شريط الأخبار
"وزير الثقافة " : قرار "ولي العهد" يحمل في طياته رؤية ثاقبة نحو تعزيز الانتماء إعلان تفاصيل خدمة العلم في مؤتمر صحفي الاثنين الحكومة توافق على إلغاء متطلبات التأشيرة بين الأردن وروسيا الرفاعي: قرار إعادة تفعيل خدمة العلم يحمي قيم الدولة الحكومة: إرسال مشروع قانون خدمة العلم إلى البرلمان بصفة الاستعجال الرئيس اللبناني: حصر سلاح حزب الله قرار وطني وليس من شأن إيران الأمن: فيديو الشخص المقيّد من قبل ذويه "قديم" جلسة حوارية حول سياسات قانون الإدارة المحلية في محافظة مادبا نابليون بونابرت الجندي في جيشه ممكن يصبح جنرالاً بترقية واحدة إذا نجح هذا الجندي في إختراق جيش العدو أو بقتل أحد قادة العدو "قانون العصا المارشالية" النائب هالة الجراح ترحب بإعلان ولي العهد عودة خدمة العلم نفقة مليونية وقصر فاخر.. تفاصيل طلاق كريستيانو وجورجينا تسبق إعلان الزواج ضخ تريليونات اليوروهات في مدخرات الأسر.. خطة أوروبية لتعزيز الاستثمار الفردي وزير الخارجية الأمريكي: بوتين يحتل مكانة محورية على الساحة العالمية "يصنع ويسجل ويتصدر".. ميسي يمنح إنتر ميامي فوزا مثيرا على لوس أنجلوس الحكومة المصرية تتجه لتغيير نشاط أكبر قلعة صناعية في البلاد فرنسا تستنكر توقيف موظف بسفارتها في مالي وتطالب بالإفراج الفوري عنه سيطرة كاملة.. حمزة شيماييف بطلا للعالم في الوزن المتوسط في UFC 319 وزراء والصفدي و80 نائبا في دارة النائب هالة الجراح جلالة الملك يطمئن على صحة معالي الدكتور عاطف باشا الحجايا في اتصال هاتفي الأسبوع الرابع من الدوري الأردني للمحترفين CFI ينطلق.. الاثنين

ميسون عبد الدين تكتب : علاقات إنسانية

ميسون  عبد الدين تكتب : علاقات إنسانية

علاقات إنسانية

القلعة نيوز:

ميسون عبد الدين

الاثنين 24_7_2023

يترتّب على التحلي بالقيم الأخلاقية والصفات الحسنة العديد من الآثار الإيجابية التي تعود بالخير على الفرد والمجتمع ، فبها تتحقّق المودة والرحمة ، وبانتشارها يعم الإخلاص والاحترام ، وبثبوتها تترسخ المساواة والإنصاف ويزداد الوئام والإخاء ، وتنفك بها أعظم العوائق ، وبالتزامها تظهر قوّة المجتمع ووحدته ، وكل هذا يخلق نوع من العلاقات الإنسانية المتينة التي تعد الأساس لبقاء الأمم ومفتاح للنجاح والتغيير نحو الأفضل .

يحكى أن القائد يانغ مانشون حاكم مدينة أنسي ( أنشي ) التابعة لمملكة غوغوريو( 37 ق . م – 668م ) إحدى ممالك كوريا القديمة كان مثالاً للقائد الفذ ، ورمزاً للعدل والتواضع ، الأمر الذي مكنه من كسب القلوب وقيادة العقول ، فجمع الناس بإحسانه وعطفه ، وأغدق عليهم بلطفه وأنسه ، إذ وضع حقوق شعبه مركز اهتمامه ، ووجه عنايته للحفاظ على كرامتهم وأمنهم ، فالتف حوله الصغير والكبير وكثر أعوانه ومحبيه .

أدهش يانغ مانشون أعدائه بحسن معاملته لرعيته ، فلما أرسلوا إليه من يقتله وجده رجلاً بسيطاً يرتدي الرث من الثياب ويعمل بيديه ، ويساعد العمال في جر العربات ، ثم يجلس بينهم يتناول الطعام ويتجاذب أطراف الحديث ، وفي إحدى الليالي خرج مانشون وحيداً كعادته في جولة من جولاته يحمل في يده صرة من الطعام يريد بها أسرة فقيرة فدخل عليهم وجالسهم وداعب أطفالهم والرجل يتبعه يريد قتله فلما رأى صنيعه هذا وقف مذهولاً .

وفي سلسلة من الحملات العسكرية التي قام بها امبراطور الصين تايزونج ( 599م – 649م ) الذي يُعتبر كأحد أفضل الأباطرة في التاريخ الصيني ، والذي عُرف بهزيمته لمنافسيه وانتصاره في كل معاركه وبلغت الإمبراطورية في عهده حداً كبيراً من التوسع والقوة ، هاجم جيش التانغ الصيني مدينة أنسي لكنه لم يفلح في اقتحامها ، فقد استبسل يانغ مانشون وجنوده في دفاعهم عن المدينة رغم هجمات جيش التانغ المتكررة التي كانت تصل الى ست أو سبع مرات في اليوم ، لكن المدافعين كانوا يصدوهم في كل مرة ، واستمرت هذه الحرب لأسابيع كثيرة ،ففكر الإمبراطور الصيني تايزونغ في بناء تل ضخم يمكّنهم من اقتحام المدينة وقتل مانشون ، لكن أهل المدينة والجنود المدافعين عنها وعلى رأسهم القائد مانشون استولوا على هذا التل بنجاح بعد ثلاثة أيام من الاعتداءات الدموية فاضطر الإمبراطور الصيني للانسحاب وأعلن هزيمته أمام أنسي وشعبها .

استطاع مانشون أن يظهر قوته وقدرته الإيجابية في شتى المواقع والميادين ، وأن يحافظ على الود والاحترام والطاعة بينه وبين شعبه ، وأن يريهم في نفسه عدلاً وتواضعاً عالياً لترتفع مكانته في أعينهم ، ولك أن تتخيل كيف عمل شعبه على مجابهة المخاطر المحدقة به وحمايته أثناء المعركة ، فقد صنعوا من أجسادهم دروعاً لصد الضربات عنه ، ولعلك تعقل كيف قام بعضهم بالتخلي عن حياته في سبيل بقاء من لا تدرك قيمته ، ولعلك ترى الفارق جلياً بين حاكم يقدم شعبه وكل ما يملك للحفاظ على عرشه ، وبين شعب يقدم كل ما يمكن للحفاظ على قائده .

إننا في هذا العصر أكثر ما نكون في حاجةٍ إلى مثل هذه العلاقات الإنسانيَّة الثمينة المبنية على الأسس الطيبة التي تتسم بإظهار التقدير والتكريم والاهتمام بحاجات الفرد والجماعة قولاً وفعلاً ، بهدف الوصول الى جوٍ يسوده التفاهم والاحترام والثقة المتبادلة .