الدكتور محمد تيسير
الطحان
في مستهل الحديث عند قراءة العنوان يعتقد القارئ
للوهلة الاولى ان كلا المفهومان لهما نفس المعنى والمغزى لكن الصحيح ان كل منهما
مخالف ومغاير للآخر وسيتضح ذلك من خلال
توضيح مفهوم كلآ منهما على حدى وأوجه الاختلاف يينهما .
تعرف إدارة الأزمات على انها علم
وفن السيطرة على الموقف من خلال التحكم في ضغطها ومسارها
واتجاهاتها عن طريق استـخدام الأدوات
العلميـة والإداريـة المختـلفة وتجنب السلبيات والمشاكل والاستفادة من الإيجابيات
المنبثقة عنها، ومن زاوية اخرى تعرف الأزمة على انها عبارة عن تهديد يلحق الضرر
بالممتلكات والأشخاص والمجتمعات أو يؤدّي إلى تعطيل سير العمل.وهنا لا بد من الإشارة إلا انه يمكن للمنظمات او الدول او الاشخاص تجنب
حدوث الازمات عن طريق الإجراءات الوقائية المناسبة والحلول الادارية المبتكرة.
اما مصطلح الإدارة بالأزمات فتعرف بانها افتعال موقف او ازمة بهدف إحداث تغييرات وتحقيق
هدف معين ومنافع خاصة جدا وهي عبارة عن فن للسيطرة على الاخرين، وإخضاعهم عن طريق صناعة الأزمة وتأجيجها وتحويلها الى
معضلة تنشغل بها جميع الاطراف وبالتالي جني المكاسب من
وراء ذلك .وبطريقة اخرى افتعال حدث معين او خطر لغايات تحقيق اهداف معينة خاصة
بالمنظمة او الحكومات في تلك الدول.
ويمكن استخدام هذه
الطريقة لإخفاء المشاكل الاساسية الموجودة بالفعل في المنظمات او الحكومات وتستخدم ايضآ في السعي إلى السيطرة والهيمنة
على بعض المواقع أو المناطق تحت دعوى الحماية كما يحدث سياسيا في بعض الدول ويمكن استخدامها في الخروج من أزمات قوية يعانيها
المجتمع .
الجدير بالذكر ان هنالك خطط و استراتيجيات لإدارة
الأزمات وهي أولا إستراتيجية العنف في التعامل مع الأزمة حيث تستخدم
مع الازمات التى لا تتوافر حولها المعلومات الكافية ويكون ذلك من خلال طريقتين الاولىعملية التدمير الداخلي للازمة بتحطيم المقومات و العناصر التى أشعلت الأزمة. الثانية التدمير الخارجي اللازم عن طريق محاصرة المسببات
للازمة من الخارج و تجميع القوى و دفعها الى مجال الازمة .
ثانيآ إستراتيجية وقف النمو للأزمة تهدف الى التركيز على قبول الامر الواقع و بذل
الجهد لمنع الأزمة وتستخدم المواجهه مع قوى ذات حجم كبير ومثال ذلك قضايا الرأي
العام والتجمهر الكبير والإضرابات العمالية.
ثالثآ إستراتيجية تقسيم وتجزئة الأزمة من خلال التحليل
الدقيق للعوامل المكونة و القوى المؤثرة في الأزمة و محاولة تحويلها الى ازمات
صغيرة ذات ضغوط أقل مما يسهل التعامل معها من خلال تبسيط المشكلة ليس
الجديدة وتقسيمها إلى أجزاء تصبح الازمة أكثر قابلية للفهم والحل وتحديد الاولويات .
رابعآ إستراتيجية اسقاط واجهاض الفكر الصانع
للأزمة تركز هذه الاستراتيجية في التأثير في هذا الفكر و إضعاف المبادىء والأسس
التى يقوم عليها او تفتيت هذا الخطر بواسطة التشكيك في العناصر المكونة للفكر و الاقتراب
من بعض الفئات المرتبطة ارتباطا ضعيفا بالفكر و التحالف معها، وعزل المعارضين والجماعات الذين يصرون على التمسك بأفكارهم .
خامسا إستراتيجية تغيير المسار تهدف الى التعامل مع الأزمات الشديدة التى يصعب
الوقوف أمامها و العمل على تغيير مسار الأزمة أما التكتيك المستخدم في استراتيجية
تغيير المسار تتمثل بالتحليل العميق وتحديد متطلبات الأزمة وفهم العوامل التي ساهمت في
نشوئها كذلك تقييم الأضرار التي لحقت بالمؤسسة وسمعتها وعملها، ومن خلال المشاركة وقبول التغييرات الجديدةالتي تساعد في التعامل مع التحديات المستقبلية.
وختامآ...... حري بنا التطرق الى انه يوجد في المملكة الاردنية الهاشمية مركز وطني للأمن وإدارة الأزمات نتيجة للرؤية الملكية السامية لمواجهة الازمات المحتملة حيث تم تكليف صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين ليكون مشرفا عاما على جميع مراحل إنشاء المركز وفق المعايير والمواصفات القياسية العالمية من الناحيتين الفنية والعالمية بهدف الاستعداد والاستجابة للأزمات في المملكة .