شريط الأخبار
كركي للملك: زوجتي حملتني أمانة بالسلام عليك وتقبيل جبينك النائب صالح أبو تايه يفتح النار على مدير مياه العقبة بسبب استثناء القويرة من التعيينات وتهميش مناطق البادية الجنوبية ترامب يطلب من إدارته تحديث الأسلحة النووية حماس تعلن أنها ستسلم جثث 3 جنود إسرائيليين وزير الإدارة المحلية يتفقد بلديات لواء الأغوار الشمالية نمروقة تتفقد مكتب تصديق الخارجية ضمن نافذة الاستثمار بالعقبة وزير الإدارة المحلية يزور بلدية غرب إربد وزير البيئة يؤكد أهمية الشراكة مع الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الكرك تزدان بزيارة الملك...تلاحم وطني وإنجازات تنموية متسارعة بمشاركة محلية وعربية .. " وزارة الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل العثور على المدعية العسكرية الإسرائيلية بعد اشتباه بانتحارها وزير الثقافة يزور قرية قريقرة للاطلاع على برنامج تدريب الحواكير الزراعية المصري: المرحلة تتطلب من البلديات الابتكار والتفاعل مع المواطنين كلية الأميرة رحمة الجامعية تشارك في برنامج "التغير المناخي – التطوع الأخضر" الرواشدة يرعى حفل اختتام فعاليات أيام معان الثقافية حسان: تلفريك الكرك سيربط القلعة بمسارات تنموية تخدم المجتمع العيسوي: 50 مليون دينار حجم المبادرات الملكية في الكرك منذ عام 2006 الأردن يشارك في اجتماع عربي وإسلامي بشأن غزة تستضيفه تركيا ولي العهد يتابع التمرين النهائي لدورة القوات الخاصة صلاح يعادل الرقم القياسي لواين روني في الدوري الإنجليزي ويواصل كتابة التاريخ

الزبن يكتب : عيد الاستقلال: إرادة شعب صمود وطن قيادة حكيمة

الزبن يكتب : عيد الاستقلال: إرادة شعب صمود وطن قيادة حكيمة
د. عبدالله العثمان الزبن
يتجدد في الخامس والعشرين من أيار من كل عام موعد الأردنيين مع ذكرى استقلال المملكة، تلك اللحظة التاريخية المجيدة التي جسدت ملحمة وطنية بامتياز، تضافرت فيها إرادة شعب عربي أصيل مع صمود وطن عريق وحكمة قيادة هاشمية رشيدة، لتُثمر استقلالاً تاماً عن الانتداب البريطاني عام 1946، معلنة انبثاق فجر جديد لدولة فتية استطاعت أن تشق طريقها بثبات وعزيمة رغم التحديات الجسام.
لم يكن الاستقلال الأردني منحة أو هبة، بل كان ثمرة نضال مرير ومستمر خاضه الشعب الأردني بكل فئاته وأطيافه، رافضاً الخضوع والتبعية، متطلعاً للحرية والسيادة الكاملة. تجلت هذه الإرادة الشعبية في الحراك السياسي والاجتماعي الذي شهدته البلاد منذ تأسيس الإمارة عام 1921، والمطالبات المستمرة بإنهاء الانتداب البريطاني.
وقف المواطنون الأردنيون صفاً واحداً خلف قيادتهم الهاشمية، مؤمنين بحتمية الاستقلال وضرورته، مضحين في سبيله بالغالي والنفيس فقد سطر الأردنيون ملحمة وطنية تستحق أن تكون نبراساً للأجيال القادمة.
بفضل هذه الإرادة الصلبة، تحول حلم الاستقلال إلى حقيقة ماثلة، تُوِّجت في ذلك اليوم المشهود عندما أعلن مجلس الأمة الأردني قيام "المملكة الأردنية الهاشمية" المستقلة، وسط فرحة عارمة عمت جميع أرجاء الوطن.
لم تكن رحلة الأردن منذ الاستقلال مفروشة بالورود، بل واجه الوطن تحديات جسيمة كادت أن تعصف بوجوده وكيانه. من الحروب الإقليمية المتعاقبة إلى الأزمات الاقتصادية الخانقة، ومن موجات اللجوء المتتالية إلى شح الموارد الطبيعية، كان الأردن دائماً في مواجهة ظروف استثنائية تتطلب صموداً استثنائياً.
ورغم كل هذه التحديات، ظل الأردن صامداً شامخاً كالجبال الراسيات التي تزين أرضه، متجاوزاً كل المحن بعزيمة لا تلين. استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، والمحن إلى منح، معتمداً على العزيمة والإرادة والتصميم على البقاء والاستمرار.
هذا الصمود الأسطوري تجسد في كل مفاصل الحياة الأردنية، من بناء المؤسسات الوطنية الراسخة إلى تشييد منظومة تعليمية وصحية متطورة، ومن تأسيس جيش قوي عقيدته الشرف والتضحية والفداء إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والاعتدال في مجتمع متماسك ومتآخٍ.
لا يمكن الحديث عن استقلال الأردن وصموده دون الإشارة إلى الدور المحوري للقيادة الهاشمية ذات الرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة والتي حملت أمانة الوطن بكل إخلاص وتفانٍ. منذ وصول المؤسس الملك عبد الله الأول ابن الحسين إلى شرق الأردن، تجلت الحكمة الهاشمية في إدارة دفة البلاد وسط بحر متلاطم من الصراعات والأزمات.
تعاقب على حكم المملكة ملوك أفذاذ، كل منهم أضاف لبنة في صرح الوطن الشامخ. فمن المؤسس الذي رسم الخطوط العريضة لدولة عصرية، إلى الملك طلال صاحب الدستور، فالملك الحسين بن طلال باني النهضة الأردنية الحديثة، وصولاً إلى جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين الذي يقود مسيرة التحديث والتطوير بفكر مستنير ورؤية استراتيجية.
تميزت القيادة الهاشمية بالحكمة والاعتدال والتوازن في التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية، مما أكسب الأردن احتراماً إقليمياً ودولياً، وجعله واحة للاستقرار في منطقة مضطربة. نجحت هذه القيادة في بناء علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية، دون التفريط في المبادئ والثوابت الوطنية والقومية.
في ذكرى الاستقلال، تتزين المدن والقرى الأردنية بالأعلام والرايات، وتنطلق المسيرات الشعبية والعروض العسكرية، تعبيراً عن الفرحة الغامرة بهذه المناسبة الوطنية الجليلة. يلتف الأردنيون حول قيادتهم، مجددين العهد والولاء، مستذكرين تضحيات الآباء والأجداد الذين وهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل عزة الوطن وكرامته.
يحتفل الأردن بعيد استقلاله التاسع والسبعين وهو يتطلع بثقة وتفاؤل نحو المستقبل، مدركاً حجم التحديات لكنه مؤمناً بقدرته على تجاوزها والمضي قدماً في تنفيذ خطط التحديث الشامل وفق رؤية ملكية عصرية، تستهدف بناء اقتصاد قوي ومتنوع، وإصلاح سياسي يكرس قيم المشاركة والشفافية، وتطوير إداري يعزز كفاءة مؤسسات الدولة وفعاليتها.
وتظل البوصلة الأردنية متجهة نحو تحقيق تطلعات المواطنين في حياة كريمة، مع الحفاظ على ثوابت الدولة ومرتكزاتها الأساسية، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية والتمسك بالقيم الأصيلة والدفاع عن القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
في ذكرى الاستقلال، يقف الأردنيون بكل فخر واعتزاز، مستلهمين من الماضي دروسه وعبره، مواجهين تحديات الحاضر بإيمان وعزم، مستشرفين آفاق المستقبل بأمل وتفاؤل، محتفيين بالإنجاز الوطني الكبير الذي تحقق بفضل إرادة شعب صلبة، وصمود وطن أسطوري، وقيادة هاشمية حكيمة، ستظل راية المملكة الأردنية الهاشمية خفاقة عالية في سماء المجد والعزة والكرامة.