شريط الأخبار
حسّان: إعداد برنامج تنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي للأعوام الثلاث المقبلة نتنياهو: اللحظة التي تلقي فيها حماس سلاحها وتستسلم وربما نسمح لهم بمغادرة غزة وقتها ستنتهي الحرب بكفالة الحكومة.. طرح سندات لشركة الكهرباء الوطنية بقيمة 50 مليون دينار شوارزنيغر يكشف سرا جديدا لبناء القوة البدنية كتلة هوائية حارة وجافة الثلاثاء الصحة العالمية: "الجيش الإسرائيلي" اقتحم مقرنا في دير البلح الذهب يصل لأعلى مستوى في أكثر من شهر مع تراجع الدولار وعوائد السندات وزير مصري يتدخل لمنع محمد صلاح من الاعتزال دوليا الرواشدة يجمع عدد من وزراء الثقافة السابقين على شرف وزير الثقافة المصري الملك ورئيس الوزراء الكندي يبحثان في أوتاوا سبل تطوير الشراكة بين البلدين وأبرز مستجدات المنطقة بعد التجويع.. الموت عطشاً يلوح في سماء غزة الديوان الملكي : الملك يلتقي اليوم مع رئيس الوزراء الكندي خلال زيارة عمل إلى أوتاوا محافظ درعا : نحو 200 من عائلات البدو بالسويداء وصلت إلى مراكز الإيواء الخارجية تعزي بضحايا تحطم طائرة تدريب تابعة لسلاح الجو البنغلاديشي الرواشدة يستقبل نظيره المصري الأردن يعزي بضحايا الفيضانات في كوريا التعاون الخليجي» يدعو إلى التحرك العاجل لفك الحصار عن غزة وإدخال المساعدات "الخارجية": جميع الأردنيين المُقيمين والموجودين في كوريا بخير مصدر إسرائيلي يكشف تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة الرواشدة يرعى ندوة فكرية احتفاءً بذكرى استشهاد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين

"لا منتصر".. 100 يوم من "هزيمة الطرفين" في حرب السودان

لا منتصر.. 100 يوم من هزيمة الطرفين في حرب السودان

القلعة نيوز:
بعد 100 يوم من الإصرار على البقاء في بيته جنوبي الخرطوم رغم مغادرة كل جيرانه، اضطر حاج عبد الرحمن إلى حمل ما يستطيع من متاع والتوجه مع أبنائه نحو مدينة مدني وسط البلاد في رحلة خطيرة للغاية، ملتحقا بمئات الآلاف من سكان العاصمة الذين ساقتهم السبل شمالا وجنوبا وشرقا بحثا عن مكان آمن يقيهم الموت، إما بوابل الرصاص والقصف الجوي أو جوعا.


وتتضاءل فرص وقف الحرب المشتعلة منذ منتصف نيسان (أبريل) الماضي بين الجيش السوداني والدعم السريع، التي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف شخص وأحدثت خسائر في البنية الاقتصادية والتحتية للبلاد، قدرت بأكثر من 50 مليار دولار، من دون أن يتمكن طرف من حسم الصراع لصالحه.
ويقول عبد الرحمن إن "أصعب قرار يتخذه الإنسان هو مغادرة بيته"، لكنه لم يستطع مقاومة القصف اليومي الذي أودى بحياة الكثير من أقربائه ومعارفه.
ويضيف: "كنت مصرا على البقاء على أمل أن تتوقف الحرب، لكن بعد مرور ما يقارب 4 أشهر من القتال والفوضى تبددت كل الآمال، ولم يعد أمامنا خيار آخر سوى النزوح المر".
أوضاع إنسانية خطيرة
دفعت الأوضاع الخطيرة في الخرطوم وإقليم دارفور أكثر من 3 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وترك هؤلاء أعمالهم وممتلكاتهم ليواجهوا أوضاعا إنسانية بالغة السوء، سواء كان في معسكرات النازحين الخارجية أو في المدن الداخلية التي لا تتوافر فيها دور إيواء أو خدمات صحية وحياتية كافية.
يعكس عبد الرحمن هذا الواقع بالقول: "اضطررت لاستئجار بيت صغير ومتواضع في مدينة مدني بأكثر من 3 أضعاف راتبي الشهري، الذي لم أتقاضاه للشهر الرابع على التوالي بسبب ظروف الحرب".
أمثال عبد الرحمن يعبرون عن حجم المأساة الإنسانية والاقتصادية التي خلفتها الحرب في السودان.
وفقا لمحمود سيد، وهو تاجر مواد بناء كان يقيم مع أسرته في الخرطوم التي ولد فيها أجداده، فقد اضطرته الحرب للنزوح شمالا بعد أن نهبت كافة محلاته ومخازنه ولم يعد لديه حتى ما يكفي لإطعام أسرته.
مثل سيد فقد آلاف التجار في الخرطوم ودارفور كافة ممتلكاتهم ومتاجرهم ومصانعهم، التي توارثتها أسرهم جيلا بعد جيل.
خسائر ضخمة
مع استمرار القتال، يزداد حجم التدهور الاقتصادي المريع، خصوصا في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والاقتصادية، والأضرار الكبيرة التي لحقت بالقطاع المصرفي.
وينبه الصحفي الاقتصادي محمد عبد العزيز إلى خسائر كارثية لحقت باقتصاد البلاد من جراء الحرب الحالية، وذلك بسبب تركز معظم المؤسسات الإنتاجية والاقتصادية في العاصمة.
ويشير عبد العزيز إلى دراسة أعدتها اللجنة الاقتصادية في حزب الأمة القومي، وقدرت حجم الإنفاق العسكري اليومي وخسائر الحرب الدائرة بنحو نصف مليار دولار، مما يعني أن الخسائر وصلت حتى الآن إلى 50 مليار دولار.
وتتمثل الآثار الاقتصادية للحرب في تدمير البنية التحتية وتدمير القطاع الصناعي وانكماش النمو، وفقدان الوظائف وتدهور الأوضاع المعيشية للسكان.
في هذا السياق، يقول عبد العزيزز عربية": "في بلد يعتمد أكثر من 60 بالمائة من سكانها على الأعمال اليومية، التي تعطل أكثر من 80 بالمائة منها بسبب الحرب، تتزايد الأوضاع الاقتصادية للسكان سوءا، خصوصا في ظل عجز الدولة عن الوفاء بأجور العاملين للشهر الرابع على التوالي، واضطرار أكثر من 400 شركة ومصنع في الخرطوم لإغلاق أبوابها وتسريح العاملين فيها، بعد أن تعرضت للتدمير والنهب الذي طال كل شيء".
حرب كارثية
وتلخص الكاتبة الصحفية صباح محمد الحسن حجم المأساة التي لحقت بالبلاد بعد مرور 100 يوم من الحرب، بالقول: أزهقت خلال هذه الحرب حياة الآلاف من المدنيين العزل، وشرد الملايين بسببها، وأصبحت أغلب أحياء الخرطوم أشبه ببيوت الأشباح بعد أن أجبر السكان على مغادرتها تحت وطأة القصف اليومي".
وقال الحسن ان الحرب، ورغم مرور نحو 4 أشهر من اندلاعها، لم تحقق أي نتيجة لأي من طرفي القتال، لكنها "ألحقت دمارا ربما يحتاج إصلاحه عشرات السنين".
وترى ان شوارع وأحياء الخرطوم ومواقعها التاريخية والتراثية تحكي حجم الدمار الكبير الذي الحقته هذه الحرب بالبلاد.
وتؤكد بعد 100 يوم من القتال وجد الشعب السوداني نفسه ضحية معركة صراع على البقاء ولا علاقة لها بمصلحة الوطن، لذلك هي 100 يوم من الهزيمة للطرفين، تقاسما فيها الخسارة مثلما يتقاسمان وزر الجريمة. وأضافت النساء والأطفال هم أكثر الفئات تضررا خاصة في مناطق النزوح ويعانون أوضاعا أمنية خطيرة، ويحاصرهم خطر الموت بسبب نقص الدواء والغذاء.
محصلة 100 يوم من القتال
وقالت الحسن إن 50 مليار دولار خسائر مادية مباشرة نتيجة الإنفاق العسكري اليومي والدمار الذي لحق بالبنيات التحتية والمواقع التاريخية.
وتعرضت 300 مصنع ومؤسسة إنتاجية للدمار الكامل ونهبت مخازنها، مما أحدث خسائر كبيرة في أوساط رجال الأعمال.
وقالت الحسن ان 80 بالمائة من الأعمال اليومية في العاصمة توقفت تماما، مما أثر على حياة أكثر من 6 ملايين من سكان مدنها البالغ عددهم نحو 9 ملايين شخص.
وبينت ان 3 ملايين شخص نزحوا داخل وخارج السودان بسبب القتال الدائر في الخرطوم وولايات إقليم دارفور غربي البلاد.
وبينت ان 10 آلاف شخص قتلوا أو أصيبوا بسبب القصف الجوي والقتال المستمر في الخرطوم ودارفور.
كما ان ملايين الطلاب خارج مقاعد الدراسة والعديد من الجامعات والمدارس والمراكز البحثية تعرضت لدمار كلي أو جزئي.
وقالت الحسن ان 70 بالمائة من مستشفيات العاصمة وولايات دارفور خرجت عن الخدمة تماما، وتعاني بقية المستشفيات العاملة في كافة مدن السودان نقصا حادا في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية.-