شريط الأخبار
المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تسلل طائرة مسيرة النائب ديمة طهبوب تطالب زيادة رواتب المتقاعدين من تخفيضات الموازنة إلغاء رسوم وثيقة العبور للسوريين القادمين من الأردن ختام بطولة الشطرنج للجامعات الأردنية في الطفيلة التقنية مرشحون لموقعين هامين .. أحدهما شاغر والآخر إلى التقاعد قريبا مستشفى متخصص لمعالجة أمراض السرطان في الكرك العبداللات: الإرادة الملكية تؤكد التزام الأردن بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أمانة عمّان تمدد عمل الباص السريع حتى الساعة 12 ليلا اعتبارا من بداية 2025 3999 طن من الخضار والفواكه والورقيات ترد للسوق المركزي السبت "البترول الوطنية": نسعى للوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي في العام 2032 بدء أربعينية الشتاء اليوم ارتفاع سعر الذهب اليوم السبت في الأردن تطبيق “إلى” يوزع جوائز إضافية في منصته الترويجية لجائزة الكنز الكبرى للعام 2024 بالعبدلي مول الحكومة تصدر التعديلات الجديدة على نظام الخدمة المدنية منتصف الشهر المقبل وزير الاستثمار: 4 مليارات دينار حجم الاستثمارات من 2020 ولغاية النصف الأول من العام الحالي الخارجية الأمريكية تبلغ “أحمد الشرع” إلغاء المكافأة المالية المعروضة لاعتقاله واشنطن تبلغ الشرع بإلغاء المكافأة المالية المعروضة لاعتقاله اقليم حركة فتح في بلجيكا يزور سفارة فلسطين لبحث اليات العمل المشترك الأردن يرحب بقرار أممي بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة بفلسطين المحتلة الخارجية: البدء بمنح المواطنين الأردنيين تأشيرة الدخول إلى روسيا إلكترونيا اعتبارا من 5 كانون الأول

كيف أصبح ميسي الأعظم؟ وهل تبخر حلم صلاح بالكرة الذهبية الى الأبد؟

كيف أصبح ميسي الأعظم؟ وهل تبخر حلم صلاح بالكرة الذهبية الى الأبد؟
القلعة نيوز:
«لم أكن أتخيل أن أحظى بهذه المسيرة الرائعة مع كل ما حققته من إنجازات والحظ الذي خدمني باللعب مع أفضل فريق في العالم، أفضل فريق في التاريخ، من الرائع الفوز بهذه الجوائز الفردية. الفوز بكأس كوبا أميريكا وبعدها كأس العالم أمر مذهل، كل جوائز الكرة الذهبية التي حصلت عليها تحمل مكانة خاصة لأسباب مختلفة، أنا سعيد لنيل هذا التقدير الذي حصلت عليه بفضل ما حققناه جميعا كلاعبين مع المنتخب الوطني. هذا اللقب، كأس العالم، الذي كنا نهدف إليه لسنوات عديدة يجعل الأمر أكثر خصوصية»، بهذه الكلمات العاطفية، نصب الأسطورة ليونيل ميسي، نفسه ملكا للعبة كرة القدم في كل العصور، قاطعا الطريق على الأجيال القادمة لوضعه في مقارنة مع أي كائن بشري مارس الساحرة المستديرة منذ اختراعها أواخر القرن قبل الماضي، بما فيهم غريمه الأزلي كريستيانو رونالدو، الذي قضى لحظات صعبة بعد تلقيه خبر تتويج البرغوث بجائزة «الكرة الذهبية»، كأفضل لاعب في العالم من قبل مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية للمرة الثامنة في رحلته الاحترافية

المتخاذل الأعظم

بالعودة إلى الوراء قليلا، تحديدا في صيف 2021، كان الانطباع المحفور في أذهان الأغلبية عن مسيرة ليو، بأنها أسطورية بكل ما تحمله الكلمة على مستوى الأندية، كلاعب حقق مع ناديه السابق برشلونة كل الألقاب الجماعية والجوائز الفردية الممكنة في أعلى مستوى تنافسي في أوروبا، لكن على الصعيد الدولي، كان هناك من لا يزال يشكك في أهليته ليكون بنفس القيمة والأهمية داخل وطنه، حيث كان يُلقب بـ«المتخاذل»، رغم نجاحه في تحطيم أرقام رموز منتخب التانغو، بما في ذلك تجاوز رصيد الهداف التاريخي السابق غابريل عمر باتيستوتا، لكن حجر العثرة، كان يكمن في لعنة الفوز بلقب قاري مع منتخب بلاده، وذلك في الوقت الذي كان يتباهى فيه شعب صاروخ ماديرا، بإنجازاته العظيمة مع منتخب البرتغال، والتي وصلت الى حد وضع أحفاد فاسكو دا غاما، على خريطة عظماء اللعبة، بالحصول على أول لقبين في تاريخ البلاد، يورو فرنسا 2016 والنسخة الأولى لبطولة دوري الأمم الأوروبية، إلى أن نجح في تعويض ما فاته في منتصف العمر، حين تحسر على كأس العالم في المباراة النهائية أمام الماكينات الألمانية عام 2014، ثم خسارة كوبا أميريكا مرتين على التوالي بالتخصص أمام تشيلي، والإشارة إلى الغارة الناجحة على راقصي السامبا في عقر دارهم «الماراكانا»، التي تكللت بالظفر بالنسخة الصامتة لكوبا أميريكا، التي تأجلت 12 شهراً بسبب جائحة كورونا، قبل أن يمحو ما تبقى من شكوك إلى الأبد، بقيادة بلاده إلى المجد في أعظم مونديال في تاريخ اللعبة قطر 2022، متقمصا دور المُلهم للتوليفة الشابة التي راهن عليها سكالوني في الشرق الأوسط، والحديث عن ماك أليستر وإنزو فرنانديز وروميرو وجوليان ألفاريز، من دون أن ننسى دور الحارس المتألق مارتينيز والجناح المخضرم أنخيل دي ماريا، لكن كما شاهدنا على مدار الشهر الاستثنائي في قطر، كانت موهبة ميسي هي ما تحرك هذه المجموعة، كأنهم مجموعة من الريبوتات المقاتلة، لا تتحرك إلا بإشارة من القائد، ناهيك عن تأثيره كلما احتاج المنتخب إلى لحظة خارقة أو حل فردي من كوكب آخر لتحطيم أو اختراق دفاع الخصم، بعبارة أكثر وضوحا، كان يبدع في صناعة الفارق في لحظات الشدائد، وهذا في حد ذاته، كان أشبه بكلمة السر لقوة وتماسك الفريق بعد التغلب على صدمة البداية، بالسقوط أمام المنتخب السعودي بنتيجة 1-2 في رحلة استكشاف الذهب للمرة الثالثة في تاريخ البلاد

ضحية الإرث

صحيح أن جلاد مانشستر سيتي إيرلنغ براوت هالاند، كان محقا في النقاش حول أحقيته في الفوز بجائزة «البالون دور» في العام 2023، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا لو جرى حفل «فرانس فوتبول» بعد مونديال الدوحة؟ بنسبة لا تقل عن 99%، كانت الجائزة ستذهب إلى صاحب الإرث الكبير في الحدث الأهم في عالم كرة القدم، ومن ينسى سجل ليو الهوليوودي في مشوار معانقة كأس العالم بالبشت القطري، منها على سبيل المثال لا الحصر، توقيعه على سبعة أهداف مونديالية، أي أقل بهدف واحد من صاحب الحذاء الذهبي كيليان مبابي، غير أنه قدم 3 تمريرات حاسمة و21 تمريرة مفتاحية و13 تسديدة بين القائمين والعارضة، كأكثر لاعب في المسابقة تسديدا على المرمى، وإضافة إلى ما سبق، بات أول لاعب في تاريخ المونديال يتمكن من التسجيل في كل المراحل، بداية من دور المجموعات مرورا بدور الـ16 وربع النهائي ونصف النهائي، ثم ثنائية في المباراة النهائية، تلك المباراة التي خلدت اسمه في تاريخ كأس العالم، ليس فقط لأنها كانت شاهدة على خروجه من ظل الراحل العظيم دييغو أرماندو مارادونا، بل أيضا لأنها جعلته يُزيح رمز الألمان لوثار ماتيوس، من صدارة الأكثر مشاركة في المونديال، وفي الختام، وصل لهدفه الشخصي رقم 13 في تاريخ مشاركاته في البطولة الأهم عالميا، ولا يسبقه سوى الثلاثي ميروسلاف كلوزه بـ16 هدفا، والظاهرة رونالدو نازاريو البرازيلي بـ15 هدفا وغيرد مولر بـ14 هدفا، كما أنه في تلك الفترة، تحول إلى لاعب محبوب لدى جماهير باريس سان جيرمان، بفضل بداية النارية في الموسم الثاني، والتي جاءت مغايرة تماما للنسخة الباهتة التي كان عليها في موسمه الأول، ولولا كثرة التوقفات الدولية في منتصف الموسم، لما تعطل زخم ليو في «حديقة الأمراء»، قبل أن يأخذ موسم أثرياء العاصمة الفرنسية، منحنى آخر، بعد سلسلة الإصابات التي عصفت بكتيبة المدرب كريستوف غالتييه في الأوقات الحاسمة، منها خروج الزجاجي نيمار جونيور من الحسابات قبل مواجهة بايرن ميونيخ في مستهل مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا، وبعد هزيمة الفريق بنتيجة 3-0 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، انقلبت الجماهير على ميسي مرة أخرى، الأمر الذي أجبره على اتخاذ قرار المغادرة، رغم أنه ختم موسمه الثاني وفي جعبته 21 هدفا و20 تمريرة حاسمة في 41 مباراة في مختلف المسابقات، خلف كل من محمد صلاح وكيليان مبابي وإيرلنغ براوت هالاند، وذلك وهو بعمر 36 عاما. وفي المقابل، كان الوحش الاسكندينافي يلتهم الأخضر واليابسة في مواسمه الأول بعد انتقاله من بوروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي، مقدما المطلوب منه في مشروع الفيلسوف بيب غوارديولا على أكمل وجه، بلعب دور السفاح في الثلث الأخير من الملعب، في ما كانت تمثل أزمة للفريق السماوي من قبل حتى رحيل الهداف التاريخي للنادي سيرخيو أغويرو، أو بلغة كرة القدم كان القطعة النادرة المفقودة في فريق بيب غوارديولا المهيمن على كرة القدم الإنكليزية، وحسنا فعل بتوقيعه على 36 هدفا على مستوى البريميرليغ بالإضافة إلى 12 هدفا في دوري أبطال أوروبا، كواحد من أبرز المساهمين في تتويج الفريق بأول ثلاثية في تاريخه، لكن على عكس البرغوث، لم يكن هالاند ذاك الرجل المُخلص الذي تنظر منه الجماهير أن يصنع الفارق في المباريات الحاسمة، وتجلى ذلك في صيامه عن الأهداف في آخر ثماني مباريات في الموسم، إلى جانب إخفاقه في التسجيل في نصف نهائي ونهائي كأس الاتحاد الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا، وبوجه عام بلغ متوسط المهاجم طويل القامة 24.8 لمسة و11.7 تمريرة في المباراة الواحدة، دليلا على أنه لا يشارك في وتيرة وإيقاع لعب السيتيزينز، مقارنة بسحر وإبداع ليو سواء مع منتخب بلاده أو في أتعس أوقاته في «حديقة الأمراء»، بلمسات عبقرية تفكك الدفاعات في طرفة عين، أو هجمة عنترية على طريقته الخاصة في آخر 30 متراً في الملعب، عندما يعطينا إيحاء بأن كرة القدم لعبة سهلة والمراوغة لا تحتاج كل هذا العناء، بينما صديقنا النرويجي، فهو ذاك النموذج الجسدي المهيب، الذي يتعامل بكل قسوة ووحشية مع المدافعين وحراس المرمى داخل مربع العمليات، بينما أسلوبه الشامل، فمن الواضح أنه ما زال يحتاج إلى الكثير من العمل، والدليل كما أشرنا أعلاه، بأن السيتي لا ينظر إلى هالاند أو يتعامل معه على أنه رجل المواقف الصعبة، مقارنة بميسي الذي لا ينتمي لهذه الفئة من اللاعبين أليس كذلك؟

نهاية مسلسل الماعز

في تعليقه على فوزه ميسي بـ«البالون دور» الثامنة، قال مناصره الأول في بلاده الضباب غاري لينيكر: «لقد كان شرفا عظيما مشاهدة ميسي لما يقرب من عقدين من الزمن، إنه هدية آلهة كرة القدم، وسعيد جدا لأنه حصل على الجائزة الكبرى في رياضتنا»، ربما البعض رأى، أنه بالغ في مدح سيد اللاعبين، لكنه نجح في إيصال الفكرة أو نظرة عالم كرة القدم لهذا البرغوث، بمعنى أكثر وضوحا، أن لحظة تتويجه بالكرة الذهبية الثامنة، أنهت أي محاولة للجدال حول أحقيته في اللقب المتنازع عليه مع أنصار دييغو أرماندو مارادونا وبيليه وكريستيانو رونالدو «الأعظم في كل العصور»، أو ما يُعرف بالماعز، على الأقل بعد مآثره في قطر، ونجاحه في رفع مستوى التميز والإبداع في نسخة واحدة من كأس العالم، ربما بأرقام وإحصائيات يصعب تجاوزها أبدا، وعلى سيرة المونديال، لا يُخفى على أحد، أن التاريخ الحديث يظهر أن بطولة كأس العالم، عادة ما تضاعف فرص اللاعبين في الحصول على «البالون دور»، على غرار ما حدث مع أسطورة فرنسا وريال مدريد زين الدين زيدان، بعد تأثيره الكبير في فوز منتخب الديوك في المباراة النهائية لمونديال باريس 1998، بثلاثية نظيفة منها ثنائية برأس الجزائري الأصل، ونفس الأمر بالنسبة لقائد منتخب إيطاليا في كأس العالم ألمانيا 2006، ومؤخرا فعلها الكرواتي لوكا مودريتش، كأول من تجرأ على وقف هيمنة ليو والدون على الجوائز الفردية المرموقة، بعد دوره الكبير في وصول منتخب بلاده إلى المباراة النهائية لمونديال روسيا 2018، دليلا على أن المونديال يحمل وزنا أكبر من أي بطولة أخرى، بما في ذلك الدوريات الأوروبية الكبرى والكأس ذات الأذنين، لذا لا ينبغي أن تكون هناك أي دعوات أو حملات مشككة في إضافة «الكرة الذهبية» الثامنة لمجموعة ميسي، و لا حتى التقليل من عظمته سواء في الجدال الأزلي حول الأفضل في صراعه مع كريستيانو رونالدو، أو أصحاب النظرية القديمة، بأن ملاعب كرة القدم لم تنجب مثل بيليه ومارادونا، الشاهد عزيزي القارئ، أننا جميعا كنا نُدرك أنه في اللحظة التي تسلم فيها ليو كأس العالم من يد الأمير تميم بن حمد يوم 18 ديسمبر / كانون 2022، قد حسم كل الجوائز الفردية المرموقة، باستثناء التي لا يتنافس فيها مع هالاند بشكل مباشر، مثل هداف البريميرليغ وهداف الدوريات الأوروبية الكبرى وأفضل لاعب في أوروبا، لذا يمكن القول، إن الجائزة ربما تكون قد ظلمت هالاند بشكل آو بآخر، كما حدث من قبل مع روبرت ليفاندوفسكي وضحايا عصر رونالدو وميسي فرانك ريبيري وإنييستا، لكن هذه المرة، هناك شبه إجماع على أن ما حدث منتصف الأسبوع الماضي، هو أفضل سيناريو للعبة والجائزة، باعتبارها مكافأة نهاية الخدمة لأفضل لاعب على هذا الكوكب، وبالنسبة لشريحة أخرى لا يُستهان بها.. أفضل من لمس الكرة في التاريخ، أما الفتى الاسكندينافي، فما زال أمامه المستقبل ليعيد نفس المحاولة الجريئة في مرات قادمة، خاصة بعد عودة الحياة إلى ما كانت قبل عصر الثنائي الفضائي، بانتقال البرتغالي إلى النصر السعودي والآخر إلى إنتر ميامي هذا العام، إلا إذا كانت هناك معجزة جديدة تُطبخ على نار هادئة في مونديال أمريكا الجنوبية 2026

أحلام صلاح

في الوقت الذي أعطى فيه ميسي تلميحات لصعوبة عودته للمنافسة على الكرة الذهبية للمرة التاسعة، باعترافه الصريح على خشبة المسرح مساء الإثنين الماضي، بأنه لا يضمن قدرة جسده على الصمود في ملاعب كرة القدم حتى كأس العالم القادمة، توالت المؤشرات والأنباء التعيسة على نجم ليفربول ومنتخب مصر محمد صلاح، بدأت بسقوطه المفزع في الترتيب النهائي للاعبين، بخروجه هذه المرة من العشرة الأوائل، ثم بتغير النبرة العالمية عن شكل المنافسة على «البالون دور» و «ذا بيست» في عصر ما بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، باتساع الدائرة لثلاثة لاعبين بدلا من اثنين، وذلك بعد التحول اللافت في مستوى العشريني الإنكليزي جود بيلينغهام منذ انتقاله منذ بوروسيا دورتموند إلى ريال مدريد في الميركاتو الصيفي الأخير، فارضا نفسه كمنافس شرس على نفس الجائزة التي تسلمها ميسي الأسبوع الماضي، جنبا إلى جنب مع كيليان مبابي وإيرلينغ براوت هالاند، هذا في الوقت الذي لا يظهر فيه محمد صلاح في ليالي دوري أبطال أوروبا، لفشل فريقه في التأهل لأعرق وأهم بطولات القارة العجوز، وهذا في حد ذاته، يقلل من فرص الفرعون من تحقيق حلمه الكبير، رغم حفاظه على ومضاته الفردية المميزة مع أحمر الميرسيسايد، مقارنة بالهالة الإعلامية المسلطة على بيلينغهام، التي تسببت في صاعقة للثنائي مبابي وهالاند، بعد البروباغاندا والصخب الإعلامي الكبير، عن فرص الاثنين في محاكاة أرقام رونالدو وميسي، مع الكاريزما التي رسمها مبابي لنفسه، كلاعب مزيج بين الجناح العصري والهداف القاتل أمام الشباك، أو بالنسبة للبعض، النسخة المصغرة للظاهرة رونالدو البرازيلي قبل دخوله في دوامة الإصابات، والثاني النرويجي، أشبه بالإنسان الآلي الفتاك المبرمج على تحويل أي كرة داخل منطقة الجزاء إلى شباك المنافسين، قبل أن تتبدل النغمة آخر شهرين، بظهور قوة اللوس بلانكوس الناعمة، التي فتحت المجال أمام الصحف والمواقع العالمية، لوضع الغالاكتيكوس الجديد في مقدمة الأسماء المرشحة للفوز بأول كرة ذهبية في عصر ما بعد ميسي ورونالدو، بفضل عروضه الهوليوودية سواء على المستوى المحلي أو في البطولة القارية المفضلة، آخرها ما فعله في المباراة الأكثر مشاهدة على هذا الكوكب، موقعة الكلاسيكو أمام الغريم الأزلي برشلونة، التي حسمها في اللحظات الأخيرة، بقلب تأخر فريقه بهدف نظيف إلى انتصار لا يُقدر بثمن بهدفين من توقيعه مقابل هدف، منهم هدف أقل ما يُقال عنه عالمي، بتصويبة من خارج منطقة الجزاء، يُقال عنها من زمن العمالقة، تجمع بين الليونة في التنفيذ وبين الحدة والسرعة كلما حاول الحارس الاقتراب منها، في تغير سريع وجوهري في السباق على «البالون دور» القادمة، متفوقا على منافسيه الرئيسيين على الجائزة الأهم عالميا منذ بداية موسم 2023-2024، بتوقيعه على ما مجموعه 14 هدفا بالإضافة إلى ست تمريرات حاسمة مع النادي والمنتخب، منها أهداف حاسمة وتساوي 3 نقاط، مثل هدفه الثاني في الكلاسيكو وهدف الفوز على يونيون برلين في دوري أبطال أوروبا ومباريات أخرى في الليغا، ساحبا البساط من تحت أقدام الجميع في «سانتياغو بيرنابيو»، بما فيهم الثنائي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو غوس، بأدائه الراقي في المباريات الكبيرة، التي تكشف شخصيته وثقله داخل الملعب، كلاعب كسب ثقة الجميع، بإظهار قدراته شبه الخارقة في مبارزاته الفردية، حين يذكر عشاق الفن الجميل بسحر وجمال ورشاقة زين الدين زيدان، بركضه المتعرج بالكرة، من دون أن يجرؤ أحد على المساس أو الاقتراب من الكرة، والأهم براعته وذكائه في اختيار الأماكن داخل منطقة الجزاء، كمنوذج للاعب من الطراز العالمي، أو بعبارة أخرى مشروع أسطورة على المدى المتوسط، وليس مجرد لاعب يملك مقاومات اللعب لأحد الكبار

تفاصيل بسيطة

بطبيعة الحال، إذا واصل بيلينغهام على نفس المنوال مع ريال مدريد حتى نهاية الموسم، وكان مؤثرا في حصوله على الليغا أو دوري أبطال أوروبا، ونفس الأمر مع منتخب بلاده في اليورو، فبنسبة كبيرة، سيكون المرشح المفضل للفوز بالكرة الذهبية العام القادم، كيف لا وهو من يتقمص دور البطولة المطلقة، بعد رحيل القائد والهداف السابق كريم بنزيمة، ورغم أنه يؤدي دور صانع الألعاب رقم 10 أمام الثنائي البرازيلي، إلا أنه فاجأ الجميع بملء جزء كبير من الفراغ الذي تركه الحكومة، ولنا أن نتخيل أن أهدافه الـ13 التي سجلها بالقميص الأبيض رقم 5، جاءت من 19 محاولة فقط على المرمى، دليلا على أنه ليس ذاك الشخص الذي يبحث عن المتعة الشو الإعلامي، بل كابوس لخصوص ريال مدريد، والعكس بالنسبة لمشجعي الميرينغي وعشاق اللعبة الجميلة، الذين يستمتعون بذاك المزيج النادر بين المتعة البصرية في مواقف لاعب ضد لاعب وبين هذه الحدة والدقة والتركيز على المرمى، فقط يتبقى له الحفاظ على نسخته الحالية، لينهي الموسم وفي جعبته أكثر من 30 هدفا في مختلف المسابقات، وبالتبعية تكون فرصه قوية في التتويج بالكرة الذهبية عام 2024، إلا إذا سارت الأمور كما يخطط لها المنافس الفرنسي كيليان مبابي، بقيادة منتخبه للفوز باليورو الألماني، أو يفعلها هالاند مجددا ويفوز بالبريميرليغ والأبطال مع مانشستر سيتي، ولا تذهب كأس أوروبا لفرنسا أو إنكلترا، هنا ستتغير الحسابات والمعايير، لكن في كل الأحوال، ستكون فرص صلاح صعبة ومعقدة، في ظل حاجته لمعجزة من السماء حتى تتحقق أمنيته بأن يكون أول لاعب عربي وثاني أفريقي يحقق هذه الجائزة بعد جورج وايا، بأن يقود الفراعنة بالتتويج بكأس أفريقيا مطلع العام الجديد، ثم يفوز مع ليفربول بكل البطولات المحلية إلى جانب اليوروبا ليغ، وفي الأخير ينتظر خسارة بيلينغهام ومبابي في كأس أمم أوروبا، فهل يا ترى تحدث المعجزة التي ينتظرها صلاح؟ أم أن توهج بيلينغهام ودخوله المنافسة بقوة مع هالاند ومبابي قضى على بصيص الأمل المتبقي قبل أن يتجدد الطلب السعودي الملياري؟