
بقلم الأستاذ/ ماجد جادالله العميرات الكعابنه
يتواجد الأردنيين في كل محفل يدشن فيه حب الوطن والانتماء إليه ولقيادته، ويكافحون بعلمهم ووسع ثقافتهم الشائعات التي تَهِمُ بالأردن من كل حدبٍ وصوب، ويظهرون قدراً عالياً من الوعي في التصدي لمثل هذه الشائعات ودرئها.
أصبح الأردني يعي ماهية إكراهات دولته، ونمطية سياسة خارجيته، فلم يعد للعاطفة بالسياسة لديهم بقاء، فنجدهم يبغضون الشعبوية التي تنسلخ عن المعطيات الواقعية، والخطابات غير المنطقية، التي لا تريد بالوطن إلا هدمًا، وبالثوابت تسعى بها نزعًا، فتجد الشباب الأردني اليوم يلتفتون إلى الوطن ولا شيء غير الوطن.
مما لا شك فيه أن الشائعات والذباب الإلكتروني يعمل جاهدًا على خلق الفتنة ، وبث خطاب الكراهيه بين أفراد المجتمع الواحد، ويهدد آمن السلم المجتمعي ويؤدي إلى التراشق بمصطلحات التخوين الهدامه ، ونحن نقع في وسط محيط ملتهب لا يحتمل ان ننجر خلف اي شائعه من شأنها النيل من وحدتنا وتماسُكِنا وأمننا وأماننا،مما يحتم علينا جميعًا محاربة تلك الشائعات بالحجه والمنطق وبالفكر الواعي،وعدم التعاطي معها واستسقاء المعلومه من مصادرٍ موثوقه.
فالشائعة نارٌ تلتهم الحقائق ، ودخانها يعمي العيون عن نور اليقين ، وتلبس ثوب الصدق، وتختبئ خلف ستار التهويل ، فلا تميزها العقول الغفلة ، ولا ينجو من لهيبها إلا العاقل الحصيف.فكم أشعلت فتيل الفتن، وكم أطفأت أنوار المودة، وكم أوقدت جذوة الخلاف في ساحات الصفاء.
المعلومات والأخبار المنشوره على مواقع التواصل الاجتماعي علينا ان نتحقق من مصدرها ونتأكد من صحتها من مصادر موثوقة ورسمية.
ويجب علينا أن لا ننشر دون تأكيد حتى لا نكون سببًا في تضليل الآخرين. ولا ضير ان استخدم الإنسان وحلّل المعلومة بعقلانية قبل تصديقها.
لا تكن أداة لنشر الفتن فكن مسؤولًا في كلامك وكن على قدر عالي من الحرص والمسؤولية .
ففي الآونة الأخيرة تعرض الأردن إلى هجمة شرسة بغيضة فيما يخص ملف التهجير، رغم تأكيد موقف الأردن الرسمي على رفض هذا الملف جُملةً وتفصيلا، فما كان من المريضةَ نفوسهم إلا السعي في تسويف وتسخيف وحرف حقائق موقف الأردن تجاه هذا الملف ودس السم في اللبن، ورأنا وسمعنا أصوات النشاز التي تنعت أفراد أجهزتنا الامنيه والقوات المسلحه بعبارات يندى لها الجبين، فقوبلوا من الأردنيين بحقائق تُفند زيف مزاعمِهم، ودجل حقائقهِم المغلوطة، فخرج الأردنيين إلى الساحات ليعبروا عن دعمهم لمليكهم ووقوفهم مع مصالح وطنهم، فالأردنيين اليوم قد كسروا حاجز المُخاجلة وتغليب مصلحة الوطن على اي مصلحةٍ كانت،وكأن لسان حالهم يقول لا يضيرنا التعبُ إن كان للوطن، ولا يشقينا السهرُ إن كان في العَلَن، ففينا العزمُ لا يُهزم، والجهدُ لا يُعدم، فنحن مجدُ الأردن وسرُّه المُحكم.