معان- بقلم - محمودالخوالدة *
================
رغم توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني لكبار المسؤوليين في كل مواقعهم ، بضرورة التركيز على العمل الميداني ، والتواصل الدائم والميداني بين المسؤوليين من جهة والمواطنيين من جهة اخرى، الا اننا نلاحظ ان الادارة المحليه العامة، ليست في المستوى المطلوب ، ولاترتقي الى طموحات جلالة الملك ، والغيوريين على الاردن وتقدمه وازدهاره .
للاسف نلاحظ ان هناك اهمالا كبيرا في
تنفيذ التوجيهات الملكيه ، لغياب المتابعة الحثيثة من المركز،، ولغياب العقاب على
كل من لاينفذ هذه التوجيهات، التي تستهدف الارتقاء بالوطن والمواطن ،
وتوفير جميع الخدمات اللائقه بالاردنيين في كل مواقعهم في المملكه
ويتضح هذا الاهمال في تباطؤ
المسؤوليين في العاصمة عمان وفي مراكز المحافظات والالوية والاقضية ، عن
التجاوب السريع مع مطالب المواطنيين ، وحل مشكلات الاقاليم والمحافظات ، الخاصة
بالخدمات العامه ، والمعاملات الادارية ، وفي جميع مجالات الحياه
تقريبا ، بحيث غدت بعض الدوائر والمؤسسات الرسميه عبئا على الوطن
والمواطنيين .
لقد دعا جلا لة الملك اكثر من مره
الى اهمية التشاركيه بين الحكومة والشعب ، سواء في اتخاذ
القرارت ،ومتابعتها ، والاستماع الى اراء وافكار المواطنيين
بقصد تجويد آ ليات التنفيذ ، او ادخال تعديلات عليها ، على ضوء
عمليات تنفيذها على ارض الواقع
ورغم صرخات المواطنيين لاصحاب
القرار من هذا الاهمال الاداري ، الا ان حجمه يزداد حتى اصبح ظاهرة تعاني
منها غالبية مؤسسات الدولة باستثناء تلك التي تديرها القوات المسلحه
الاردنية والامن العام ومؤسسة الديوان الملكي .
يقال في علم الادارة انه لايوجد
مؤسسة فاشلة، ولكن هناك ادارة فاشلة ، الامر الذي يستدعي ان
يعمل صاحب القرار ومن يثق بهم ، على ايجاد آليات محددة وواضحة ،تفرض
على كل مسؤول في الموقع الاول في العاصمه عمان او في مراكز المحافظات
والالوية ، ان يخصص يوما في كل اسبوع للقاء المواطنيين
والاستماع الى مطالبهم، والعمل على حلها مباشرة، من خلال
تعليمات مباشرة ، كما كان يفعل المرحوم الشهيد وصفي التل في ادارة
الدولة الاردنية ، حيث كان يخصص يوما في الا سبوع لاستقبال اي
مواطن يعاني من مشكله مع اية جهة ادارية ، ولا يكتفي بالاستماع
للمواطن ،بل يطلب من رئاسة الوزراء متابعة
قضيته ، ويطلب من المواطن نفسه العودة مرة ثانيه
لاخباره فيما اذا كانت مشكلته قد تم حلها .
فهل ياتي يوم على الادارة المحلية
الاردنية، تتخلص فيه من التسيب والتباطؤ والتراخي ،في تنفيذ المهام
الملقاة على عاتقها .. ونرى المسؤول الاردني يخصص يوما او
اكثر في كل اسبوع ، لمتابعه احوال الوزارة او المؤسسة او
الدائرة التي ائتمنه عليها جلالة الملك والشعب الاردني
نرجو ان لايطول انتظارنا خاصة
نحن القاطنيين في مناطق بعيدة عن العاصمه جغرافيا ،
رغم اننا ساهمنا وعلى مدى قرن من الزمان في بناء الوطن وتنميته
وازدهاره ورفعته ليبقى الاردن كما اراده المؤسسون الهاشميون الاوائل
انموذجا يحتذى في المنطقة
* الكاتب شغل منصب مديرماليه محافظة معان
سابقا
--------------------------------------------------