القلعة نيوز: كتب / محرر الشؤون المحلية
أثلج جلالة الملك قلوب الأردنيين جميعا حين وجّه الحكومة بصياغة مشروع قانون للعفو العام ، حيث سيأخذ المشروع صفة الإستعجال ، ومن المتوقع الإنتهاء منه قبيل نهاية الدورة العادية الأخيرة من عمر المجلس الحالي .
العفو العام المقبل هو الرابع في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ، الذي اختار مناسبة اليوبيل الفضي لجلوسه على العرش وتسلمه سلطاته الدستورية ، ويأتي أيضا في ظلال الأيام الفضيلة التي يعيشها الأردنيون ، حيث شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر .
التوقعات تشير إلى التوسّع في العفو القادم باستثناء حالات يستحيل معها تطبيق العفو ، وخاصة ما يتعلق بأمن الوطن واستقراره ، وغيرها من الحالات ، وبالتأكيد فإن العفو سيطال أعدادا كبيرة من الأردنيين ، خاصة إذا ما علمنا حجم الضغط الكبير في السجون .
التوجّه الملكي يعبّر عن تقاليد هاشمية ، كانت سمة لملوك بني هاشم عبر عقود عديدة ، وتحمل دلالة على التسامح الملكي ، وأن الأردنيين يضعون دائما ثقتهم المطلقة بالقيادة الهاشمية ، على الرغم من المطالبات العديدة خلال الأشهر الماضية من قبل قطاعات واسعة من المواطنين بإصدار عفو عام بات ضروريا هذه الفترة .
جلالة الملك قريب من حال المواطن الأردني ، وبالتأكيد يشعر بما يشعر به الأردنيون ، وراقب عن كثب ما يجري في الشارع الأردني ، وأهمية الإنتقال إلى مرحلة جديدة من حياتهم ، ويمكن اعتبارها هديّة من جلالته بالمناسبات الوطنية السعيدة التي نعتز بها جميعا .
العفو العام فرصة ذهبية ومطلوبة في هذه المرحلة التي يمكن اعتبارها تحمل في ثناياها صعوبات اقتصادية ومعيشية تطال الكثيرين ، وبالتالي فإن الإسراع في إقرار القانون سيسهم في عملية جديدة لإصلاح المجتمع ، وتمكين أصحاب القضايا من دخول مرحلة جديدة من حياتهم ، ينفضون عن كاهلهم كل غبار المرحلة الماضية .
هي فرصة علينا استثمارها ، والأردنيون يستحقون ذلك ، لا بل ويستحقون المزيد ، والمكارم الملكية لا تنتهي أبدا ، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة .