حماة مريضة .... وكِنة أصيلة .
أكرم جروان
من واقع الحياة، اخترت هذه العلاقة ما بين الكِنة والحماة ، لما لها من انعكاسات اجتماعية وآثار جانبية أخرى تنعكس على الحياة الزوجية !!!، ومن خلال تجربتي الطويلة في جبر الخواطر واصلاح ذات البين على مدى عقود من الزمن ، سأضع في مقالتي الحلول المثلى من خلال تجربتي.
العلاقة بين الكِنة وحماتها تعتمد في الدرجة الأولى على منبت الكِنة في تربيتها عند أهلها قبل الزواج، كيف نشأت في تلك الأسرة ، ومن ثم إلى شخصية الكِنة بحد ذاتها ومفهومها للإحسان، وقبل هذا وذاك، تعتمد هذه العلاقة على الزوج أيضا، هل هو بار بوالديه، أم مقصر في أداء حقوقهما؟!!!، هل تعوَّد على احترام والديه وطاعتهما أم أنه يتعامل معهما باستعلاء ؟!!!.
قد يعيش الأبوين أو أحدهما عند الابن، وهذا واجب على كل ابن، وقد يُعاني أحد الأبوين من مرض ما ، ويحتاج لخدمة الأبناء ، وهذا واجب لا مفر منه،وهو بر بالوالدين ، وقد يرتاح الوالد او الوالدة إلى العيش في منزل الابن الأكبر أو حتى الأصغر، وذلك يعتمد على طيب التعامل من الابن وزوجته وأبنائه مع والديه.
وما لفت نظري في هذه العلاقة ما بين الكِنة وحماتها، هو إذا مرض أحد الوالدين ، وكان وحيدًا، سواء الأم أو الأب، هنا، فحوى مقالتي...
يخرج المريض من المستسفى، سواء أكان الأب أو الأم، ويحتاج الرعاية المنزلية، عندئذٍ، تذهب الكِنة الأكثر تقديرًا واحترامًا لزوجها وأهله،مع زوجها للمستشفى، وتُحضر هذا المريض،سواء كان الحمو لها أو الحماة إلى بيتها، لتقوم هي على الخدمة اللازمة له أو لها، وهذا لأنها نشأت في أسرة ذات تربية صالحة، وتعمل شأنًا لزوجها باحترامها له ولوالديه.
لكن ،هذا لا يعني أن بقية الأبناء أن يغضوا أبصارهم عن خدمة والديهم، بالعكس، على كل منهم أن يأخذ دوره في خدمة والديه، حتى لو تم تقسيم الشهر إلى أسابيع، وكل منهم يأخذ دوره، وبالتالي، لن يمل الوالدين وتكون الأدوار بين الأبناء متكاملة في رعاية الوالدين.
والكِنة لن تمل من خدمة الحماة أو الحمو والتي تؤجر من الله على إحسانها في خدمة حماتها أو حماها وتستحق الاحترام والتقدير من زوجها على ذلك والمعاملة الحسنة.
وبذلك، لن تتذمر هذه الكِنة أو تلك من خدمة الحماة أو الحمو، لأن الخدمة والعناية توزعت بالعدل بينهن..