شريط الأخبار
الرواشدة يرعى حفل استذكاري للفنان الراحل فارس عوض المومني : اللغة العربية ليست أداة تواصل فحسب، بل ركيزة من ركائز هويتنا الوطنية الأردنية الرواشدة يرعى الحفل الختامي لـ"أيام معان الثقافية" في موسمها الأول كلية الأميرة عالية الجامعية تطلق مبادرة "معًا نجعل كليتنا أجمل" صدام "قوي" بين الأهلي والجيش وشبيبة القبائل على الساحة الإفريقية مصر وقطر تستعدان لصفقة كبرى خلال أيام العثور على أكثر من 200 جثة لمسلحين أوكرانيين في سودجا الفيفا يرشح مصرية لجائزة عالمية.. ما قصتها؟ انطلاق فعاليات "أديبك 2025" في أبوظبي بمشاركة قيادات قطاع الطاقة العالمي زلزال داخل إسرائيل.. اعتقال رئيس "الهستدروت" وزوجته في أكبر قضية فساد صلاح يعلق على "محنة" ليفربول وما يحتاجه لتصحيح المسار بمشاركة محلية وعربية.. "الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل الملك يزور المجلس القضائي ويوعز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء بمشاركة الأردن .. انطلاق الاجتماع السباعي بشأن غزة في إسطنبول سفير الأردن في سوريا يلتقي وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكي مشاريع استثمارية وسياحية جديدة في الطفيلة وعجلون ضمن اجتماعات وزارة الاستثمار بحضور النائب سليمان السعود وعدد من الوزراء رئيس مجلس الأعيان يدعو وسائل الإعلام لحماية اللغة العربية وتعزيز مكانتها وزير العدل يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية بني مصطفى تشارك بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة وزير المياه يبحث وسفيرة الجمهورية التشيكية أوجه التعاون المشترك

مساعده يكتب: رؤية الملك للتحديث... أمانة الإسناد أولًا

مساعده يكتب: رؤية الملك للتحديث... أمانة الإسناد أولًا
القلعة نيوز _ كتب جهاد مساعده
"إذا أُسند الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة"... حديث نبويّ موجز في لفظه، عميق في دلالته، يرسم لنا بوضوح معالم الانهيار، حين تُغَيَّب الكفاءة، وتُهدَر الأمانة، ويُسلَّم القرار لمن لا يملك أدواته. فينقلب الميزان، ويُختزل المنصب إلى موقع يتقدمه من لا يستحق، وتغيب عنه الكفاءة، فتترنح المؤسسات، وتفقد رسالتها، وتخبو فاعليتها.
لم يكن هذا الحديث تنبؤًا بنهاية الزمان فحسب، بل هو تشخيصٌ دقيق لانحراف مسار الأمم، حين تُدار شؤونها بمنطق الترضية لا الاستحقاق، ويُستبدل الإنجاز بالوجاهة، ويُقصى المتمكِّن لحساب المقرّب. إنه إنذار نبويّ مبكر يُعلن أن لحظة الانهيار تبدأ من داخل الإدارة، لا من خارجها.
ومن هذا المنطلق، جاءت رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني للتحديث، لا كمجرد خارطة إصلاح، بل كمنظومة قيم ومبادئ تُعيد الاعتبار لمفهوم الأمانة في ممارسة السلطة وتحمل المسؤولية. لقد وضع جلالته معيار الكفاءة في صدارة الأولويات، إدراكًا منه أن أي مشروع تحديث — سياسيًّا كان، أو اقتصاديًّا، أو إداريًّا — لا يمكن أن يُكتب له النجاح إذا لم يُسنَد الأمر إلى أهله.
في مسار التحديث السياسي، شددت الرؤية على بناء حياة حزبية ناضجة ومشاركة حقيقية، لا تتحقق إلا بقيادات تملك الوعي والمسؤولية. وفي التحديث الاقتصادي، لا مجال للنمو ولا لجذب الاستثمار في ظل قرارات مرتجلة، أو إدارات تفتقر إلى الرؤية وسعة الأفق. أما في التحديث الإداري، فقد كانت الرسالة أكثر وضوحًا: لا إصلاح بلا اجتثاث ثقافة المحسوبية، ولا نهضة دون تمكين الجدارة، وإعادة الهيبة لموقع المسؤولية.
رؤية الملك، في جوهرها، تُجسِّد مضمون الحديث النبوي الشريف؛ فهي دعوة عملية لإعادة بناء الدولة من الداخل، على أسس من النزاهة، والاستحقاق، والعدالة. وهي تأكيد صريح أن المؤسسات لا تُقيمها الهياكل ولا الأنظمة، بل يُقيمها الرجال الذين يحملون الأمانة بحق، ويؤدونها بعقل العارف، ونزاهة الصادق، وحزم القائد.
لقد آن أوان أن نغادر منطق "المحاصصة والتوازنات" إلى منطق "التحوّلات"، وأن نرتقي بثقافة الإسناد من دائرة المجاملة إلى فضاء الجدارة، ومن حسابات الظل إلى معايير النور. فحين تُصان الأمانة، وتُردّ الأمور إلى أصحابها، تستقيم الإدارة، ويعلو البناء، وتنهض الدولة بثقة وكرامة.
وهذا هو نداء الملك، وهذا هو جوهر حديث النبوّة.