شريط الأخبار
السفيرة أمل جادو لنظيرها الإيطالي : ما يجري في غزة إبادة جماعية وفد من حماس يصل القاهرة السبت مندوباً عن رئيس الوزراء..المومني يفتتح مهرجان الأردن للإعلام العربي مساعدة.. يكتب: رسائل ملكية لبناء أجيال تحمل روح المسؤولية والولاء بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية الضمان" يوضح ما يتم تداوله حول تعيين مستشار إعلامي لديها براتب {3500} دينار الحنيفات: الغاء جميع الفعاليات الثقافية والفنية في مهرجان الزيتون تضامناً مع الأشقاء في فلسطين ولبنان قاسم: حققنا انتصارًا كبيرًا وتنسيقنا مع الجيش اللبناني سيكون عالٍ العضايلة يشارك في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول المرأة والسلام والأمن رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أهالي صرفند العمار السفيرة أمل جادو تلتقي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي وتسلمه رسالة مهمتها كممثلة لفلسطين "انديبندنت عربيه" : المعارضة السوريه المسلحه تدخل حلب وتسيطر اليوم الجمعه على اكثرمن خمسين مدينة وقرية في الشمال السوري بتوجيهات ملكية.. رعاية صحية للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها المعيشية مهرجان الزيتون.. نافذة تسويقية ومشهد تراثي ينبض بالحياة الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف حرب الإبادة في غزة شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال لمناطق في غزة والنصيرات غوتيريش: الأمم المتحدة ستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ..تذكير بوقف الإبادة والتجويع مصرع ثلاث سيدات جراء التدافع أمام أحد المخابز في دير البلح

الرواشدة يكتب : صفقة " قرن " تاريخية بين القوميات الثلاثة

الرواشدة يكتب : صفقة  قرن  تاريخية بين القوميات الثلاثة
حسين الرواشدة

بعد أن كشفتنا حرب الإبادة على غزة ولبنان ، كعرب ومسلمين ، وبعد أن عرفنا وزننا الحقيقي في هذا العالم ، وحجم الخطر الذي يستهدفنا ، واحتشاد القوى الأطلسية لتدميرنا، انسانيا وحضاريا، لا بد أن نسأل أنفسنا ، الآن، الى اين نحن ذاهبون في هذه المنطقة، وكيف سيكون مستقبلنا ؟

الاجابة ،بالطبع ، معروفة، وادلتها وشواهدها موجودة، فنحن ، ما لم نتدارك الكارثة ماضون الى «الجحيم» ، حيث المزيد من الآلام والجراحات ، والحروب الطائفية والمذهبية ، ومزيد من التقسيم والكراهية والضغائن، والأخطر من ذلك القبول بما تفرضه علينا القوى الكبرى التي تريد لمشروعها الصهيوني ان يتسيد المنطقة ويقسمها ، ليحكم سيطرته عليها ، وينهب ثرواتها ، ويجعلها تدور في فلكه.

ما العمل إذا؟ الاجابة، ايضا ، حاضرة ومعروفة، ولا يمكن لاحد ان يجد غيرها ، مهما كانت ملاحظاتنا ومرارتنا ومواقفنا السياسية، ومهما كانت تقديراتنا وخيارتنا. لا بد ان يتحرك فينا صوت العقل، وان نجنح الى «الحوار»، فالحوار الجاد والمنعتق من شوائب الحسابات الذاتية،والضغوط الخارجية، ومن كوابيس «مقابر» التاريخ، هو سبيلنا الى التفاهم والتوافق، وهو دليلنا الى النجاة.

كيف يمكن ذلك؟ نحتاج الى صفقة قرن ، تنطلق من مصالحات تاريخيّة، وترتكز على مشتركات حضارية ، فبعد الحروب الكبرى تأتي التسويات والصفقات الكبرى ، هكذا يقول منطق التاريخ ،وتجارب الأمم ، وهذا ما تستدعيه السياسة في اطار البحث عن المصالح المتبادلة ، وحماية الحقوق والكرامات ، وضمان الاستقرار والاستمرار ، وفق فقه التوازنات والمآلات.

سأحاول ان اشرح الفكرة: هنالك في اطارنا الحضاري ثلاثة مراكز قومية ( مقابل قومية صهيونية طارئة وغريبة ومرفوضة) هذه القوميات الثلاثة تتواجد (ويجب ان تتعايش) على هذه المنطقة : العرب والاتراك والفرس، هؤلاء يشكلون «الكتلة التاريخية» التي لا غنى لاحداها عن الاخرى، صحيح ان داخل هذه الكتلة مشروعات تبدو متصارعة ، واحيانا متناقضة (المشروع العربي غائب اصلا ولا بد من حضوره او استدعائه من بوابة السعودية ومصر والأردن مثلا )، وأن اخطاء كبيرة جرت ( خاصة من جهة ايران في بلادنا العربية) وصحيح ان التقسيمات على هوامش المذهب: (سنة وشيعة)، والطائفة: (اكراد وعرب )، و(علويون وارمن)، والدين: (مسلمون ومسيحيون)، غالبا ما شكلت عوامل تفجير، او مصائد كيد ومكر ، وظفها الاخر لتمرير مصالحه، لكن الصحيح ايضا هو ان هذا «التنوع» والتعدد يمكن – بل يجب - ان يكون مصدر اثراء وغنى وتكامل، وعنصر قوة، هذا اذا ساد منطق العقل ،وسلمت النوايا ،وتحرك لدى الجميع هاجس الحفاظ على «وحدة» الامة ،وكرامة شعوبها ،ومصالحها العليا (لدفع الخطر عن الذات اضعف الايمان).

الدخول في " صفقة تاريخيّة" كبرى يحتاج الى قرار تاريخي على مستوى القادة السياسيين والدينيين، لكن هذا القرار في ظل ما يحدث من مستجدات في منطقتنا ( آخرها وأبشعها العدوان على غزة ولبنان ) ، وما سيفرزه من ارتدادات تضعنا جميعا على قائمة الخاسرين، هو الان فريضة الوقت ، والمخرج الوحيد للدفاع عن الوجود.

لا يخطر في بالي ،ابدا ، ان اقلل من المخاوف والهواجس، خاصة بالنسبة لاهل السنة الذين يشعرون ب"بمظلومية " لا حدود لها، لكن هل يمكن أن يقبل العقلاء على الطرفين بان إدامة الصراع هو الحل الوحيد؟ او أن نصدق بأن «تركة» التاريخ الثقيلة قديما وحديثا، تمنع من الالتقاء للحوار ولو كان سرا، وذلك لإجراء ما يلزم من «مفاوضات» وتنازلات واعتذارات ، للوصول إلى صفقة كبرى بحجم «مصالحات تاريخية»؟

باختصار ، لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يتمدد في منطقتنا ، وإلحاق الهزيمة به ، ثم ترتيب علاقة متكافئة مع أمريكا والغرب، ومع العالم ايضاً ، لا بد للقوميات الثلاثة( الترك والفرس والعرب) التي تتلاقى في اطار تاريخي وحضاري واحد، وتتشارك في الجغرافيا والمصير ، وفي المصالح والقيم ، ان تجتمع ، لابرام صفقة تاريخيّة، تعيد الاعتبار إلى شعوبها ودولها ، وتجعلها ندا قويا في هذا العالم الذي لا يعترف إلا بالأنداد ، ولا يحترم إلا الأقوياء.