شريط الأخبار
ترامب: حماس منظمة سيئة ويمكن القضاء عليها سريعا إذا لم تلتزم بريطانيا ترسل قوة عسكرية إلى إسرائيل لمراقبة هدنة غزة الديمقراطيون يضغطون على ترامب لمنع إسرائيل من ضم الضفة مهرجان الأردن لسباقات الهجن والشعر النبطي يواصل فعالياته لليوم الثاني على التوالي ( صور ) الرواشدة يلتقي رئيس وأعضاء منتدى عجلون الثقافي الفاتيكان يندد باعتداءات المستوطنين على المسيحيين في الضفة الغربية تحذير أممي بعد ارتفاع ديون الدول النامية إلى 31 مليار دولار العام الماضي بني مصطفى تطلع على مشاريع إنتاجية لجمعية تبنه الخيرية وزير التربية يتفقد مدارس في مديرية لواء القويسمة وزير الشباب يلتقي الفائزين بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي ولي العهد يفتتح مدينة العقبة الرقمية كأول مشروع رقمي متكامل في الأردن من منبر العلم إلى منصة التشريع... العنف يغيّر وجه الحوار. تحديد موعد مواجهتي العراق والإمارات في الملحق المؤهل لكأس العالم 2026 الذهب يلتقط أنفاسه بعد ارتفاع قياسي فانس: اتفاق السلام يسير أفضل من المتوقع ونعلن افتتاح مركز إعمار غزة الملياردير الروسي أبراموفيتش يضع عينه على فريق تركي كبير المنتدى الإماراتي الروسي الأول للأعمال يجمع القادة الاقتصاديين من كلا البلدين شرطة لندن تمنع مظاهرة لليمين المتطرف في حي مسلم تجنبا للاضطرابات برشلونة في مواجهة صعبة ضد أولمبياكوس.. التشكيلة والقنوات الناقلة اول تعليق من الشاعرة نجاح المساعيد بعد إلقاء القبض على زوجها

الخشمان يكتب : عندما عاد الملك وولي العهد.. هدر الوطن بحناجر أبنائه: رسالة الأردن إلى العالم

الخشمان يكتب : عندما عاد الملك وولي العهد.. هدر الوطن بحناجر أبنائه: رسالة الأردن إلى العالم
النائب الكابتن زهير محمد الخشمان
لا تستقبل الشعوب قادتها بهذه العظمة إلا إذا كانوا قادة من طراز نادر، رجالًا يتحدثون بلغة المواقف، ويسطرون تاريخًا لا يكتب بالحبر، بل بالتضحية والثبات. عندما عاد جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى أرض الوطن، لم يكن استقبالًا رسميًا تقليديًا، بل كان ملحمة وطنية، كانفجار مشاعر حب وولاء لا تصنعه السياسة، بل يولد من رحم التاريخ والدم الهاشمي النقي.
على مدارج المطار، وفي شوارع عمان، وفي كل زاوية من هذا الوطن الأبي، وقف الأردنيون كما وقف أجدادهم في وجه العواصف، هتفوا باسم الملك، وصفقوا لولي العهد، لأنهما لم يذهبا إلى واشنطن ليبحثا عن رضا أحد، بل ليضعا أمام العالم حقيقة واحدة: الأردن لا يركع، ولا يهادن، ولا يقبل المساومة.
في البيت الأبيض، حيث تصاغ السياسات وتُرسم المسارات، لم يكن لقاء جلالة الملك بالرئيس الأمريكي مجرد اجتماع دبلوماسي عابر، بل كان لحظة صريحة قال فيها الأردن كلمته دون خوف أو مجاملة. دخل الملك قاعة الاجتماعات، ليس كزعيم يبحث عن تنازلات، بل كقائد لدولة مستقلة، يحمل إرثًا من الثبات، ويعرف أن التاريخ يكتب بالمواقف وليس بالتصريحات.
قالها الملك بوضوح: لا ترحيل، لا تهجير، لا وطن بديل، لا مساومة على حق الفلسطينيين، ولا مساس بأمن الأردن. هذه ليست مجرد كلمات، بل هي عقيدة سياسية لم تتغير منذ أن وقف الأردن سدًا منيعًا في وجه المشاريع التي حاولت تصفية القضية الفلسطينية.
جلالة الملك، بخبرته وحنكته السياسية، يدرك أن العالم يحترم من يقف بثبات على مواقفه، ولذلك لم يكن صوته في واشنطن مجرد صوت، بل كان زئيرًا سياسيًا يذكر الجميع أن الأردن لم يكن يومًا تابعًا، ولن يكون يومًا ورقة في جيوب الكبار.
في الزيارة نفسها، كان حضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني رسالة بحد ذاته، ليست فقط للولايات المتحدة، بل للعالم بأسره. حضوره إلى جانب والده لم يكن مجرد بروتوكول، بل كان إعلانًا أن الأردن يمتلك جيلًا شابًا يعي التحديات، ويدرك أن القيادة ليست امتيازًا، بل مسؤولية تتطلب الحزم والوضوح.

بخطوات واثقة، جلس الأمير الشاب، مستمعًا، محاورًا، متابعًا، ليؤكد أن الحسين بن عبدالله ليس مجرد ولي عهد، بل قائد يصنع مستقبله بيده، ويرث من والده العزيمة التي تجعل الأردن حاضرًا في كل المحافل، لا كمتفرج، بل كلاعب أساسي لا يمكن تجاهله.
وعندما حطت طائرته على أرض الوطن، حين عاد الملك.. عاد الوطن إلى نبضه، لم تكن لحظة عادية. الأردن كله كان ينتظر، ليس لأن استقبال الملوك واجب، بل لأن الأردنيين يعرفون أن قائدهم عاد من معركة سياسية وقف فيها كالطود الشامخ. خرجت الجماهير بقلوبها قبل أجسادها، وهتفت باسمه قبل أن تراه، لأن الملك حين يتحدث، فإنما يتحدث باسم شعب لا يعرف الخضوع، وباسم أمة لا تعرف الاستسلام.
إن هذا الاستقبال لم يكن مجرد مشهد عابر، بل كان رسالة جديدة إلى العالم: هنا الأردن، وهنا شعبه الذي لا يقبل إلا بالكرامة عنوانًا، ولا يرى في ملكه إلا رمزًا للسيادة والعزة.
في زمن يسقط فيه الكثيرون أمام الضغوط، بقي الأردن صامدًا، بقي الهاشميون أوفياء لوعدهم، ثابتين على مواقفهم، لا تحركهم الرياح ولا تغيرهم الظروف. هذه الزيارة لم تكن مجرد رحلة سياسية، بل كانت درسًا في الثبات والعزة والسيادة، عنوانه أن هذا الوطن، بقيادته وشعبه، أكبر من أي حسابات، وأعظم من أي مساومات.
عاد جلالة الملك وولي العهد من واشنطن، ليس بأيادٍ ممدودة، بل برؤوس مرفوعة، وبمواقف واضحة، وبشعب يهتف في كل زاوية: هنا الأردن، هنا عبدالله الثاني، وهنا الحسين بن عبدالله.. وهنا وطن لا يركع إلا لله.