شريط الأخبار
عبور 26 شاحنة مساعدات أردنية جديدة إلى غزة بوتين يبحث مع ويتكوف وقف إطلاق النار في أوكرانيا الخارجية الإيطالية: الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يقوّض حل الدولتين قرارات مجلس الوزراء "إدارة الأزمات" تحذر من موجة حر مقبلة وتدعو للالتزام بالإرشادات الوقائية القوات المسلحة تجلي الدفعة التاسعة من أطفال غزة المرضى للعلاج في الأردن وزير الداخلية ونظيره الفلسطيني يبحثان تعزيز التعاون وتطوير آليات العمل في جسر الملك حسين بعد عقد من التألق.. سون ينهي حقبته مع توتنهام وينتقل إلى الدوري الأمريكي المالية الروسية: احتياطي صندوق الرفاه الوطني بلغ 13.08 تريليون روبل حتى 1 أغسطس دراسة: "تشات جي بي تي" يقدم إرشادات خطيرة للمراهقين حول المخدرات والانتحار وفاة فرانك ميل بطل كأس العالم مع منتخب ألمانيا بحضور الشرع.. هيئة الاستثمار السورية تطلق 12 مشروعا عملاقا بقيمة 14 مليار دولار "أكسيوس": قد يجري ترامب اتصالا هاتفيا مع زيلينسكي بعد لقاء بوتين وويتكوف لاعبان عربيان على أبواب الترشيح.. موعد الإعلان عن المرشحين للكرة الذهبية 2025 الأردن يوقّع اتفاقية الوضع القانوني لاستضافة مكتب المعهد العالمي للنمو الأخضر مساعدات أوروبية جديدة للأردن بـ 500 مليون يورو الأمن يحذّر من المواكب تزامنا مع نتائج التوجيهي.. ورقباء بالزي المدني "صحة غزة": ارتفاع عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 193 الاحتلال يبعد مفتي القدس ويصعد انتهاكاته في الضفة المعايطة يفتتح المركز الأردني الدولي للحماية المدنية في مدينة الدفاع المدني التدريبية بلواء الموقر

الطويل تكتب : ظاهرة المؤثرين: بين وهم التغيير وتجارة الواقع المزيف

الطويل تكتب : ظاهرة المؤثرين: بين وهم التغيير وتجارة الواقع المزيف
نسرين الطويل
المقدمة: حين يصبح "التأثير" سلعةً في سوق الأضواء
في عصرٍ تُقاس فيه القيمة بعدد المتابعين وحجم التفاعل، تحوَّل مصطلح "المُؤثِّر" من وصفٍ لصانعي التغيير إلى عنوانٍ لتجار الوهم. ما بدأ كحركةٍ لدعم القضايا الإنسانية والثقافية، أصبح سوقًا لبيع الوهم عبر إعلاناتٍ مموهةٍ بلمساتٍ إنسانية! السؤال الجوهري: هل يُغيّر هؤلاء الواقع، أم يبيعون لنا أوهاماً نُحبُّ تصديقها؟
١. تحويل القضايا إلى "تحديات": لعبة الربح تحت شعار التغيير
لا يختلف "المُؤثِّرون الجدد" عن بائعي السِلع في الأسواق القديمة، إلا أن بضاعتهم اليوم هي الوهم المُعلَّب.
- الهاشتاغ الثوري قضايا كالفقر أو التلوث تُختزل إلى #تحدي_النظافة أو #تحدي_الوعي، حيث يُشارك الجميع بفيديوهاتٍ مسليةٍ… بينما تبقى الجذورُ بلا حلول.
- مَن يربح؟ الشركات الراعية التي تحوّل الهمّ الاجتماعي إلى حملة تسويقية، والمُؤثِّر الذي يحصد الإعجابات والمال.
- مَن يخسر؟ المجتمع الذي يظنُّ أنه "شارك في التغيير" بينما هو ضحيةُ لعبةٍ رقمية.

عندما يُصبح التغييرُ ترينداً، نفقد القدرة على تمييز الحقيقة من الكذبة." — إحالة ضمنية إلى فلسفة بودريار عن "واقع المُحاكاة.

٢. الوهم الرقمي: كيف يصنع "اللايكات" سجناً للوعي؟

وفقاً لدراسة أجرتها جامعة ستانفورد 2023, فإن 67% من الشباب يعتقدون أن متابعة "المُؤثِّرين الاجتماعيين" تمنحهم شعوراً زائفاً بالإنجاز.
- إدمان الإشعارات كل إعجاب أو تعليق يُطلق جرعةً من الدوبامين، تُشبه تلك التي يُطلقها المخ عند تعاطي المخدرات. النتيجة؟ جمهورٌ مدمنٌ على الوهم.
- الواقع المُزيَّف صور "الحياة المثالية" التي ينشرها المؤثرون تُشعر المتابع بالنقص، مما يدفعه لشراء المنتجات أو اتباع النصائح الوهمية لتعويض الفراغ.

السوشيال ميديا هي كهف أفلاطون الحديث: نرى ظلالاً على الجدران ونظنها الكون.

٣. الثورة المعلَّقة حين تتحوَّل المطالب إلى ديكور
أصبحت القضايا الجوهرية مجرد ديكورٍ في صفحات المؤثرين:
- العدالة_الاجتماعية تُختزل إلى بوستات سوداء على الإنستجرام، بينما تتعامل الحكومات معها كـضجيجٍ عابر.
- الصحة_النفسية تُسوَّق عبر جلساتٍ مباشرةٍ مع "خبراء وهميين"، بينما تُهمَّش العيادات الحقيقية.
- البيئة تُختطف من قِبَل شركاتٍ تبيع منتجاتٍ بلاستيكيةً تحت شعار "صديقة للبيئة"!
--
٤. كيف نستعيد روح التغيير الحقيقي؟
المواجهة تبدأ بخطواتٍ بسيطةٍ لكنها جذرية:
1. التفريق بين "المُؤثِّر" و "صانع التغيير"
- صانع التغيير: يطرح حلولاً عملية، يوثق مصادره، ولا يربط القضايا بمنتجات.
- المُؤثِّر الوهمي: يبيع العواطف، يستخدم القضايا كخلفيةٍ للإعلانات، ولا يتابع النتائج.
2. مقاطعة ثقافة "الكليك بايت
- لا تُشارك في التحديات الفارغة.
- ابحث عن المحتوى الذي يطرح أسئلةً لا إجاباتٍ جاهزة.
3. دعم المبادرات الحقيقية
- تبرع لمنظماتٍ موثوقة بدلاً من شراء منتجات "المؤثرين الخيرية".
- شارك في حملاتٍ ميدانيةٍ بدلاً من الاكتفاء بالهاشتاقات.
---
الخاتمة: التغيير الحقيقي لا يُعلَّق على "الستوري"
التاريخ لا يذكر من باعوا الوهم، بل يذكر من أضاءوا شموعَ المعرفة في عتمة الجهل. إذا أردنا تغييراً حقيقياً، فلنبدأ بتحرير وعينا من سطوة الأضواء الزائفة، ولنصنع تأثيرنا الخاص… بعيداً عن زيف الشاشات.