
القلعة نيوز:
في وطنٍ أرهقته التحديات من كل صوب، يبقى الأمن صخرةً صلبة تتحطم عليها أطماع العابثين ومخططات الغادرين. وفي الأردن، حيث لا تغفو العيون الساهرة على أمنه، تبرهن الأيام أن هذا الوطن عصيٌّ على الانكسار، محروسٌ بعزيمة رجاله وإيمان شعبه.
إنّ ما أعلنته الأجهزة الأمنية مؤخرًا عن إحباط مخطط إرهابي خطير، ما هو إلا شاهدٌ جديد على يقظة الوطن، ودرسٌ يُسطر بمداد الفخر في صفحات المجد الأردني. محاولة جبانة استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار، لم تكن الأولى، لكنها اصطدمت بسياج من الوعي والخبرة، وبأذرع لا ترتجف حين تلامس حدود الخطر.
ليس غريبًا على الأردن أن يكون هدفًا لمخططات مأجورة؛ فهذا الوطن، منذ تأسيسه، كان شوكة في حلق الإرهاب، وصوتًا عاقلًا في محيط يعج بالفوضى. ومع كل محاولةٍ للنيل منه، ينهض أقوى، متماسكًا، كأنه يقول: "أنا الوطن... لا أهاب الطعنات، فقلبي محصنٌ بصدق رجالي."
وإذ نقف اليوم أمام هذه المحاولة الفاشلة، فإننا لا نقرأ فقط سطور خبر، بل نُصغي لرسالةٍ عميقة: أن الوطن لا يُحمى بالكلام، بل بالعيون الساهرة، وبالثقة المتجددة بين القيادة والشعب، وبالوعي الذي يرفض أن يُخدع بشعارات مزيفة.
تحية إجلال وتقدير لأجهزتنا الأمنية، التي تُقاتل في الخفاء لتبقى هذه الأرض آمنة، ولتبقى الراية خفاقة، ولتبقى عمان مدينة السلام، لا تئن تحت وقع الخوف، بل تمضي بثقة نحو غدٍ يستحقه الأردنيون.
ولْيعلَمْ كلُّ من تسوِّل له نفسه أن الأردن ليس ساحة للفوضى، ولا ترابًا يباع، بل هو إرثٌ نذرت له الأجيال أرواحها، ولن تنكسر عزائم الأحرار.
بقلم: الباحث القانوني عاصم وافي الرشايده
عاصم وافي الرشايده – باحث قانوني ومتابع للشأن الوطني، يؤمن أن الأمن يبدأ من الوعي