قداسة الماء ،فيحفر بئرا عميقا و يوشم اسمه على حجارته و يشرب منه ،اينما يكون الماء يكون هو..
من لايعرف من الحديد سوى السيف والبارود ،الخنجر و الجمر ،النار و الّلحام..وكأن الشوك يثمر الصلابةو الرمل يزهر صبرا ،والفقر إن زاد كرمة يخلق رجلا لا فناء لكرمه..رجل من البادية لا ينحني للشمس سوى عند الشروق و الغروب ليركع لرب الشمس .
يا لبادية الأرض،يزورها الملوك ليشربوا قهوة العشيرة على حصيرة الوفاء و الانتماء،فيغرف الملوك الولاء من فناجين الشيوخ باسم الله ليعقدوا قِران التحالف بين الصحراء و العروش!
من كل بلاد الدنيا ،من كل بقاع الأرض ،من قصص البحار و الفضاء،من قصص الحدائق و القلاع ،لا قصة تُروى لتنعش القلب كقصة بدوي من صحرائه ابتدأت الحضارة قبل آلاف السنين!