شريط الأخبار
الفايز يلتقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ المصري الفراية: 1495 موقوفا إداريا المتوسط اليومي انتهاء المعيقات المالية لمشروع سوق الحسبة الجديد في إربد طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز النقل النيابية: عدد العاملين على تطبيقات النقل الذكية في الأردن 40 ألف تعميم من وزارة الأوقاف للحجاج الاردنيين الصقور: الملك هو صوت 'أهل غزة' وموقف الأردن 'بطولي' النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب خميس عطية يطالب بكشف أسماء الشركات المتورطة في قضية اللحوم الفاسدة السعايدة ينتقد تصريحات وزير العمل حول عدد العمالة الوافدة الحاصلة على تصاريح عمل حالة من عدم الاستقرار الجوي تسود المملكة الاربعاء .. والأرصاد تحذر الصبيحي: وزارات ومؤسسات لا تحتسب المكافآت والحوافز بأجر الضمان ابتهاجا بانتصار غزة - طهبوب توزع الشوكولاته على النواب فرنسا تصدر مذكرة توقيف بحق الأسد انتهاء المعيقات المالية لمشروع سوق الحسبة الجديد في إربد انتهاء المعيقات المالية لمشروع سوق الحسبة الجديد في إربد "الخيرية الهاشمية": اتفاقية مع منظمة RLAF السنغافورية لدعم الأشقاء في غزة اسعار الذهب ترتفع محليا البنك الدولي: ارتفاع أسعار الأغذية في الأردن الشهرين الماضيين الصفدي يشارك بجلسة حوارية ضمن منتدى دافوس

رجال حول الملك والمشروع الوطني الاردني

رجال حول الملك والمشروع الوطني الاردني
القلعة نيوز:

د محمد العزة

الذاكرة الوطنية الأردنية زاخرة بأسماء عشرات من رجالاتها الذين ساهموا و أسهموا في تأسيس الدولة من عهد تأسيس الإمارة إلى إعلان المملكة الأردنية الهاشمية و استقلالها و انطلاق رحلة قيادتها عبر ملكياتها الأربعة ، التي حمل ملوكها جميعا فكرا أردنيا هاشميا و مشروعا قوميا عربيا وحدويا ، كان له بالغ الأثر لاحقا في صناعة نخبها السياسة الذين كانوا نموذجا لرجالات الدولة و اهلا للمسؤولية في القيام بجميع الواجبات التي كلفوا بها ، بل أبدعوا و تحدوا كل الصعوبات و المعيقات و التعقيدات التي واجهت الدولة و المنطقة ، وقدموا أداء عبقريا و اظهروا فهما ذكيا في ترجمة مضامين التكليف و تطبيقه واقعا منجزا مستحقا لوطن ، كانت نشأته تعتبر بكل المقاييس معجزة في زمن لا معجزات فيه يسابق زمانه في التطوير والتحديث ، لكنه الايمان بالمشروع و الاصرار على تحقيقه على أسس قيم فكره و اخلاق قيادته و عادات شعبه الكريمة الأصيلة ، و تنوع ثقافته و تعدد و تمدد فروعه من كل ماهو اصيل ليكون " الاردن الذي ولد في النار ، لكن لا ولن يحترق ، بل ولد ليبقى " و هي المقولة الخالدة لأحد أشهر رؤوساء وزرائه الشهيد وصفي التل الاردني الفلسطيني العروبي في بداية عهد الراحل الباني الحسين بن طلال رحمه الله تعالى التي صادف ١١/٢٨ ذكرى استشهاده ال ٥٣ ، و للانصاف فأن ما رسخ وصفي التل في الذاكرة هو اعترافه و اكماله ما قام به من قبله من رجالات الملكية الاولى و الثانية من مسيرة البناء ، و عيشه و اشتباكه بشكل مباشر مع المراحل الحرجة التي مر بها الاردن في أول عهد الملكية الثالثة ، وخاصة تداعيات القضية الفلسطينية و أخذه حاسم الخيار في مواجهتها و حسن الاختيار لفريق حكوماته و وزراءه الذين كانوا على نفس المستوى من الوفاء و الاخلاص و الأمانة في مواقع المسؤولية ، والعمل بروح الإنسجام و التشاركية و توزيع المهام كل حسب تخصصه و خلفيته و كفاءته ، فشكلوا حلقة رجالا حول الملك ، الأمر الذي انعكس على الاردن قفزات نوعية في وضع اساسات البنية التحتية لمشاريع التطوير و العمران و التقدم في كافة المجالات ، و في الوقت ذاته كانت هذه من المشاريع تعكس و تراعي واجب و هيبة الدولة و حق المواطنين فيها و عوائد منافعها على الطبقات العمالية الفقيرة في سياق توزيع مكاسب موارد الثروة الوطنية وفي نظام اقتصادي يتبنى مفاهيم الاشتراكية الإنتاجية ،
العبرة من احياء ذكرى وصفي و من معه امثال هزاع و حابس المجالي و عبدالحميد شرف و عدنان ابو عودة و ناصر الدين الأسد و غيرهم من أبناء جيلهم ليس صفات شخصيتهم ، وانما في نموذج نهجهم الذي استمر و استمد من بعده رجال الدولة الأردنية في مئويتها الاولى وقدموا لنا وطنا فيه هذه المنجزات والمنشآت والكيان ، الأهم كيف نحافظ عليه و على هويته و ثوابته و سيادته و وحدته وحمايته و تطوره ونموه و صناعة روافع تنميته و نهضته.
الدولة الأردنية عمرها لا يقاس ولا تقف عند حدود اعمار رجالاتها البيولوجية وانما المقياس إنجازاتهم و عبقرية قيادتهم و اخلاص انتمائهم و وفائهم لفكرة الوطن و الدولة و أمانة مسؤولية الموقع ، لذا بقي الوطن و استمرت الدولة و رحل رجالاتها .
و استمرت المسيرة و هاي الدولة الأردنية في ملكيتها الرابعة تتجه نحو الحداثة بخطوات و ثبات رغم الصعوبات والتحديات التي لم تختفي من نشأة الدولة و تأسيسها واستقلالها ، لكن هم رجال الدولة ، الرجال من هم حول الملك الذين قد تختلف فروقات و مواصفات الأداء و الفكر لكن بالمجمل هم من توكل لهم المهام و تعطى لهم الثقة في تأدية التكليف السامي والرؤى الملكية التي كان الملك في كل مرة يؤكد فيها على التركيز على المصلحة الوطنية العليا لتكون الاولى والأعلى و تحسين ظروف المواطن الأردني المعيشية لها الأولوية
و قالها الملك عبدالله الثاني بن الحسين ذات يوم من على منبر السيف والقلم جامعة مؤتة أن النظام ليس الملك ، إنما هو المؤسسات و الحكومات و هياكل الهيئات التي تؤدي واجبات تقديم الخدمات في هذا الوطن .
وأعتقد أنها رسالة وجهها ذات يوم لمن رفعوا شعارات يظنوا أنها حق لكن أرادوا بها باطل ، فهل نلتقط هذه الرسالة في إعادة النخبة التي تستحق أن تكون " رجالا حول الملك " تحمل معه عبء إدارة الدولة واحتياجات مواطنه الأغلى و الاردن الاولى ليسير قدما ثابتا ليكون الاقوى نحو ملكيته الخامسة وهنا اختم باقتباس من مقالة الصحفي الاستاذ حسين الرواشدة في جريدة الدستور:
"اعادة العافية” للروح الوطنية وقيمها العالية في بلدنا لا تكتمل الا بانجاز مسألتين مهمتين: الاولى تتعلق بضرورة إحياء صورة "الرمز” الوطني الاردني، ومن المفارقات –هنا- ان ذاكرتنا الوطنية مليئة بهؤلاء الرموز: فلدينا الى جانب وصفي التل اكثر من 1500 شهيد سقطوا في فلسطين وحدها ، ولدينا مئات غيرهم اتسموا بالنظافة السياسية والنزاهة، لكن قلما نذكرهم او نحتفي بهم او "نتصل” معهم الا في مناسبات نادرة، واذا كانت هذه القطيعة (لا تسأل عن الاسباب؟) قد "افقرت” ذاكرتنا من القاعدة التي يمكن ان تنطلق منها لبناء وطنية اردنية معتبرة فانها ايضا اعاقت انتاج نخب ورموز جديدة يمكن ان تحشد الناس وتجمعهم.
اما المسألة الثانية فهي مرتبطة بالاولى حيث لا يمكن تنشيط الذاكرة باستحضار هؤلاء الرموز و الاستغراق بالاحتفاء بهم ،فقط ، وانما لا بد من "تجديد” سيرورة هذه الرموز من خلال "ولادة” نخب جديدة ورموز معتبرة تحمل قيمهم و مشروعهم الوطني ، واعتقد هنا ان الامل معقود الان على الشباب الاردني للكشف عن هؤلاء وتقديمهم للناس."