
د .نسيم أبو خضير
يحتفل الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار كل عام بعيد الاستقلال ، وهو اليوم الذي نال فيه الوطن حريته من الإنتداب البريطاني عام 1946 ، وبدأ مسيرته الحرة نحو البناء والتقدم بقيادة الهاشميين . ويأتي عيد الإستقلال التاسع والسبعون هذا العام وقد دخل الأردن مئويته الثانية ، حاملاً في طياته تاريخًا من العزة والكفاح والإنجازات ، ومستقبلاً واعدًا ترسم ملامحه القيادة الهاشمية الحكيمة .
الإستقلال ليس فقط لحظة تاريخية ، بل هو إنطلاقة نحو بناء الدولة المدنية الحديثة ، وترسيخ قيم الإنتماء والكرامة والسيادة . فقد كان هذا اليوم إيذانًا بولادة وطن حر مستقل ، يجسد إرادة الأردنيين في تقرير مصيرهم وصياغة مستقبلهم .
ومنذ ذلك الحين ، واصل الأردن مسيرته بثقة رغم التحديات ، مستندًا إلى وحدته الوطنية وقيادته الهاشمية .
فقد قاد الملوك الهاشميون ، منذ تأسيس الإمارة ، مسيرة بناء الدولة الأردنية بخطى واثقة :
المغفور له الملك عبدالله الأول ، مؤسس الدولة ، رسم معالم الإستقلال ، وأرسى قواعد الدستور ، ومؤسسات الحكم .
الملك طلال بن عبدالله وضع اللبنات الدستورية ، وكرّس مبدأ سيادة القانون .
الملك الحسين بن طلال ، باني الأردن الحديث ، قاد البلاد في مراحل صعبة ، وحقق منجزات في التعليم والصحة والبنية التحتية ، ورسّخ نهج الإعتدال والحوار .
جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، حمل الراية منذ عام 1999 ، وأكمل المسيرة بتطوير شامل في شتى المجالات .
فقد قاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الأردن في أصعب الظروف الإقليمية والدولية بثبات وحكمة .
وعمل على :
تعزيز منظومة الأمن والإستقرار .
تحديث الإقتصاد الوطني ، وتعزيز الشراكات الدولية .
إطلاق رؤية التحديث الشامل : السياسي ، والإقتصادي ، والإداري .
الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، والدعوة لوقف الحرب على غزة ومدهم بالغذاء والدواء عن طريقالجو وإقامةوالمستشفياتالميدانيةالأردنية ، وإستقبال مرضى السرطان في المستشفيات الأردنية ومعالجتهم .
أما ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، فقد برز كقائد شاب يمثل طموح الشباب الأردني ، منخرطًا في ملفات التنمية والإبتكار ، وحمل هموم جيله على المستوى المحلي والدولي ، وكان سندًا لجلالة الملك في تنفيذ رؤية الأردن للمستقبل .
وبدخول المئوية الثانية ، يرسم الأردن ملامح مرحلة جديدة عنوانها :
_ التحديث والإصلاح
_ تمكين الشباب والمرأة .
_ تعزيز المشاركة السياسية .
_ بناء إقتصاد مرن ومزدهر .
وقد جاءت أوراق الملك النقاشية وخطابات العرش لتشكل خارطة طريق طموحة لمستقبل يرتكز على التعددية والإنفتاح والإعتماد على الذات .
لم يكن الحفاظ على الإستقلال ليكتمل دون وجود قوات مسلحة وأجهزة أمنية تضرب المثل في الإنضباط والتضحية والولاء . فقد كانت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ، ومنذ تأسيسها ، درع الوطن وسيفه ، تدافع عن حدوده وتصون كرامته .
كما أثبتت الأجهزة الأمنية كفاءة عالية في الحفاظ على الأمن الداخلي ، ومحاربة الإرهاب ، وصون السلم المجتمعي ، حتى أصبح الأردن واحة أمن وإستقرار في إقليم مضطرب .
في عيد الاستقلال التاسع والسبعين ، يجدد الأردنيون العهد والولاء لوطنهم وقيادتهم ، ويستذكرون بفخر تضحيات الآباء والأجداد . إنها مناسبة لتعزيز الروح الوطنية ، واستلهام العبر من التاريخ لمواصلة العمل والبناء ، نحو أردن أقوى وأجمل في مئويته الثانية ، تحت راية الهاشميين وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين حفظهما الله ورعاهما .
وكل عام وأنتم بألف ألف خير ، كل عام والأردن والقيادة الهاشمية الشريفة المتصلة بالنسب الطاهر إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بألف ألف خير .
وكل عام والشعب الاردني المؤمن المخلص ولاء وإنتماء بألف ألف خير.