شريط الأخبار
اجتماع أردني سوري أميركي في دمشق لبحث تثبيت وقف النار وحل الأزمة بالسويداء الرئاسة الفلسطينية تطالب الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها ووقف الحرب على غزة السفير القطري: زيارة أمير قطر إلى الأردن محطة مهمة في ظل المرحلة الراهنة "الرواشدة" يرعى افتتاح مهرجان مسرح الطفل الأردني اليوم تنقلات في مديرية الأمن العام - اسماء الحنيطي يرعى افتتاح مؤتمر كشف ومكافحة الطائرات المسيّرة ترامب يعلن إقامة دعوى تشهير بقيمة 15 مليار دولار على نيويورك تايمز لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة تخلص لارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة وزير الخارجية يبدأ زيارة الى سوريا أمير دولة قطر يزور الأردن غدا الأربعاء لوكسمبورغ تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين متحدثون : خطاب الملك بقمة الدوحة يعد خارطة طريق لمواجهة التصعيد الإسرائيلي وحماية القدس الأميرة بسمة بنت طلال ترعى احتفالا بمرور 50 عاما على تأسيس مؤسسة إنقاذ الطفل-الأردن المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرات مسيرة نقابة الصحفيين تحيل 95 شخصا إلى النائب العام لانتحال صفة المهنة تقرير يكشف النقاب عن فضيحة مدوية في سلاح الجو الإسرائيلي أسعار الذهب تقفز لأعلى مستوى تاريخي في الأردن.. 74.4 دينارا للغرام عيار 21 "عرض سري وحملة ترويج مشبوهة " للترويج لديمبلي للفوز بالكرة الذهبية فما القصة؟ الحالة الجوية في المملكة حتى الجمعة النائب صالح ابو تايه يشيد بخطاب جلالة الملك في القمة العربية الاسلامية

ميسون عبد الدين تكتب : إرثٌ عثماني

ميسون عبد الدين تكتب : إرثٌ عثماني
إرثٌ عثماني
ميسون عبد الدين
16 / 7 / 2023م
الاحد :
القلعة نيوز
انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية عام (1341هـ / 1922م ) بعد أن حكمت البلاد العربية ما يقارب 600 عام ، ولكنها ظلت باقية بما تركته من إرث ثقافي تناقلته الأجيال في مجتمعاتنا ، هذه الفترة التاريخية الطويلة أحدثت نوعاً من التأثر والتأثير المتبادل ، إذ تكونت تلك الدولة من شعوب وأجناس وأديان مختلفة أنتجت تراثاً ثقافياً متنوعاً من القيم والتقاليد والطقوس والممارسات التي ترعاها وتحييها المجتمعات المحلية حتى الآن ، وفي هذا يقول الدكتور حسين مجيب المصري المختص في الدراسات التركية والأدب الإسلامي : " ولقد عرفتهم الشام وبلاد المغرب وارتبط بهم الحجاز والعراق وتاريخهم من الأهمية بمكان عظيم وهو موصول بعهد طويل من تاريخ الشرق العربي " .
وهناك الكثير من السمات والدلائل المادية والمعنوية التي تشير إلى مدى تأثر العرب بالحضارة العثمانية والنقل عنها ، وعن الجانب المادي فقد ظهر جلياً الإهتمام العربي باللغة العثمانية ومقدار كلماتها ومصطلحاتها التي تُستخدم في اللهجة العامية في بلاد الشام ومصر على وجه الخصوص ، إذ تعد مصر الأكثر تأثراً من غيرها باللغة العثمانية ، فقد درجت على ألسنة العامة العديد من تلك الكلمات مثل لوكندة ، أوسطى ، اجزخانة ، هانم وأبله ، اوتوبيس وغيرها من الألفاظ التي لا تجدها في بلاد الشام ، ويعود السبب في ذلك الى استمرار حكم ذرية محمد علي باشا لمصر حتى( 1373هـ / 1953م ) أي بعد انتهاء الدولة العثمانية رسمياً ، أما بلاد الشام فشاع استخدام بعض الألقاب والمسميات العسكرية منها أفندي وباشا ، الدرك والطابور وهو هنا الكتيبة العسكرية ، قول بيرق أي العلم أو الراية ، وهناك كمية وفيرة من الأمثلة نذكر منها كلمة بازار ، شاكوش ، دغري أو دوز ، أوضة أي غرفة ، ثم شاع كثيراً إضافة ( جي ) الى بعض الصفات والمهن مثل قهوجي حلونجي كندرجي ، مشكلجي ، نسونجي .
ومن الإرث المادي العثماني الذي أخذه العرب وحافظوا عليه حتى وقتنا الحاضر بعض الأكلات العثمانية كاليبرق أو اليالنجي وهي الأكلة الأكثر شهرة في بلاد الشام ، ثم كفتة داود باشا المنتشرة في مصر والتي سميت بهذا الاسم نسبة الى والي مصر الذي كان يطلبها من الطباخين كل يوم وبشكل مستمر ، وجاء في كتاب الطبّاخ ودوره في حضارة الانسان للكاتبة بلقيس شرارة أن الكرش ( الكوارع ) هي طبخة عثمانية لجأ اليها الفقراء في ذلك الوقت عِوضاً عن اللحم باهض الثمن ثم أخذت بالانتشار ، وتقدم البرك المحشوة باللحم أو الجبن كمقبلات على الموائد ، أما البقلاوة والكلاج والهريسة فهي الحلويات التي تقدم في المناسبات والاحتفالات الشعبية والدينية خاصة في ذكرى مولد رسول الله ورأس السنة الهجرية .
ويعد الطربوش الأحمر الذي أمر بارتدائه السلطان محمد الثاني في بداية القرن الـ 19 من الإرث العثماني العريق ، حيث سيطرت الطرابيش بأشكالها وأحجامها على الموضة لمدة تزيد عن 100 عام ، وهو دلالة على الرقي والتمدن والوطنية ، وكان لبسه إلزامياً على الموظفين وطلبة المدارس والجامعات والعساكر ، والذي ظل يحظى بتلك المعاني حتى بعد سقوط الدولة العظمى ، إلى أن قام اتاتورك بإلغائه عام ( 1344هـ / 1925م ) وكذلك فعل جمال عبد الناصر في مصر، ولم نعد نراه الآن إلا بأعداد قليلة في الجزائر والمغرب وتونس ، أو على رؤوس باعة العصير للفت النظر فقط .

ويتمثل الشق المادي من الإرث فيما خلفه العثمانيون من منشآت ظلت باقية صامدة في وجه الزمن كالجسور والأنفاق ، الحمامات العامة ، التكايا وأسبلة الماء المنتشرة بكثرة في فلسطين خاصة في القدس الشريف ، سكة حديد الحجاز التي لم تكتمل وما كان منها دُمّر بفعل الحروب أو دُثر تحت الرمال ، ولم يبقى إلا بعض منها ظاهر للعيان كمحطة القطار في عمان التي تستخدم لرحلات السياح وطلاب المدارس