
القلعة نيوز: كتب الإعلامي سلمان الحنفيات _ المؤسسة التعاونية الأردنية
في ظل الاهتمام الملكي في القطاع الزراعي والتعاونيات الزراعية وتزامناً مع جهود وزارة الزراعة وأذرعها الثلاث (المؤسسة التعاونية الأردنية ،المركز الوطني للبحوث الزراعية ومؤسسة الإقراض الزراعي) المبذولة في دعم وتعزيزالاقتصاد الوطني، تبرزالحاجة الى إيجاد حلول عملية من أجل تطوير وتحسين الإنتاج في القطاع الزراعي بوجود تعاونيات تُمثل نموذجاً واقعياً للعمل الجماعي والفردي في القطاع الزراعي ومنها التعاونيات الزراعية، والتعاونيات المرتبطة بها بالتصنيع والإنتاج.
تشكل التعاونيات الزراعية وتعاونيات التصنيع الغذائي عنصراً أساسياُ في النظام الغذائي الزراعي العالمي، واستخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الزراعية المتطورة، حيث تلعب دوراً رئيسيا في توفير فرص العمل، وتحسين الدخل وتساهم في الناتج المحلي الاجمالي كما تتيح وصول صغار المزارعين إلى الأسواق ، وتمكينهم وتعزيز جهودهم مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.
تُعد المؤسسة التعاونية الأردنية الجهه الرسمية بمتابعة عمل التعاونيات في الأردن حيث أكد السيد عبدالفتاح الشلبي (مدير عام المؤسسة التعاونية الاردنية) أن المؤسسة التعاونية تعمل على تمكين التعاونيات الزراعية وتعاونيات التصنيع الغذائي من خلال تنظيم قنوات التواصل مع الجهات المانحة والمقرضة لإقامة مشاريعها الإنتاجية، فضلا عن مساعدتها في تشبيك علاقاتها مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية بما يخدم تطوير أعمالها ونشاطاتها ومنها التدريب والتمكين وبناء القدرات.
وأضاف الشلبي ان المؤسسة التعاونية قدمت حوافز لهذه التعاونيات بتخفيض رسوم تأسيس التعاونيات ورسوم التدقيق لتصل في عام 2025 الى 50% ، إضافة الى تنظيم الدورات وورش العمل من خلال معهد التنمية التعاوني والتنسيق مع الجهات الاخرى.
الدكتور فاضل الزعبي خبير في مجال إدارة الازمات والامن الغذائي قال أن التعاونيات الزراعية تلعب دورًا أساسيًا في إحداث تغييرات إيجابية في الأنماط الغذائية وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع التغير المناخي، خاصة في المناطق الريفية والاقتصادات الزراعية الضعيفة فهي توفر إطارًا جماعيًا يمكّن صغار المزارعين من تحسين إنتاجهم الزراعي وتنويعه، مع التركيز على محاصيل مغذية ومتكيفة مع المناخ مثل البقوليات، الحبوب المحلية، والخضروات المقاومة للجفاف.
وأكد الزعبي على أن التعاونيات تُمكّن أعضائها من تبني ممارسات زراعية ذكية مناخيًا، مثل حصاد المياه، إدارة التربة، والزراعة الحافظة، مما يزيد من قدرتهم على مواجهة التحديات المناخية،لذا، فإن دعم التعاونيات الزراعية يمثل حجر الأساس لتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي في ظل التغيرات المناخية المتسارعة،
وقال عضو لجنة إدارة تعاونية حمضيات وادي الأردن الزراعية زيدان المنسي أنه مع بداية التأسيس واجهنا العديد من التحديات المالية والفنية لإقامة تعاونية زراعية لكن مع قليل من الوقت تذللت تلك التحديات لتصبح واقعاً بدعم من وزارة الزراعة والمؤسسة التعاونية والجهات التي تم تشكيلها ،.
وأضاف المنسي بأنه وبمتابعة حثيثة من وزارة الزراعة والمؤسسة التعاونية الاردنية تم إستئجارقطعة ارض بمساحة 32 دونم لمدة 15عام قابلة للتجديد تضم مبنى بمساحة 5 دونمات للتبريد والتغليف بسعة تخزينية 15 الف طن يقوم بتشغيل ما يقارب 200 عامل وعاملة من ابناء المنطقة قابل للزيادة ، بحيث تعمل الوزارة على تجهيزها بالآلات وتحسين ظروف العمل اللائق لخدمة التعاونية بما يخدم مزارعي الحمضيات في المملكة.
جمعية كفرسوم التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان تأسست عام 2010 بحسب رئيسها المهندس عاهد عبيدات حيث أكد ومنذ بدياة التأسيس وضعنا رؤيا بأن الرمان قطاع اقتصادي يساهم بدرجة كبيرة في التنمية الاقتصادية والبشرية والزراعية والاجتماعية حيث عملت الجمعية على تطوير المنتج من خلال تحسين الممارسات الزراعية في البساتين مما أدى الى تحسين الانتاج كماً ونوعاً ثم عملت على تطوير المنتجات التصنيعيه لمنتجات الرمان حتى وصلت الى 14 منتج تصنيعي طبيعي.
وأكد عبيدات أن وزارة الزراعة والمؤسسة التعاونية قامت بدعم التعاونية من خلال المساهمة بإشراكها في البازارات والمهرجانات وخاصة مهرجان الرمان ومهرجان الزيتون ومهرجان الزهور وغيرها وكذلك التشبيك مع الجهات الدولية المانحة، وهي تتطلع بشغف الى افتتاح المعارض الدائمة في العاصمة عمان ومحافظة اربد لتسويق منتجاتها الدائمة.
رئيس قسم برامج الفقر في مديرية التنمية الريفية وتمكين المرأة في وزارة الزراعة المهندسة ميرفت الشمايلة قالت انه اثناء الزيارات لجيوب الفقر ندعي المواطنين لإنشاء تعاونيات زراعية لتكون تحت مظلة قانونية ونقوم في المديرية بتنسيبهم للتدريب بكافة اشكاله وتقديم كافة انواع الدعم ليتم شمولهم بالمنح المقدمة من وزارة الزراعة او المؤسسات والمنظمات التي تعمل في الاردن.
كما تعمل الوزارة جاهدة على توفير الاسواق الدائمة للتعاونيات والاسر الفقيرة وإيجاد الحلول المرتبطة بالتمويل من خلال تسهيل الحصول على التمويل الميسر من خلال ذراعها الإقراضي او من خلال التعديل الجديد على قانون المؤسسة لتأسيس صندوق التنمية التعاوني الذي سيكون الذراع التمويلي للتعاونيات كافة .
التعاونيات الزراعية نموذجاً فاعلاً للتنمية المستدامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، فالتعاونيات الزراعية تساهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال زيادة الدخل وتطوير المهارات وتوفير فرص عمل تساعد على الحد من الفقر والبطالة ، كما تسهم هذه التعاونيات بزيادة دخل الفرد من خلال توفير مستلزمات الانتاج اللازمة للعمل الزراعي بأسعار تفضيلية والوصول المباشر لمنتجاتهم الى الاسواق.