شريط الأخبار
بايدن: سوريا تحررت مما فعله الأسد وسندعم جيرانها رحلة الجولاني من «التطرف الداعشي» إلى «طمأنة الأقليات» السفير السوري لدى روسيا: سوريا اليوم أصبحت لكل أبنائها الكرملين :روسيا تمنح الاسد وافراد عائلته حق اللجؤ لماذا تخلت ايران عن بشار الاسد؟ رئيسة المفوضية الأوروبية: انهيار ديكتاتورية الأسد تغيير تاريخي الاحتلال: سيطرتنا على المنطقة العازلة بسوريا مؤقتة إيران: مصير سوريا مسؤولية الشعب ويجب تحديده دون تدخل أجنبي الصفدي: حل قضية اللاجئين في عودتهم الطوعية لبلدهم كواليس مشادة بين بيلينغهام وغولر في مباراة جيرونا المستشار الألماني: نهاية حكم الأسد خبر سار سيارته تحطمت ونقل للمستشفى جوا.. أنطونيو مهاجم وست هام يتعرض لحادث مروع! انخفاض حاد في عائدات كبار مصدري الماس في العالم مصادر أمنية: إسرائيل تشن غارات على مجمع أمني ومراكز أبحاث في دمشق بصورة عبد الباسط الساروت.. عمر السومة يعلق على سقوط نظام بشار الأسد وكالة اسوشيتدبرس :الغالبية العظمى من الشعب الاردني ترحب بسقوط نظام الاسد نتنياهو يأمر الجيش الاسرائيلي بالاستيلاء على المنطقة العازلة مع سوريا عطية : تصريح الملك باحترام خيارات الشعب السوري موقف متقدم وسابق جميع المواقف السياسية أكسيوس يكشف إلى أين فر الأسد كواليس اللحظات الاخيرة قبل سقوط الاسد

الدخيل يكتب : زيد الرفاعي .. وفي أثوابه حب الهاشميين ورائحة الوطن

الدخيل يكتب : زيد الرفاعي .. وفي أثوابه حب الهاشميين ورائحة الوطن
أ.د. محمد ماجد الدخيل

وفي حضرة الرّاحلين عن الأهل والوطن والأصدقاء،رغم أنهم لم يرحلوا منّا ،وفي هذا النسق والسياق الوطني نقف وقفة الشموخ والفخر والاعتزاز حينما نذكر مناقبهم وصفاتهم ومياسيمهم وآثارهم وجهودهم ،وليست وقفتنا وقفة الصامتين الحائرين على قارعة الزمان والمكان،حينما نُقلّب موسوعات هذا الوطن و رجالاته وأبطاله ، ويحضر أمامنا سيرة دولة الباشا (زيد الرفاعي) ومسيرته الطويلة في العمل العام ؛فإنني في خضم الطقس التأبيني له نستذكره شخصياً ،وفي ذاكرتنا الجمعية تزدحم صفات عرانين الأُسود في مساحات الوطن ومساراته الداخلية والخارجية أعزاء القرّاء و أسرة الفقيد الكرام ،مسيرته السياسية أعتبرها أكاليل الزهور و زهرة اللوتس -زهرة الوطن- يوم أن كان رئيسًا للوزراء ووزيرًا للخارجية والدفاع لأربع مرات 1973- 1985، ورئيسًا لمجلس الأعيان لخمس دورات 1997- 2009، وعضوًا في مجلس الأعيان لستّ دورات 1978- 1997، ومستشارًا سياسيًّا لجلالة الملك، وسفيرًا للأردن لدى بريطانيا عام 1971، ورئيسًا للديوان الملكي الهاشمي، وسكرتيرًا خاصًّا لجلالة الملك، وأمينًا عامًّا للديوان الملكي الهاشمي، ورئيسًا للتشريفات الملكية عام 1964،.. نحترم ونُكبِر فعلًا كلّ استحقاقات هذه القامة الوطنية التي تكللت في حياتها بالعديد من الأوسمة الملكية والعربية والدولية الرفيعة، تقديرًا لعطائها وحضورها، وحصلت على أرقى الشهادات في القانون والعلاقات الدوليّة،.. حينذاك نحتاج فعلًا إلى أن نتغنّى بالمنجز ونترحّم على الراحلين، ويظل عزاؤنا فيمن يحمل مشعل النهضة والبناء والعطاء في هذا الوطن العزيز، فإلى رحمة الله.


و نستذكر -أيضاً - منابر حكمة الحكيم دولة " أبي سمير "وفي أحلك الظروف السياسية ، التي مر بها هذا الحمى الشامخ عبر مسيرة الأردن السياسية منذ عهد التأسيس إلى عهد البناء وصولاً إلى عهد التعزيز والتطوير والتحديث، لهذه القامة السامقة مواقف رجولية في دفاتر الذكريات والسجلات التاريخية ،التي زرعت الود والورد في بساتين الوطن وخريطته السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، والتي أعطت من غمار حياتها وسني عمرها ،أعطت سنابل الخير ،فأوفت وفاءً عظيماً ،والتزمت بقضايا الوطن والأمة ،كما كان السمؤال أكثر وفاءً عند العرب والتزاماً ،فصار مضرباً للمثل الأعلى .

يوم أن كان دولته سفيراً لبلادنا في بريطانيا ،يومها تعرض للأذى وللخطر المؤكد على أن لا يبوح بسرٍ من أسرار الوطن ،وكذلك حادثة منطقة صويلح مثال آخر من أمثلة المخلصين ،تجلّت لنّا صورة الانتماء والولاء والإخلاص والفداء والتضحية لوطنه وقيادته المظفرة قلَ نظيرها وشحَ مثيلها .

نستذكر في هذه التظاهرة التأبينية ندى تراب قبره وعبقه الذي يفوح حباً وإخلاصاً لسيدنا الباني ولسيدنا المعزز ، ولولي عهده الأمين ،وهذه هي صورة الرجال الفرسان الذين قدموا لنا ورسموا بحب بطولاتهم ، وكيف يكون الرجال الرجال في وقت الشدائد والمصاعب .

نستذكره ،وفي ذكراه -عزيزي القارئ - عبق يأسرنا في كل تفاصيل بناء الوطن ونهضته ومواقفه البطولية الرجولية ،وبناء مداميك الوطن وتطويره ،لا يسمح لنا المجال لذكرها ؛ لأنها تتزاحم طيفها في ذاكرة الجميع،ولكن عندما يُذكر دولته فإنها تتداعى كما يتداعى الماء الرقراق في لحظة الحضور .

عزيزي القارئ،وقائع وقصص كثيرة حافلة في سجل بيانات دولته ،وعليه سيبقى هذا الوطن يبكيه على مدى الزمان ومساحاته الرحبة ،ففي كل زاوية من زواياه نجد جمائله وآثاره وفضائله ومزاياه واضحة في معالمها ، فإذا أن لا نبكيه على مدى الزمن نواصل رحلته نحو الممكن الذي لم يرسم لنا يوماً ما طريق المستحيل .

ستبقى أبا سمير ذكراك أوسع مدى في دوائر مخيلتنا البعيدة ، وأفكارك تخط لنا وتعلمنا كيف يكون حب الهاشميين الميامين الغرر ،وكيف تكون الأوطان محارب للقداسة والنزاهة عبر كر الدهور ومر العصور .
دولة أبا سمير أعطانا الكثير وأعطى الوطن الكثير الكثير ،وعلمنا دروساً جمة كيف يكون حب المليك والوطن والأمة ، وسيبقى دولته في ذاكرة الوطن والإنسان ،فهو مدرسة وطنية متكاملة قادرة على تحقيق ما نصبو إليه،وستبقى إنسانيته وحكمته وإدارته في كل تفاصيلها وجزئياتها ،ستبقى مادة للدرس والبحث والحفر العلمي والمعرفي،وتنوير الأجيال كيف يكون الفداء والتضحية بأبهى صورهما .

أما ما هو واجب دولة المرحوم -بإذن الله - علينا وعلى المؤسسات الحكومية ؟
فواجبه علينا بأن نُخلّد ذكراه بمشاريع بحثية تدرّس علومه السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية في مناهجنا ، ولتكن هذه العلوم وشتى المعارف لديه موضوعاً لدراسات طلبتنا العليا وعناوين لبحوثهم ودراساتهم ومؤلفاتهم ومؤتمراتنا العلمية في جامعاتنا ومعاهدنا وكلياتنا الجامعية.

وواجبه على وزارتنا ومؤسساتنا كبير ، وتخليداً لاسم دولته فمن الممكن أن يذكر في أماكن مشهورة : مدرجات ودارات ومتاحف وقاعات والميادين الحيوية ومراكز ومدارس حكومية ، ولدراسة فكره الاستراتيجي المتنوع من الممكن عقد ندوات ومحاضرات علمية في كل ميادين العلم والمعرفة والثقافة.

يستحق دولته أن نطلق باسمه جائزة تقديرية سنوية تختص بشخصيّته وإنسانيته وبفكره السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والدروس المستفادة من تفانيه وتضحيته وحبه للهاشميين وكفاحه من أجل وطنه وشعبه وأُمته ، ولتكن تحت اسم "جائزة زيد الرفاعي في الفكر السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي " .



وفي الختام،وبعد لحظة الموت التي كان يخشاها دولة الأخ سمير زيد الرفاعي رغم إيمانه المطلق بأن الموت حق ، ولحظة التأبين والاستذكار ،سنبقى نتفيأ بظلال وفاء دولة الاخ سمير زيد الرفاعي (الوِثاق الحرير ) وإخلاصه وانتماءه الممتد إلى قيادتنا الهاشمية المظفرة ولتراب هذا الوطن ومنجزاته التاريخية ، هذا الوفاء الذي لمسناه عبر سيرته ومسيرته الحافلة بالعطاء والإنجاز والنجاح والتميز،رحم الله ابا سمير وأسكنه فسيح جنانه.