شريط الأخبار
القلعة نيوز تكشف عن ملامح التعديل الوزاري على حكومة الدكتور جعفر حسَّان هيئة تنظيم الطاقة: لا تعديل على تعرفة الكهرباء والأسعار ثابتة منذ 2022 #عاجل علان : عروض وتنزيلات الذهب خداع وتضليل موجة حر شديدة تضرب الأردن بدءا من الجمعة 5 آلاف طبيب أردني بلا عمل أو تدريب 6.8 مليون دينار أرباح مجموعة الخليج للتأمين – الأردن للنصف الأول من عام 2025 افتتاح مؤتمر ومعرض "قرية الابتكار الأردنية" بلدية كفرنجة تباشر حملة تفتيش لضبط المحال غير المرخصة نقيب الصاغة يحذر المواطنين من العروض الوهمية على أسعار الذهب حسّان يطلب من الوزراء المغادرين التعاون مع زملائهم الجدد وتسليم الملفات إليهم تسرب غاز من مكيف سيارة يقتل طبيباً وزوجته شهداء ومصابين في غزة جراء انقلاب شاحنة مساعدات أسعار النفط ترتد من أدنى مستوياتها في 5 أسابيع بعد تهديدات ترامب لمستوردي الخام الروسي زيدان يقترب من العودة.. الإعلان "مسألة وقت فقط" ارتفاعا طفيف اليوم وموجة حارة وجافة توثر على المملكة اعتبارا من الجمعة الاحتلال الشامل خرج من الظل .. “حزب الله” يرفض أي جدول زمني لنزع سلاحه ويهدد بالرد بالصواريخ على إسرائيل ترمب يقترب من تعيين رئيس جديد للفيدرالي محمد صلاح يستعرض حذاءه الجديد.. يحمل اسمه وعلم مصر رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يتفقد مشروعي كلية جرش التقنية وكلية عجلون الجامعية

الاحتلال الشامل خرج من الظل ..

الاحتلال الشامل خرج من الظل ..
الاحتلال الشامل خرج من الظل
القلعة نيوز: زيدون الحديد
zaidoonalhadid@gmail.com

بين جدران مغلقة وأجواء من التوتر المتصاعد تعكس عمق الأزمة البنيوية داخل المنظومة السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني، يطفو على السطح مجددا خيار احتلال شامل لقطاع غزة كخيار مطروح بجدية، مدفوعا بضوء أخضر أميركي مفترض من الرئيس دونالد ترامب، ومعارضة صلبة من بعض أركان المؤسسة الأمنية، الاجتماع المجلس الأمني المصغر مساء اليوم يأتي في توقيت بالغ الحساسية، يحسم فيه مصير المرحلة المقبلة من العدوان على غزة، في ظل تقارير متزايدة عن اتخاذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرارا بتوسيع نطاق العمليات العسك بثرية ليشمل كامل مناطق القطاع، بما فيها تلك التي يعتقد بوجود الأسرى فيها.

التحول المفاجئ في الخطاب السياسي داخل الكيان الصهيوني لا يمكن فصله عن الأجواء الدولية والإقليمية، لكنه يرتكز بشكل أساسي إلى دعم شخصي من ترامب لنتنياهو، وهو ما اعتبر في الدوائر المقربة من الأخير تفويضا مطلقا بفتح الباب أمام سيناريو الاحتلال الكامل، رغم التحفظات العلنية والمبطنة التي تبديها قيادات عسكرية بارزة، وفي مقدمتها رئيس الأركان إيال زامير، الذي قد يلوح بالاستقالة إذا فرض عليه تنفيذ قرار كهذا.

في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات غير المباشرة تقترب من الوصول إلى اتفاق جزئي بشأن الأسرى، جاء القرار السياسي بالتخلي المفاجئ عن المسار التفاوضي ليؤكد أن نهج التصعيد هو الخيار المفضل لدى الحكومة الصهيونية، في محاولة لحسم المعركة عبر القوة لا عبر التفاهمات، حتى وإن كانت مؤقتة، فهذه المقاربة التي تتجاهل عمق التعقيد في المشهد الغزي، تعكس رغبة واضحة في تجاوز الكلفة الإنسانية والسياسية والتموضع في خانة "الحسم العسكري” بوصفه انتصارا سياسيا قبل أن يكون إنجازا ميدانيا.

تضارب التقديرات داخل مؤسسات القرار في الكيان الصهيوني لم يعد سرا، فالفجوة تتسع بين القيادة السياسية التي تبحث عن معادلة وجودية تنقذها من مأزق الفشل في تحقيق الأهداف، وبين المؤسسة الأمنية التي تدرك حجم المأزق الاستراتيجي في الذهاب نحو احتلال بري شامل، في جغرافيا معقدة، وسكان أنهكتهم الحروب والحصار، لكنهم لم ينكسروا.

القرار إذا ما تم اتخاذه، لن يكون خطوة عسكرية عابرة، بل سيتحول إلى مفصل تاريخي يعيد رسم طبيعة الصراع في المنطقة، ويورط الكيان الصهيوني في معركة استنزاف طويلة لا يملك فيها عناصر السيطرة أو القدرة على إدارة ما بعد الاجتياح، ومع تراجع القدرة على فرض معادلات سياسية جديدة من بوابة المفاوضات، تتحول غزة إلى مرآة تعكس مأزق الاحتلال ذاته، لا مأزق من يواجهه، فالاندفاع نحو خيارات قصوى لا يعكس قوة القرار بقدر ما يعكس ضيق الخيارات، وفقدان البوصلة، في لحظة تبدو فيها الحسابات السياسية أقوى من اعتبارات الميدان.