شريط الأخبار
كبير مستشاري بايدن: إسرائيل ستخرج من لبنان بشكل كامل الفراية في بيت لحم لحضور قداس عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي الأمن : تعاملنا في العام 24 مع 25 الف قضية تعاطي واتجار وترويج ضُبط خلالها (38) ألف شخص أنشيلوتي يعلق على واقعة طرد فينيسيوس من لقاء فالنسيا الجزائر تطلق أول عملية تصدير جوي للمواد الغذائية إلى كندا ودول أوروبية رئيس الوزراء البريطاني يتهم إيلون ماسك بالكذب خاميس يفك ارتباطه بنادي رايو فاليكانو سوريا.. العمل بمبدأ الاثني عشرية للسنة المالية 2025 مينسك تنفي مزاعم زيلينسكي حول اعتذار لوكاشينكو منه في بداية العملية الروسية الخاصة شروط صلاح الجديدة لتوقيع عقد طويل الأمد مع ليفربول النائب الكابتن زهير الخشمان في كلمة استثنائية تحت القبة قدم فيا تحليل شامل ورؤية حلول حقيقية في مناقشة مشروع الموازنة تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان البوتاس العربية وألبامارل الأمريكية تعلنان عن مشروع توسع في "برومين الأردن" بقيمة تتجاوز 800 مليون دولار الأردن وتركيا: نريد لسوريا استعادة أمنها واستقرارها النائب ناصر الدين: المديونية تحل مشكلة وتخلق سلسلة مشاكل عادات يومية قد تكون سبب معاناتك من الصداع النصفي هل تعد القهوة السوداء أفضل من الشاى لصحتك؟ فوائد السمك للأطفال.. تعزيز القوة والتركيز أبرزها الفوائد الصحية لزيت الثوم.. كيف يساعدك على منع العدوى؟ استمتعي بتحضير المكرونة بالصلصة الجاهزة علاج الحبوب الحمراء في الوجه بسرعة

الحباشنة يكتب : سورية الجديدة .. أسئلة عربية وإقليمية ودولية

الحباشنة يكتب  : سورية الجديدة .. أسئلة عربية وإقليمية ودولية
فارس الحباشنة
ثمة أهمية سياسية أردنية وعربية لفهم ما يجري في سورية الجديدة.


والمشهد السوري الوليد، والتطورات الهائلة بلا شك ستكون لها انعكاس اردني وعربي، واقليمي.

وخصوصا أن ما حدث في سورية ليس هناك ما يمنع من انتقاله الى بلدان اخرى.

وما بين قدرة الحكم الجديد في سورية على ادارة المرحلة واستحقاقاتها، فان الامر يبقى مرهونا على ما تخفي وتظهر الايام القادمة.
و كما بدا في تصريحات احمد الشرع حاكم سورية الجديد، فان المرحلة الانتقالية ليست محكومة بسقف زمني محدد، بل في سلسلة وبنك اهداف.

والشرع يكثر من الاطلالات الاعلامية. ويتعمد الحديث لاي وسية اعلام عربية او اجنبية.

واستقبل عشرات الوفود العربية والاسلامية، والاجنبية.

ومن كل حدب وصوب، اول من أمس استقبل الشرع وزيري الخارجية الالماني والفرنسي، وهما يمثلان الاتحاد الاوروبي، وهو اعلى وفد دبلوماسي يزور دمشق بعد 8 كانون الاول.

وبعض لقاءات وزيارات الوفود تظهر في الاعلام، ووفود اخرى لقاءاتها غير معلنة وسرية، وبعيدة عن الكاميرات، ونقلت وسائل اعلام غربية عن لقاء جمع الشرع بقيادين من حركة قسد الكردية.

وفريق الحكم الجديد في دمشق يتحرك على كل الجهات، ويعقد اجتماعات، ويستقبل وفودا، ويتحدث الى الاعلام، وقبل أيام غادر وفد سوري ضم وزراء الدفاع والخارجية ومدير الاستخبارات العسكرية الى الرياض.

وهو اول وفد سوري رسمي يقوم في زيارة خارجية.

وفي الاسبوعين الماضيين، شكلت صورة ومعطيات عامة حول الحكم الجديد في سورية.. وحول المشكلات وجدول اعمال ادارة الحكم الجديد، ملامح اولية لكيف يفكر الشرع، والى أين يمضي في ادارة سورية وماهية المرحلة الانتقالية ؟

أولا: في تشكيل فريق الادارة السياسي والعسكري والامني، اختار رفاقا ينضوون تحت امارة «هيئة تحرير الشام «.

وفي تصورات الشرع والادارة الجديدة. فان المرحلة الانتقالية سوف تستمر لاربعة اعوام، وهو الموعد والسقف الافتراضي للانتخابات السورية القادمة.

ثانيا: دمج الفصائل المسلحة تحت قيادة وزارة الدفاع. اختار الشرع فريقا كلف في القيام بهذه المهمة. وكما نشر في الاعلام، فان الفريق المكلف، مقربون من الشرع، وشخصيات تنضوي تحت هئية تحرير الشام وفصائل مسلحة.

ثالثا : ملف اعادة اعمار سورية. وما ينتظر الحاكم الجديد في سورية ؟ وتعويله على دعم سخي من دول عربية، لاعادة الاعمار والبنى التحتية، وفتح الاستثمارات في الصناعة والزراعة، والقطاع المصرفي وجذب اموال سورية واجنبية في الخارج.

رابعا : تكليف انس خطاب في ادارة جهاز الاستخبارات العسكري. وكما يبدو أن الشرع يفكر في بناء جهاز امني مركزي قوي.

خامسا : في السياسة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية مع الخارج. وهي ليست مهمة سهلة لنظام سياسي جديد. وتم تعيين اسعد الشيباني، وهو من قياديي هيئة تحرير الشام، وله تجربة طويلة في تنظيم العمل السياسي لفصائل المعارضة المسلحة، ويملك شبكة علاقات اقليمية ودولية، وعمل مع منظمات دولية اغاثية وانسانية.

سادسا : الشرع في تصريحات صحفية قال : انه لا يريد أن يدار اي حوار سوري داخلي تحت اشراف الامم المتحدة. وذهب الى الطلب من الاتراك بعدم التدخل في الحوار السوري / السوري. ولاعتقاده بان اي تدخل خارجي سوف يستغل ويوظف من اطراف داخلية، وفقا لحسابات من نوع مختلف.

وما هو لافت في موقف الشرع من الامم المتحدة والمبعوثين الدوليين انه لا يريد تكرار سيناريو لبنان والعراق.

سابعا : يمهد الشرع لانقلاب على النموذج الاقتصادي الذي كان سائدا في فترة نظام بشار الاسد وحزب البعث. وقال علانية : انه مؤمن باقتصاد السوق والتنافسية، وفتح الباب للاستثمارات الاجنبية. وطرح افكارا ومشاريع للتعاون مع القطاع الخاص.

و بيد ان ثمة تحديات يدركها فريق الحكم الجديد في سورية. وحيث إن سورية مقبلة على تحديات كبيرة وناجمة عن تغييرات طرأت على شكل الصناعة والزراعة، والمنطقة، والعالم.

وجدت ضرورة أن احاول فهم وتفسير ما يحدث في سورية. ولا يعني ذلك تبرير ما يحدث او موقفي منه. ولكن، ازاء ضرورة أن نقرأ سورية من الداخل اولا، وان نقرأ اولويات السوريين، وما بين الطموح والتحدي والرغبة، والاشكالية.

و أنه واقع جديد في سورية، وقد فرض على مسافة صفر من الاردن : جغرافيا وسياسيا.

قرابة شهر، وقد مر على تولي فريق الحكم الجديد السلطة في دمشق. وصدرت كثير من التصريحات والمواقف توحي الى السياسة الخارجية السورية الجديدة، ويبنى عليها فرز وتفصيل وتبويب، لاصدقاء واعداء وحلفاء النظام الجديد في سورية.

في الداخل السوري. ينظر الى الاقليات العلوية والدرزية والكردية كخصوم محليين. وفي ملفات بعض الاقليات يجري تسكين وتبريد للعلاقة، وخصوصا في العلاقة مع الاقلية المسيحية.

وقد ظهر الشرع في لقاءات واجتماعات مع قادة دينيين مسيحيين. وبعث رسائل اطمئئان الى الأوروبيين ودول الغرب والكنائس العالمية حول العلاقة مع الاقليات المسيحية.

وقد كرر الشرع في كلامه على ضرورة أن تثبت الاقليات ولاءها الى الدولة الجديدة. وان تقطع الصلات مع النظام السابق وحقبته ورجاله، وحلفائه.

الاقليات مشكلة بل أزمة سورية الجديدة. ودعوة انخراط الاتراك والدوزر في الحكم الجديد ما زالت غير مقبولة وقيد الرفض، وانتظار فريق ادارة ترامب في البيت الابيض.

ويرفض فريق الحكم الجديد في دمشق ما يطرحه الاكراد من مشروع للاستقلال واقامة دولة مستقلة وحكم ذاتي، والحصول على امتيازات خاصة.

وميدانيا. الوقت غير مناسب لدى الشرع بالقيام باي عمل عسكري ضد الاكراد.

وعلى صعيد الطائفة السنية في سورية. فان الشرع معني في فتح حوار مع الفصائل المسلحة. قد وجه دعوات الى تسليم السلاح، وخصوصا الفصائل المسلحة في جنوب سورية والجيش السوري الحر.

وابدى استعدادا للتفاهم معهم، وان ينخرطوا في الحوار الوطني وتأسيس الجيش السوري الجديد. ويبدو ان الشرع مشغول كثيرا في توحيد الفصائل المسلحة، و اعتبارها لبنة بناء الجيش الجديد، والانتقال لما بعد تغيير النظام السابق.

وفي العلاقات السورية الاقليمية..يبدو ان ايران هي العدو الاول. والشرع وجه اتهامات واضحة الى ايران في اثارة البلبلة والزعزعة، والتحريض ضد الحكم الجديد.

وفي الاطار السياسي لسورية الجديدة، فان تركيا وقطر حليفا الحكم الجديد. وفيما تبدو علاقة سورية الجديدة لحد ما ضبابية مع دول عربية اخرى.

والوضع السوري يزداد تعقيدا، ويصعب حصره في المسارات السياسية والدبلوماسية من النوع المعلن والمطروح اعلاميا. وفي دمشق يدرك الحكام الجدد ان ماضيهم وحده كاف لجعلهم محط حذر وتحوط سواء في علاقتهم في المحيط العربي او الاقليمي، والعالم.

هناك توجس عربي من حكم اخواني /سلفي، في دمشق وعودة الاسلام السياسي. ولذا، فان رسائل الاطمئنان التي تبعث، لا بد أن تقرأ سياسيا واستراتجيا في دقة بالغة.

وخاصة أن الحكم الجديد في دمشق يسعى الى البحث عن ممولين ومساعدين، وداعمين لملف اعادة الاعمار وتأمين حاجات السوريين الاساسية. وذلك، يترتب عليه مراعاة سياسية في بناء التحالفات والمحاور الوليدة في الشرق الاوسط.

وعلى صعيد العلاقة مع روسيا.. لم يكن الشرع مستعجلا في الفصل بالوجود العسكري الروسي في سورية. يبدو ان ثمة كلمات سرية وخفية حكمت علاقة جبهة تحرير الشام وفصائل مسلحة مع الروس، وتحديدا في معارك دمشق وحماة وحمص والساحل السوري، وتنسيقا وتفاهما سبق دخول قوات الفصائل المسلحة الى هذه المدن، وحسم مصير النظام السابق، وما يتدوال عنه في الاعلام صفقة روسية/ تركية.

واما، العلاقة مع اسرائيل. فلم يوجه اي سؤال صحافي الى الشرع عن موقفه من الاحتلال الاسرائيلي لجنوب سورية. وما رأيه بالحرب على غزة، وحرب لبنان. وما هو موقع سورية الجديدة من الصراع العربي / الاسرائيلي.

وبخصوص الفصائل الفلسطينية في سورية. قد سارع الشرع الى نزع سلاحها، واقفال مكاتبها ومراكز تدريبها. وهي خطوة ترمي الى قطع الوصل مع حركات المقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان.

الشعب السوري المنهك بالحرب والحصار الاقتصادي وازمة العيش، وظروف اللجوء الضنكة والحياة اليومية القاسية والمعقدة، لا اظن انه مهتم ومعني حاليا في قضية الاحتلال الاسرائيلي لجنوب سورية.

ولربما هو سؤال وموقف مؤجل في اولويات السوريين. وحتى تغدو اللحظة ملائمة ليخرج السوريون السؤال من رزنامة التأجيل ويطرحونه سؤالا وجوديا، ويتعلق في الموقف مع اسرائيل واحتلالها الجديد لارض سورية.

الدستور