
الحوار المجتمعي الأردني تتقدم الصفوف بمبادرة وطنية رائدة: "تهدف إلى إعادة احياء وثيقة السلط ومبادرة مدينة اربد ومدينة الزرقاء وتعود إلى الواجهة بإجماع وطني شامل
كتب : الصحفي ليث الفراية
في مشهد يعكس روح الانتماء والتكاتف الوطني، احتضن مركز السلط الثقافي يوم أمس اجتماعًا وطنيًا حاشدًا بدعوة كريمة من مؤسسة إعمار السلط، جمع شخصيات فاعلة من مختلف أطياف المجتمع الأردني، بهدف إحياء مبادرة "وثيقة السلط الشعبية" وإعادة تفعيل دورها الحيوي في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع.
الاجتماع الذي شهد مشاركة واسعة من ممثلين عن القطاعات الشبابية والثقافية والدينية، إضافة إلى وجهاء من مختلف العشائر الأردنية، جاء تأكيدًا على أن السلط، بتاريخها العريق ومكانتها الوطنية، لا تزال منبرًا للمبادرات الخلاقة التي تعزز اللحمة الوطنية وتسهم في تمتين النسيج الاجتماعي.
استعرض الحاضرون خلال اللقاء الجهود التي بُذلت في عام 2020 لإعادة إحياء "وثيقة السلط الشعبية"، وتم تقديم عرض مرئي أعدّه المركز سابقًا، تناول أبرز أهداف الوثيقة ومضامينها النبيلة، مركّزًا على أثرها في تخفيف الأعباء عن المواطنين وتعزيز مفاهيم التكافل والتراحم.
وقد أجمع المشاركون على أن الوثيقة لا تنبع من رحم مدينة السلط فقط، بل تمثل نموذجًا وطنيًا يمكن تعميمه في مختلف المحافظات، لما تحمله من رؤى إنسانية وأبعاد اجتماعية تخدم الجميع دون استثناء.
تركّز الوثيقة على معالجة قضايا حيوية تمس المجتمع الأردني بشكل مباشر، أبرزها غلاء المهور وتأخّر سن الزواج، والتي أصبحت تمثل تحديًا حقيقيًا أمام الشباب. وأكد الحضور أن المبادرة تُسهم في دعم الاستقرار الأسري والاجتماعي، وتُعيد الاعتبار لقيم البساطة والتيسير التي لطالما ميّزت المجتمع الأردني.
كما دعا المشاركون إلى إشراك علماء الدين الإسلامي والمسيحي في دعم المبادرة من خلال خطبهم ومواعظهم، لتعزيز الرسائل القيمية التي تتبناها الوثيقة، وعلى رأسها روح التكاتف والتراحم والعدل.
برزت دعوات صريحة إلى ضرورة تفعيل دور العشائر الأردنية بصفتها أحد أهم الأعمدة المجتمعية، وتاريخها الطويل في تعزيز قيم الوحدة والتعاون، مؤكدين أنها تمثل صمّام أمان يمكن الاعتماد عليه لتعميم المبادرة وتثبيت قيمها في المجتمع.
كما طالب الحاضرون بضرورة إشراك الشباب والمنتديات الثقافية والجمعيات الخيرية بشكل فعّال، إيمانًا بأن نهضة أي مبادرة لا تكتمل دون طاقة الشباب ووعيهم، وبأن المجتمع المدني شريك لا غنى عنه في صنع التغيير الإيجابي.
ليس غريبًا على مدينة السلط أن تتصدر مشهد المبادرات الوطنية والاجتماعية؛ فهي المدينة التي حملت عبر التاريخ مشاعل النهضة، وقدّمت نماذج متميزة في الوحدة الوطنية والتضامن المجتمعي. واليوم، تؤكد من جديد أنها حاضنة للمبادرات التي تصنع الفارق، وتُقدِّم حلولًا واقعية نابعة من المجتمع ذاته، وليست مفروضة من خارجه.
إن إعادة إحياء "وثيقة السلط الشعبية" تمثل رسالة قوية بأن الأردنيين، رغم كل التحديات، قادرون على ابتكار الحلول وتجاوز الصعاب من خلال التكافل والتفاهم والحوار. ومثلما كانت السلط دومًا منبعًا للمبادرات، فإنها اليوم تُعيد إحياء روحها الجماعية لتكون نموذجًا يُحتذى به في كل المحافظات.
وحضر الأجتماع السيد خلدون خريسات ، والدكتور فهمي البلاونه ، والسيد بهاء الدبابنه ، والدكتوره فاطمه عطيات ، والسيد جمال غنيمات ، والمهندس مازن خريسات .