
م. ابراهيم العموش
في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، يتجدد التأكيد الشعبي والرسمي في الأردن على دعم الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم المشروع، وهو دعم تاريخي متجذر في ثوابت الدولة الأردنية، ويمثله جلالة الملك عبدالله الثاني بكل شجاعة على المنابر الدولية، مدافعًا عن حقوق الفلسطينيين، ومطالبًا بوقف العدوان ورفع الظلم.
ورغم وضوح الموقف الأردني الرسمي والشعبي، نرى من يحاول التشويش على هذا الثبات والمصداقية، من خلال الدعوات المريبة التي تتبناها بعض الجهات، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، تحت مسمى "العصيان المدني"، في محاولة لربط هذا الفعل التصعيدي بمساندة غزة، وهو ربط باطل ومرفوض جملة وتفصيلًا.
إن الدعوة إلى العصيان المدني لا تمت بصلة للدعم الحقيقي للقضية الفلسطينية، بل تُعد استغلالًا سيئًا لمعاناة شعبنا في غزة من أجل تحقيق أهداف حزبية ضيقة، وإثارة الفوضى، وزعزعة استقرار وطننا العزيز. فمتى كانت الفوضى وسيلة لدعم الحق؟ ومتى كان المساس بأمن الوطن طريقة لنصرة المظلوم؟
لقد قدّم الأردن، بقيادة جلالة الملك، تضحيات جسام في سبيل دعم القضية الفلسطينية، سياسياً وإنسانياً وعلى كافة المستويات، ولا أحد يزاود على هذا الدور، ولا يحق لأحد أن يتجاهل الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة الأردنية، من خلال الإغاثة والمواقف الدبلوماسية المشرفة، والدفاع المستمر عن القدس والمقدسات.
من يدعو إلى العصيان تحت ذريعة دعم غزة، هو في الحقيقة شخص جاحد لجهود الأردن ومواقفه، ومُغرض يسعى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتماسك خلف قيادتنا، لا إلى الانجرار وراء أجندات مشبوهة.
نقولها بوضوح: الأردن خط أحمر، وأمنه واستقراره ليسا محل مساومة. ومن أراد أن يدعم غزة، فهناك طرق مشروعة وواضحة، تبدأ بالالتفاف حول القيادة الهاشمية، وتنتهي بدعم الجهود الرسمية والشعبية في إيصال الدعم الحقيقي للقطاع، لا بإضعاف الجبهة الداخلية.
نثق بشعبنا الواعي، الذي لطالما أثبت أن بوصلته لا تنحرف، وأنه يعرف جيدًا من يقف مع فلسطين حقًا، ومن يستغل معاناة شعبها لأجندات لا تخدم إلا أعداء الوطن والقضية معًا.