شريط الأخبار
الشرع يوجه كلمة للشعب السوري: تحررت البلاد وفرح العباد وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة القوات المسلحة تنفذ عملية إجلاء طبي جديدة لأطفال مرضى بالسرطان من غزة اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الأردن والإمارات تدخل حيز التنفيذ الخميس الشديفات: نعمل على خلق بيئة محفزة داخل المراكز الشبابية مباحثات أردنية مصرية عراقية موسّعة في إطار آلية التعاون الثلاثي حجب 12 موقعا أجنبيا تهاجم الأردن ورموزه (أسماء) ابو الفلافل.... الشباب والوطن..... كنا وكنا وفعلوا ودفعنا.... خروج الروسية ميرا أندرييفا من ربع نهائي بطولة روما وزير التجارة الروسي: التسويات مع مصر تتم بعيدا عن الدولار واليورو بوتين: علاقاتنا مع ماليزيا تاريخية ومتعددة الأبعاد رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا.. وريال مدريد يتجاهل نجل هدافه التاريخي منتدى قازان.. جسر روسي إسلامي يعزز التعاون الاقتصادي والثقافي أمير دولة قطر والرئيس الأمريكي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين بينها دفاعية مدرب منتخب المغرب يعلق على مواجهة مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب الملك يستقبل مستشار الأمن القومي البريطاني قطر توقع صفقة بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات من بوينج خلال زيارة ترامب وزير الخارجية السعودي : إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار

السردي يكتب : سوريا الجديدة: تحديات إعادة البناء وآفاق التحول الديمقراطي

السردي يكتب : سوريا الجديدة: تحديات إعادة البناء وآفاق التحول الديمقراطي
القلعه نيوز - كتب د. علي السردي
سوريا اليوم تقف أمام لحظة تاريخية فارقة بعد عقود من الحكم الشمولي الذي سيطر على كافة جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، برزت مطالب شعبية واسعة تطالب بالحرية والكرامة، لتدخل البلاد مرحلة جديدة من التحديات والتحولات السياسية التي تُوِّجت بسقوط النظام الحاكم في ديسمبر 2024. هذا التحول الكبير. أثار تساؤلات جوهرية حول مستقبل الدولة السورية وآليات إعادة بنائها على أسس جديدة تُلبّي طموحات كافة مكونات المجتمع السوري .
على مدار العقود التي تلت استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963، هيمنت الشمولية والقمع على المشهد السوري، مما ساهم في تغييب التعددية السياسية الغاء الاخر وتهميش حقوق الإنسان. ورغم الآمال التي عُلّقت على فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد منذ عام 2000 بإحداث إصلاحات سياسية واقتصادية ، إلا أن هذه الآمال تبددت سريعًا مع تصاعد القبضة الأمنية والقمعية. ومع اندلاع الثورة السلمية في عام 2011، وتحولها إلى نزاع مسلح، تصاعدت الكلفة الإنسانية والمادية، مما أدى إلى تهجير ونزوح الملايين من المواطنين وتدمير البنية التحتية للبلاد.وسيطر عدد من اللاعبين الدوليين على المشهد السوري بحجة اتفاقيات التعاون المشترك مع النظام السابق.
مع انتهاء هذه الحقبة السياسية المظلمة في تاريخ الدولة السورية ، تبرز الحاجة إلى إعادة بناء الدولة على أسس تشمل العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة. تحقيق العدالة الانتقالية هو شرط أساسي لاستعادة الثقة بين مكونات المجتمع السوري من جانب والحكومة الانتقالية من جانب اخر، مما يتطلب تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين وضمان إنصاف الضحايا. كما أن التحول الديمقراطي يتطلب بناء مؤسسات سياسية جديدة تضمن احترام حقوق الإنسان، والفصل بين السلطات، وسيادة القانون.
وفي استشراف المستقبل السوري الذي يحتمل سيناريوهات متعددة، بدءًا من الدولة الديمقراطية المركزية التي توحّد البلاد عبر حكومة منتخبة تمثل الجميع، مرورًا بنظام الفيدرالية أو اللامركزية الذي يمنح الأقاليم صلاحيات واسعة مع الحفاظ على وحدة الدولة، وصولًا إلى السيناريو الأسوأ، وهو استمرار الفوضى والانقسام نتيجة غياب التوافق السياسي الشامل بين جميع الاحزاب التي شاركت في عملية التحرير.
يعد إعادة الإعمار أحد أبرز التحديات التي تواجه سوريا الجديدة، حيث تُقدّر تكاليف الإعمار بمئات المليارات من الدولارات، وتتطلب شراكات وجهودًا دولية لتوفير بيئة آمنة ومستقرة تضمن عودة اللاجئين والنازحين. كذلك فإن تحقيق المصالحة الوطنية يُعدّ ضرورة قصوى للتغلب على الجراح الاجتماعية والسياسية العميقة التي خلفتها سنوات النزاع.
ختامًا، إن الانتقال من الحكم الشمولي إلى دولة حرة وديمقراطية يستدعي إرادة وطنية جامعة وشراكة دولية متوازنة. بينما تظل سيناريوهات المستقبل في الشان السوري متنوعة بين الديمقراطية المركزية والفيدرالية، يبقى الهدف الأساسي هو بناء دولة حديثة تضمن حقوق وكرامة جميع مواطنيها، وتساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية على المستويين المحلي والدولي.