شريط الأخبار
رئيس الوزراء يعقد اجتماع متابعة للوقوف على النتائج الأوليَّة لتقرير فحوصات الجمعيَّة العلميَّة الملكيَّة حول موضوع مدافئ الغاز التي تسبَّبت بحالات وفاة واختناق القوات المسلحة تستأنف عمل المستشفى الميداني الأردني في تلّ الهوا شمال غزة الأشغال: جاهزية عالية وتعامل فوري مع بلاغات المواطنين خلال المنخفض الجوي قرارات مجلس الوزراء ( تفاصيل ) سلامي: أنا قائد المنتخب الأردني أسعى للتتويج ولا أحد يشكك بأمانتي إسرائيل تمنع أعضاء في البرلمان الكندي من دخول الضفة عبر الأردن الخوالدة: شكرا للنشامى وزارة الاستثمار تكشف بالفيديو أبرز الحوافز والإعفاءات أمام المستثمرين طقس بارد وأمطار رعدية وتحذير من السيول جنوبا اليوم منتخب النشامى يبحث عن لقب تاريخي أمام المغرب في نهائي كأس العرب غدا الملكية الأردنية: 8 رحلات إضافية إلى الدوحة دعما للمنتخب الوطني النائب عياش يطالب وزير التربية بتأجيل أقساط طلبة الجامعات الضمان الاجتماعي: رواتب المتقاعدين في البنوك الاثنين المقبل السعودية: هزة أرضية بقوة 4 ريختر في الشرقية تساقط زخات ثلجية على المرتفعات الجنوبية النائب البدادوة يرعى حفل سفارة جمهورية بنغلادش بمناسبة يوم النصر .. Speech of His Excellency the Ambassador of the People’s Republic of Bangladesh to Jordan, Ambassador Nur Hilal Saifur Rahman, on Victory Day – Video. أمطار وزخات ثلجية متوقعة فوق الجبال الجنوبية اليوم الأربعاء سفارة جمهورية بنغلادش تحتفل بمناسبة يوم النصر برعاية النائب أيمن البدادوة.. The Embassy of the People’s Republic of Bangladesh celebrates the occasion of Victory Day. النائب الظهراوي يطالب بالسماح لسيارات الإسعاف استخدام مسرب الباص السريع

ميسون عبد الدين تكتب : علاقات إنسانية

ميسون  عبد الدين تكتب : علاقات إنسانية

علاقات إنسانية

القلعة نيوز:

ميسون عبد الدين

الاثنين 24_7_2023

يترتّب على التحلي بالقيم الأخلاقية والصفات الحسنة العديد من الآثار الإيجابية التي تعود بالخير على الفرد والمجتمع ، فبها تتحقّق المودة والرحمة ، وبانتشارها يعم الإخلاص والاحترام ، وبثبوتها تترسخ المساواة والإنصاف ويزداد الوئام والإخاء ، وتنفك بها أعظم العوائق ، وبالتزامها تظهر قوّة المجتمع ووحدته ، وكل هذا يخلق نوع من العلاقات الإنسانية المتينة التي تعد الأساس لبقاء الأمم ومفتاح للنجاح والتغيير نحو الأفضل .

يحكى أن القائد يانغ مانشون حاكم مدينة أنسي ( أنشي ) التابعة لمملكة غوغوريو( 37 ق . م – 668م ) إحدى ممالك كوريا القديمة كان مثالاً للقائد الفذ ، ورمزاً للعدل والتواضع ، الأمر الذي مكنه من كسب القلوب وقيادة العقول ، فجمع الناس بإحسانه وعطفه ، وأغدق عليهم بلطفه وأنسه ، إذ وضع حقوق شعبه مركز اهتمامه ، ووجه عنايته للحفاظ على كرامتهم وأمنهم ، فالتف حوله الصغير والكبير وكثر أعوانه ومحبيه .

أدهش يانغ مانشون أعدائه بحسن معاملته لرعيته ، فلما أرسلوا إليه من يقتله وجده رجلاً بسيطاً يرتدي الرث من الثياب ويعمل بيديه ، ويساعد العمال في جر العربات ، ثم يجلس بينهم يتناول الطعام ويتجاذب أطراف الحديث ، وفي إحدى الليالي خرج مانشون وحيداً كعادته في جولة من جولاته يحمل في يده صرة من الطعام يريد بها أسرة فقيرة فدخل عليهم وجالسهم وداعب أطفالهم والرجل يتبعه يريد قتله فلما رأى صنيعه هذا وقف مذهولاً .

وفي سلسلة من الحملات العسكرية التي قام بها امبراطور الصين تايزونج ( 599م – 649م ) الذي يُعتبر كأحد أفضل الأباطرة في التاريخ الصيني ، والذي عُرف بهزيمته لمنافسيه وانتصاره في كل معاركه وبلغت الإمبراطورية في عهده حداً كبيراً من التوسع والقوة ، هاجم جيش التانغ الصيني مدينة أنسي لكنه لم يفلح في اقتحامها ، فقد استبسل يانغ مانشون وجنوده في دفاعهم عن المدينة رغم هجمات جيش التانغ المتكررة التي كانت تصل الى ست أو سبع مرات في اليوم ، لكن المدافعين كانوا يصدوهم في كل مرة ، واستمرت هذه الحرب لأسابيع كثيرة ،ففكر الإمبراطور الصيني تايزونغ في بناء تل ضخم يمكّنهم من اقتحام المدينة وقتل مانشون ، لكن أهل المدينة والجنود المدافعين عنها وعلى رأسهم القائد مانشون استولوا على هذا التل بنجاح بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات الدموية فاضطر الإمبراطور الصيني للانسحاب وأعلن هزيمته أمام أنسي وشعبها .

استطاع مانشون أن يظهر قوته وقدرته الإيجابية في شتى المواقع والميادين ، وأن يحافظ على الود والاحترام والطاعة بينه وبين شعبه ، وأن يريهم في نفسه عدلاً وتواضعاً عالياً لترتفع مكانته في أعينهم ، ولك أن تتخيل كيف عمل شعبه على مجابهة المخاطر المحدقة به وحمايته أثناء المعركة ، فقد صنعوا من أجسادهم دروعاً لصد الضربات عنه ، ولعلك تعقل كيف قام بعضهم بالتخلي عن حياته في سبيل بقاء من لا تدرك قيمته ، ولعلك ترى الفارق جلياً بين حاكم يقدم شعبه وكل ما يملك للحفاظ على عرشه ، وبين شعب يقدم كل ما يمكن للحفاظ على قائده .

إننا في هذا العصر أكثر ما نكون في حاجةٍ إلى مثل هذه العلاقات الإنسانيَّة الثمينة المبنية على الأسس الطيبة التي تتسم بإظهار التقدير والتكريم والاهتمام بحاجات الفرد والجماعة قولاً وفعلاً ، بهدف الوصول الى جوٍ يسوده التفاهم والاحترام والثقة المتبادلة .