
القلعة نيوز:
في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، يبرز الشباب كعنصر رئيسي في رسم ملامح المستقبل وصناعة القرارات التي تؤثر على المجتمعات.
وفي هذا السياق، أطلق معالي وزير الشؤون السياسية والبرلمانية عبد المنعم العودات الدورة السابعة من برنامج "معهد السياسة"، الذي يسعى إلى تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في العمل السياسي والحزبي،يأتي هذا البرنامج في إطار الشراكة بين الوزارة والمعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب، حيث تم إطلاقه لأول مرة عام 2019، وها هو يستمر في رفد المشاركين بالمهارات والتدريبات التي تؤهلهم لتولي أدوار قيادية في الدولة.
الشباب كركيزة أساسية في التغيير السياسي.
في كلمته، أكد العودات على أن الشباب يشكلون الشريحة الأكبر من المجتمع الأردني، مما يجعلهم العمود الفقري لأي تغيير مستدام وقال: "الشباب هم شركاء حقيقيون في تحمل المسؤولية، وصناعة القرار، ورسم ملامح المستقبل." هذا التصريح يعكس إيمان القيادة السياسية الأردنية بالدور المحوري الذي يلعبه الشباب في تحديث الحياة السياسية من خلال المشاركة الحزبية الفاعلة، والمساهمة في صياغة السياسات العامة للدولة.
وأضاف العودات أن التحديث السياسي يُعد رأس القاطرة لمشروع التحديث الشامل الذي يتضمن ثلاثة مسارات رئيسية: السياسية، الاقتصادية، والإدارية. وأشار إلى أن الأردن يسعى إلى استحداث نموذج ديمقراطي يُعزز المشاركة الحقيقية، ويضمن إشراك الشباب في عملية صنع القرار والبناء لمستقبلهم، وذلك من خلال منحهم الفرصة للمشاركة في المجالس المنتخبة والهيئات السياسية.
أهمية التحديث السياسي.
إن أهمية هذا المشروع التحديثي تكمن في أن الدولة الأردنية أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات المحيطة، سواء المحلية أو الدولية، من خلال تبني سياسات مرنة تستجيب للمتغيرات.
التحديث السياسي، كأحد مسارات هذا المشروع، يعزز الديمقراطية ويضمن الفاعلية السياسية من خلال تفعيل دور الشباب وإشراكهم بشكل مباشر في الحياة السياسية، ليصبحوا جزءًا من عملية صناعة القرار، وهو ما يُعد فرصة ذهبية للشباب لبناء مستقبلهم والمساهمة في ازدهار وطنهم.
الرؤية القانونية في تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية.رؤية نحو التمكين والتحديث.
كمحامية متدربة وناشطة سياسية واجتماعية ، أرى أن تمكين الشباب من المشاركة في صنع القرار السياسي هو حق أصيل وضرورة ملحة لضمان تطور الدولة ومؤسساتها.
من وجهة نظر قانونية، يمكن اعتبار هذه المبادرات جزءًا من التزام الأردن بتعزيز حقوق الإنسان وضمان تمثيل جميع شرائح المجتمع، وخاصة الشباب، في الحياة السياسية. المشاركة في الحياة العامة ليست مجرد حق، بل واجب وطني يعزز الشرعية السياسية ويسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
اما من الناحية السياسية، فإن إشراك الشباب في العملية الحزبية يمثل حجر الأساس لتحقيق الديمقراطية الحقيقية، حيث يوفر للشباب الفرصة للتأثير على السياسات العامة والتعبير عن طموحاتهم.
هذه المشاركة تمثل بداية لتحول سياسي واجتماعي يكون فيه الشباب قادة المستقبل، وصنّاع القرار الذين سيشكلون سياسات الغد.
مشاركتي في البرنامج الفوج السابع.
تشرفت بالمشاركة في الدورة السابعة من برنامج "معهد السياسة"، التي كانت بالنسبة لي تجربة ملهمة وفارقة في مسيرتي المهنية والسياسية.
لقد أتاح لي البرنامج فرصة تعلم وتطوير مهاراتي في العمل السياسي والحزبي، فضلاً عن التواصل مع نخبة من الشباب الأردني الطموح الذي يشارك نفس الرؤية حول أهمية دورنا في قيادة التغيير.
هذا البرنامج يمنحني الأدوات التي أحتاجها لأكون فاعلة في الحياة السياسية، وأكد لي أن الشباب يمتلكون القدرة على التأثير الإيجابي في مسار صنع القرار. أرى أن مشاركتي في هذا البرنامج ليست مجرد تجربة عابرة، بل هي خطوة نحو بناء مستقبل سياسي أفضل، أكون فيه جزءًا من تعزيز الديمقراطية وتحديث مؤسسات الدولة.
ختاماً ، فإن الشباب، بفضل دعم الدولة وبرامج مثل "معهد السياسة"، أصبحوا اليوم أكثر قدرة على تولي زمام الأمور والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل أفضل .
وكلنا أمل أن نواصل العمل من أجل بناء مجتمع يتمتع بالحرية السياسية والعدالة الاجتماعية، قائم على مشاركة الجميع دون استثناء.