شريط الأخبار
طفل فلسطيني مصاب بالتوحد يتعرض لاعتداء جنسي في سجن إسرائيلي تخفيض مخصص المكافآت والحوافز في البلديات كريستيانو رونالدو يرد على "إحصائية الهدف 1000" ويحرج صحفيا في مؤتمر بالبرتغال مؤتمر الاستدامة السياحية وصناعة المستقبل هيئـة تنظيم قطـاع الاتصالات تطلق موقعهـا الإلكتروني الجديد ارتفاع أسعار الذهب محلياً وعيار 21 يسجل 85.6 ديناراً للبيع عاجل مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة - تفاصيل رئيس الوزراء العراقي يعلن فوز ائتلافه بالانتخابات التشريعية الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع مع ارتفاع الدولار المنتخب الوطني للرياضات الإلكترونية يتوّج بالميدالية البرونزية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي وفيات الخميس 13-11-2025 مدعوون لحضور الامتحان التنافسي الأردن وفيتنام يعقدان ملتقى للأعمال اليوم حالة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اعتباراً من اليوم 6.8 مليون مستخدم لمواقع التواصل في الأردن وارتفاع بنسبة 5.4% خلال عام القوات الإسرائيلية تقصف محيط تل الأحمر في ريف القنيطرة كوشنر والجيش الإسرائيلي يعملان على خطط طوارئ بشأن غزة "وزارة الثقافة " تواصل تنفيذ جداريات فنية عنوانها " علمنا عالي " في مختلف المحافظات القضاة يلتقي وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري الأميرة غيداء ودار الهندسة يوقّعان اتفاقية تعاون لدعم مشاريع مركز الحسين المستقبلية

تحضير الطفل للحضانة .. كيف ينفصل عن أمه دون صدمة؟

تحضير الطفل للحضانة .. كيف ينفصل عن أمه دون صدمة؟

القلعة نيوز- في عيون الأمهات، قد يبدو دخول الطفل إلى الحضانة لحظة بسيطة لكنها في الواقع زلزال شعوري، لا سيما حين يلتصق الصغير بثوبها رافضًا مغادرتها، غارقًا في دموع لا تهدأ.


ومع كل صباح جديد، يتكرر المشهد ذاته، وتجد الأم نفسها بين نار الشفقة على صغيرها، وواجبها في تعويده على الاستقلال.

فهل هذا البكاء طبيعي؟ ولماذا يرفض بعض الأطفال الانفصال عن أمهاتهم؟ وما السبيل لتمهيد هذه المرحلة من دون أن تُخدش مشاعر الطفل أو يُضغط على قلب الأم؟

لماذا يبكي الطفل عند دخول الحضانة؟
البكاء ليس رفضًا للحضانة بقدر ما هو تعبير عن ألم الانفصال. فالأطفال في عمر الحضانة لا يزالون يعيشون في وعي عاطفي يرتبط بالأمان والحنان الجسدي، خاصة من الأم.

هم لا يدركون الزمن بعد، ولا يملكون تصوّرًا واضحًا لفكرة "العودة” أو "الانتظار” كما نفهمها نحن الكبار. لذلك، فإن مغادرة الأم للمكان تعني له شيئًا وجوديًا: "أمي ذهبت، وربما لن تعود”.

من الناحية النفسية، يُعدّ هذا التعلق طبيعيًا وصحيًا في مراحل النمو الأولى، ويُسمى بـ"الارتباط الآمن"، وهو ما يبني لاحقًا الثقة بالنفس والشعور بالأمان الداخلي. لكن إن أُجبر الطفل على الانفصال من دون تمهيد، قد يتحول هذا التعلق إلى قلق مزمن أو رفض للتعلم والمكان الجديد.

هل على الأم أن تكون "قوية" أم "متفهمة"؟
غالبًا ما يُطلب من الأم أن تُخفي مشاعرها، وأن تمضي في طريق الحزم، باعتبار أن الانفصال ضرورة، والحضانة مصلحة. لكن الواقع أكثر تعقيدًا.

القوة الحقيقية لا تعني تجاهل دموع الطفل، بل في القدرة على تهيئته نفسيًا، والاستماع لمخاوفه، وتقديم الدعم العاطفي الذي يساعده على الانفصال من دون أن يشعر أنه تخلٍّ.

التفهم هنا لا يعني الاستسلام لبكائه ومنعه من دخول الحضانة، بل احتواء هذا التعلق، ومساعدته على التدرج في الانفصال، بدلًا من اقتلاعه المفاجئ من عالمه الآمن.

خطوات تساعد الطفل على الانفصال بطريقة صحية
على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أن هناك خطوات تساهم في تسهيل عملية الانفصال الآمن بين الطفل وتعلقه في أمه:

التمهيد المسبق
قبل بدء الحضانة بأيام أو حتى أسابيع، يمكن الحديث عن الحضانة بشكل إيجابي، زيارتها مع الطفل، قراءة كتب مصورة عن أطفال يدخلون الحضانة؛ ما يُكَوّن صورة آمنة عنها في ذهنه.

الروتين المألوف
الأطفال يحبون التكرار والوضوح. اعتمدي روتينًا صباحيًا ثابتًا، بنفس الأغاني، نفس الحقيبة، ونفس الكلمات الوداعية؛ لأن التكرار يُشعرهم بالأمان.

الانفصال التدريجي
في البداية، ابقي مع الطفل لفترات قصيرة داخل الحضانة، ثم غادري لبضع دقائق، وعودي. هذا يعلّمه أن غيابك لا يعني الفقد، وأنك دائمًا تعودين.

تعبير الأم عن مشاعرها بهدوء
ليس مطلوبًا من الأم أن تتصنّع السعادة إن كانت تشعر بالحزن، لكن يمكنها التعبير عن مشاعرها ببساطة: "أنا أيضًا سأشتاق إليك، لكني أعرف أنك ستقضي وقتًا جميلًا وسأراك بعد قليل".

عدم المغادرة خلسة
مغادرة الأم من دون توديع الطفل قد تؤدي إلى فقدان الثقة. حتى وإن كان الوداع صعبًا، الأفضل أن يكون واضحًا ومباشرًا، مع وعد دافئ بالعودة.

الاحتفاء بالعودة
عند لمّ الشمل بعد انتهاء اليوم، خصصي وقتًا للحديث عن تفاصيل يومه، أظهري اهتمامك، واحتفلي بأي شيء إيجابي ولو بسيط، فهذا يعزّز التجربة في ذاكرته.

متى يُعدّ البكاء مؤشرًا يحتاج لتدخل؟
في الحالات العادية، قد يستمر بكاء الطفل عند دخول الحضانة من أيام إلى أسبوعين، ويخف تدريجيًا.

لكن إن استمر البكاء بشكل هستيري لفترات طويلة، ورافقه اضطرابات في النوم أو الطعام، أو رفض تام للكلام عن الحضانة، هنا يُنصح بالتوقف مؤقتًا، واستشارة مختص نفسي للأطفال.

الانفصال عن الأم ليس اختبارًا لقوة الطفل ولا معيارًا لنجاح الأم، بل هو مرحلة انتقالية تحتاج إلى وعي، صبر، وتعاطف.

حين يُمنح الطفل الوقت الكافي لفهم هذا التغير، ويدًا دافئة تمسك به في كل خطوة، يتحول الخوف إلى شجاعة، والبكاء إلى استقلال، والحضانة إلى نافذة يطلّ منها على عالم جديد بثقة وثبات.


فوشيا