شريط الأخبار
الاحتلال يشن حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية المومني يرعى انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني حول الخطاب الإعلامي في الجامعة الهاشمية قائد الحرس الثوري: قواتنا في ذروة الجاهزية للرد على أي تهديد وردنا الصاروخي انتهى بهزيمة "إسرائيل" اجتماع إسطنبول يرفض أي وصاية على غزة: الحكم للفلسطينيين وحدهم ترامب يهدد بحرمان نيويورك من التمويل إذا فاز ممداني مندوبا عن الملك .. حسان يشارك في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم: التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة للطالب والمعلم وزير الخارجية يعقد مباحثات موسعة مع وزيرة الخارجية والتنمية البريطانية قطر تؤكد دعمها للوصاية الهاشمية وتحرص على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن وزير المياه يوعز بزيادة صهاريج المياه وسرعة إنجاز محطة المعالجة في البربيطة الهلال الأحمر الفلسطيني: رفح معزولة عن المساعدات وتواجه مجاعة متفاقمة أكسيوس: واشنطن تقدم مشروع قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين الملكة: "لحظات لا تنسى في قمة عالم شاب واحد" استشهاد فلسطيني وإصابة آخر برصاص مسيرة إسرائيلية شرق غزة الديوان الملكي ينشر صورة جديدة للملك عالم اجتماع اسرائيلي: خطة غزة سيناريو لكارثة مؤكدة الملكة رانيا تدعو شباب العالم لمواجهة الكراهية بالأمل الحكومة تحصل 159 مليون دينار من "المساهمة الوطنية" العام الماضي غوتيريش: 700 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع في العالم واشنطن تقدم مشروع قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين

الرواشدة يكتب : ماذا حدث في سوريا ؟ فتّش في هذا السياق

الرواشدة يكتب : ماذا حدث في سوريا ؟ فتّش في هذا السياق
‏حسين الرواشدة
‏لكي نفهم ما جرى في سوريا ، وما سيحدث فيها ، وفي المنطقة مستقبلا ، لابد أن نُعيد إلى ذاكرتنا ما شهدناه في عالمنا العربي منذ 2011 على الاقل ، سنلاحظ أن العواصم التي مرت بمراحل الانتقال السياسي وُضعت جميعا في سياق واحد ، وهو التخلص من الأنظمة المستبدة، وتم لاحقا استخدام الإسلام السياسي أو المسلح لإدارة هذه المرحلة، ثم انتهت بإفشال هؤلاء الفاعلين، أو استبدالهم بأخرين، أو ‏بقائهم في دائرة الصراع الداخلي ، سنلاحظ ، أيضا ، أن هذه التنظيمات الدينية جرى تأهيلها سياسيا ، قبل ذلك ، و افرزت خطابا متصالحا مع ‏شعوبها ، لتقديم اوراق اعتمادها للعالم.

‏انتهت الجولة الأولى من الربيع ( الخريف : ادق) العربي ، فيما ظلت بعض التنظيمات المسلحة ، لاسيما في إطار المقاومة، تمارس عملها في اكثر من مكان في عالمنا العربي ، وقد وجدت لها في بعض عواصم الإقليم الكبرى (دعك من القوى الدولية)، مظلات آمنة أو دعامات استراتيجية ، في هذه المرحلة كان "السياق " الذي تم اعداده لها( مواجهة الاحتلال) مختلفا من جهة التوظيف واستخدام أدوات المواجهة ، فيما النتائج المرسومه محددة ‏بدقة.

‏ما حدث في غزة 7 أكتوبر العام الماضي كان البداية ، ‏تنظيمات الإسلام السياسي والمسلح( ما سمي لاحقا بوحدة الساحات) دخلت في "السياق " الجاهز سلفا، تم أولا ‏الانتهاء مرحليا من ملفات غزة وجنوب لبنان ، وفي الأثناء جرت عملية" قصقصة" لأذرع إيران الممتدة ، وتهشيم صورتها ونفوذها، اما ما حدث في سوريا فقد كان حلقة أخرى في ذات السياق ، بدأت بتأهيل أبو محمد الجولان ( استعاد لاحقا اسمه أحمد الشرع) ، أقصد تأهيل التنظيمات المسلحة للقيام بدور الهدم، هدم النظام على الاقل الآن، تم إعادة بنائه بشكل آخر، ‏يتطابق مع مصالح من اعدوا ‏مسرح العمليات ( اقصد السياق ‏) ، لاحقا ربما سيجري تأهيل حماس للجلوس على طاولة التفاوض ، ولاحقا، أيضا، سيتم تأهيل تنظيمات من "العلبة" ذاتها لتمارس الأدوار المطلوبة لعمليات إعادة رسم خرائط المنطقة من جديد.

‏افهم وأقدّر كل المشاعر النبيلة التي عبر عنها اغلبية اشقائنا السوريين ، والعرب أيضا ، بالتخلص من عائلة الأسد ونظامه المستبد المتوحش ( بالمناسبة يحفل أرشيفي الصحفي بعشرات المقالات ضد النظام السوري واتباعه وأيتامه في بلدنا والخارج) ، أستطيع أن أُفرّق ،أيضا ، بين بهجة السوريين بالانتصار واستعادة الكرامة الشخصية وبين القلق المشروع على وحدة سورية في المرحلة القادمة، لاسيما وأن اللاعبين فيها و المتصارعين عليها، من خارجها على الاقل ، لا يضمرون لها أي خير، او استقرار .

لا اشكك ، أبدا ، بنوايا أي تنظيم إسلامي ، ولا بتضحيات الذين أسّسوه ، أو مارسوا ‏أدوارهم فيه ، فهم اجلّ و أنقى وأطيب البشر ، لكن المشكلة أنهم دخلوا إلى المصيدة ، اقصد السياق المحدد ، كما أنني أخشى انهم لن يتعلموا الدرس ممن سبقهم، أريد ،،فقط ، أن أشير، هنا ، إلى أن السياق الذي دخلت إليه الدولة السورية لا يختلف أبدا عن السياقات التي دخلت إليها كثير من عواصمنا العربية التي تراجع فيها مفهوم الدولة لحساب بروز التنظيمات .

‏لكي نستطيع أن نخرج من نشوة الانتصار والتحرر واستعادة الكرامة، وهي لحظة مشروعة ومفهومه في إطار الإفراج عن الأشقاء السوريين من أكبر سجن تعرض له شعب في العالم ، نحتاج إلى لحظة " تعقل" ندقق من خلالها بما حدث من تحولات على صعيد رحلة القائد الجولاني، وتجارب ‏ التنظيمات التي شاركت ‏في معركة التحرير ، صحيح لا يوجد في سجل هذه التنظيمات أي خطاب سياسي خارج الطرح الديني المتطرف، لكن ما جرى عليها من تحولات، لاحقا، يبدو انه يحمل بصمة الإسلام السياسي فيما بعد المراجعات التي جرت خلال السنوات المنصرفة.

وفق معلومات من مصادر مطلعه فإن اجتماعات بدأت منذ اقل من عام ، وزاد زخمها خلال الشهور الماضية ، جرت في عاصمتين عربية واقليمية، وشارك فيها أعضاء كبار من ‏تيار الإسلام السياسي ، تم من خلالها وضع الإطار السياسي المرجعي لبرنامج الجولاني، ومعالم خطابه العام الذي عبر عنه ،لاحقا ، في مقابلتيه مع أهم وسيلتي إعلام أمريكيتين، ‏كما حدد ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا والمشاركين فيها، وفق المعلومات ، أيضا ، فإنه ثلاثة من مساعدي الجولاني يحملون الجنسية الأردنية..