
ورشة عمل إقليمية
تعزز وضع خطط إرساء برامج التدريب في الوبائيات
الميدانية بشكل مستدام في شرق المتوسط
القلعة نيوز
عمّان، الأردن – (00 مايو 2025)
تُعد برامج تدريب الوبائيات الميدانية من أبرز الاستثمارات التي باتت الجهات المعنية بالصحة العالمية توصي بها بشكل متزايد،
باعتبارها ركن أساسي لضمان وجود وتعزيز القدرات التي تدعم الامتثال للوائح الصحية الدولية، فقد أثبت خريجو هذه البرامج
والمقيمون فيها أهميتهم البالغة في دعم الأنظمة الصحية، خاصة خلال جائحة كوفيد-19.
إلا أن ضمان استدامة هذه البرامج على المدى الطويل لا يزال يمثل تحديا كبيرا في
العديد من البلدان، وتكمن أبرز
التحديات في ضعف مأسسة البرامج، ومحدودية
الالتزام السياسي والمالي، وغياب تنويع مصادر التمويل، إلى جانب غياب المسارات
المهنية الواضحة لكل من خرّيجي البرامج والمشرفين عليهم.
وفي استجابة لهذه الحاجة الملحة، خاصة
في منطقة شرق المتوسط، نظمت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) بصفتها
الشبكة الإقليمية لبرامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs)، ورشة عمل إقليمية حول استدامة هذه البرامج، وذلك على مدار ثلاثة
أيام من 18 إلى 20 أيار/مايو 2025. جمعت الورشة أكثر من 28
مشاركا من مديري معاهد الصحة العامة الوطنية، ومديري
برامج تدريب الوبائيات الميدانية
(FETPs)، وأصحاب المصلحة الرئيسيين،
وصناع القرار من 11 بلدا من بلدان إقليم شرق المتوسط وخارجه، بما فيها أفغانستان، وتونس،
واليمن، والمغرب، وعُمان، وباكستان، والسودان، وفلسطين، والعراق، والأردن، وقطر.
أتاحت الورشة فرصة للحوار ، وتبادل الخبرات واستكشاف
مجالات التعاون، كما قدمت طرح لعملية منظمة ومحكمة فنيا تهدف إلى إعداد خطط وطنية
قابلة للتنفيذ لاستدامة برامج تدريب الوبائيات الميدانية.
ركزت الورشة على عرض أدوات تحليل فجوات الاستدامة
الوطنية، والسبل المتاحة لتطوير أطر استراتيجية ودعوية وشراكية خاصة بكل بلد لدعم
مأسسة برامج تدريب الوبائيات الميدانية، إضافة إلى توجيه المشاركين نحو إعداد خطط
وطنية تأخذ بعين الاعتبار تنويع مصادر التمويل وتطوير المسارات المهنية. كما تبادل
المشاركون الدروس المستفادة من تجارب برامجهم الوطنية، وسلطوا الضوء على أبرز
التحديات التي تعيق استدامة هذه البرامج في بلدانهم.
ومن المتوقع أن تفضي هذه الورشة
إلى تطوير مشترك لخطط وطنية مخصصة للاستدامة، تشكل خارطة طريق للجهود طويلة الأمد
الرامية إلى دعم برامج تدريب الوبائيات الميدانية في المنطقة . وفي سياق جعل هذه
الخطط عملية عللى أرض الواقع، سيصاحب هذه الخطط وضع هيكل حوكمة واضح، وآليات
مساءلة محددة، والتزام من أصحاب المصلحة لضمان تنفيذ فعال خلال الأشهر المقبلة.
"إن
ورش العمل كهذه تشكل منصة لتعزيز الحوار الإقليمي، وصياغة رؤية جماعية وخارطة طريق
مشتركة لاستدامة برامج تدريب الوبائيات الميدانية في مختلف أنحاء المنطقة.
فبرامجنا تمتلك إمكانات هائلة، وغايتنا أن نرى هذه الإمكانات تترجم إلى أثر مستدام
في المستقبل. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال العمل المشترك لبناء برامج قوية وقادرة
على الصمود، تواصل خدمة بلداننا لسنوات قادمة".
-الدكتور مهند النسور، المدير
التنفيذي لامفنت
تأتي هذه الورشة في سياق الجهود المستمرة التي
تبذلها امفنت إلى جانب الجهات المعنية بالوبائيات الميدانية عالميا، لترسيخ مفهوم
الاستدامة كأحد المبادئ الجوهرية للحفاظ على القدرات الأساسية لبرامج تدريب
الوبائيات الميدانية في الكشف عن التهديدات الصحية العامة والاستجابة لها والوقاية
منها. وتشمل هذه الجهود الانخراط الفاعل لأصحاب المصلحة في تعزيز الشراكات متعددة
البلدان والقطاعات، خاصة من خلال الشراكة
العالمية للوبائيات الميدانية (GFEP)، والتي تلعب فيها شبكة امفنت وشبكات إقليمية أخرى دورا رياديا.
وتضمنت هذه الجهود إجراء تقييمات ذاتية على مستوى
الأقاليم حول استدامة البرامج، وتنفيذ مقابلات مع جهات رئيسية، وتنظيم مشاورات
وطنية وإقليمية مع برامج تدريب الوبائيات الميدانية، إلى جانب إطلاق مبادرات
موسعة وطويلة الأجل للمتابعة والتقييم.
وقد أسهمت هذه الأنشطة مجتمعة في الكشف عن فجوات حرجة تتعلق بدمج البرامج،
والتخطيط الاستراتيجي، وهيكلة التمويل، والاحتفاظ بالكفاءات البشرية.
-ENDS-
الشبكة الشرق
أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت)
الشبكة الشرق أوسطية للصحة
المجتمعية (امفنت) هي شبكة إقليمية تعنى بتعزيز أنظمة الصحة العامة في إقليم شرق
المتوسط وخارجه. تعمل مفنت بالشراكة مع وزارات الصحة، والمنظمات غير الحكومية،
والوكالات الدولية، والقطاع الخاص، والمؤسسات ذات الصلة على المستويين الإقليمي
والدولي، بهدف دعم الصحة العامة والوبائيات التطبيقية.