
انطلاق أعمال المؤتمر الطبي الدولي الأول في محافظة معان
القلعة ـ معان ـ كارم الشراري
بتنظيم مشترك بين نقابة أطباء معان وجامعة الحسين بن طلال
وتحت رعاية مساعد مدير الخدمات الطبية الملكية العميد الدكتور سهل الحموري، مندوبًا عن مدير الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب يوسف زريقات، انطلقت في جامعة الحسين بن طلال، أعمال المؤتمر الطبي الدولي الأول، والذي نظمته اللجنة الفرعية لنقابة أطباء معان بالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال، بمشاركة واسعة من الأطباء الأردنيين والعرب والدوليين.
ويهدف المؤتمر إلى الارتقاء بالكفاءات الصحية والطبية في الوطن بشكل عام ومحافظة معان ومحافظات الجنوب بشكل خاص، من خلال مناقشة أحدث المستجدات في القطاع الطبي، وتبادل الخبرات بين المختصين، بما يسهم في تطوير الأداء الطبي ورفع مستوى الخدمات الصحية، تحقيقًا لرؤية وطنية شاملة في مواكبة التحديثات العلمية في هذا القطاع الإنساني الحيوي.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد العميد الدكتور سهل الحموري أن الخدمات الطبية الملكية تشكل جزءًا أساسيًا من النسيج الصحي الوطني، الذي يتكامل مع وزارة الصحة، والقطاع الخاص، والجامعات الأردنية، مشيدًا بالتطور النوعي الذي يشهده القطاع الطبي في الأردن، لا سيما في مجالات العلاج الجيني، والعلاج الإلكتروني، والعلاج عن بُعد، والتي أصبحت متاحة في جميع المستشفيات الأردنية، خاصة لخدمة المناطق البعيدة، من خلال منصات إلكترونية متخصصة.
كما أعلن الحموري أن نسبة الإنجاز في مستشفى معان العسكري بلغت 95%، مؤكدًا أن افتتاحه سيتم قريبًا، ليشكل إضافة نوعية في تقديم الخدمات الصحية لأبناء محافظة معان. وكشف عن توجه لتوقيع اتفاقيات تعاون بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة الحسين بن طلال، لتمكين طلبة كلية الأميرة عائشة بنت الحسين للتمريض والعلوم الصحية، وتعزيز خدمة المجتمع المحلي من خلال التدريب والتأهيل المشترك.
وفي كلمته عبر رئيس جامعة الحسين بن طلال، الأستاذ الدكتور عاطف الخرابشة، عن فخره باستضافة الجامعة لهذا الحدث العلمي المهم، مؤكدًا أن الجامعة كانت وما زالت تسعى لتكون منارة للعلم والمعرفة وخدمة المجتمع، وأن تنظيم هذا المؤتمر بالشراكة مع نقابة الأطباء يُعد إضافة نوعية للمنطقة، وللجامعة، وللقطاع الصحي الأردني.
وأكد الدكتور الخرابشة على أهمية التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والمهنية في دعم مسيرة البحث العلمي والتعليم والتدريب الطبي المستمر، مشيرًا إلى أن الجامعة تولي أهمية كبيرة لخدمة محافظات الجنوب، وأن انعقاد هذا المؤتمر في حرمها يعكس مدى قدرتها على احتضان الفعاليات العلمية ذات الطابع الدولي.
وأشار إلى أن المؤتمر يشكّل محطة علمية متميزة على صعيد محافظة معان، ويؤكد على أن الجنوب الأردني يمتلك الكفاءات والقدرات والطموحات التي تؤهله لأن يكون مركزًا فكريًا وعلميًا قادرًا على المنافسة على المستوى الوطني والدولي.
وأضاف الخرابشة ان جامعة الحسين بن طلال تدرك ، وهي الجامعة التي تنبض من قلب الجنوب الأردني، أن رسالتها لا تقتصر على تقديم المعرفة النظرية فقط، بل تتعدى ذلك إلى المساهمة الفاعلة في خدمة الوطن والمواطن، من خلال البحث العلمي، وإقامة المؤتمرات، والمشاركة المجتمعية.
وها نحن اليوم نترجم هذا الدور عمليًا، عبر استضافة هذا المؤتمر الدولي، الذي نراه امتدادًا لطموحاتنا في أن تكون الجامعة منصة وطنية رائدة للعلم والعمل والتطوير.
من جهته، عبّر نقيب الأطباء الأردنيين الدكتور عيسى الخشاشنة عن اعتزازه بانعقاد المؤتمر الطبي الدولي الأول في محافظة معان، مؤكدًا أن هذا الحدث يعكس التزام النقابة بتعزيز حضورها في مختلف محافظات المملكة، وخاصة في المحافظات الجنوبية التي تزخر بالكفاءات الطبية والتمريضية.
وأوضح الدكتور الخشاشنة أن نقابة الأطباء تسعى باستمرار إلى دعم التعليم الطبي المستمر، وتشجيع عقد المؤتمرات العلمية المتخصصة التي تسهم في رفع كفاءة الأطباء وتحديث معارفهم ومهاراتهم، بما يتماشى مع التطورات المتسارعة في المجال الطبي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن المؤتمر يشكل منصة مهمة لتبادل المعرفة والخبرات بين الأطباء من مختلف التخصصات والقطاعات، ويعزز من التعاون بين النقابة والجامعات الأردنية والمؤسسات الصحية، مؤكدًا أن النقابة ستبقى شريكًا فاعلًا في تطوير القطاع الصحي في المملكة، والدفاع عن حقوق الأطباء، والعمل على توفير بيئة مهنية داعمة للابتكار والتطوير.
كما أشاد بدور اللجنة الفرعية لنقابة أطباء معان وجهودها المتميزة في تنظيم هذا الحدث، بالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال، مما يدل على تكامل الأدوار بين المؤسسات المهنية والأكاديمية لخدمة القطاع الطبي والمجتمع المحلي في آن واحد.
كما ألقى الدكتور غازي الطعامنة، رئيس اللجنة الفرعية لنقابة أطباء معان، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، كلمة أكد فيها أن هذا المؤتمر يأتي ثمرة لجهود جماعية هدفت إلى تعزيز الوعي الطبي وتطوير الأداء المهني في محافظة معان، من خلال إشراك أطباء وباحثين محليين ودوليين في نقاشات علمية تسلط الضوء على أبرز التحديات والفرص في القطاع الصحي.
وأشار الدكتور الطعامنة إلى أن البرنامج العلمي للمؤتمر تم تصميمه بعناية ليشمل محاور طبية متنوعة ومحدثة، تلبي احتياجات الأطباء العاملين في الميدان، وتتيح لهم الاطلاع على أحدث الممارسات والبروتوكولات العلاجية المعتمدة عالميًا، مشددًا على أهمية مواصلة هذه الجهود العلمية في بناء منظومة صحية متطورة ومتجددة في محافظات الجنوب.
وأضاف أن نجاح المؤتمر يعكس روح التعاون بين مختلف الجهات الصحية والتعليمية في الأردن، ويؤكد على أن محافظة معان قادرة على احتضان الفعاليات العلمية الكبرى، وأن اللجنة الفرعية لنقابة الأطباء ستواصل التزامها بتنظيم الأنشطة النوعية التي ترفع من سوية المهنة وتخدم المجتمع المحلي.
من جهته، قال الدكتور عبد الرحمن المعاني، رئيس المؤتمر، إن تنظيم مثل هذه المؤتمرات الطبية المتخصصة في محافظات الجنوب يعكس مدى أهمية تطوير التعليم الطبي المستمر، والبحث العلمي، والتفاعل مع المستجدات العالمية في العلوم الطبية، بما ينسجم مع الرؤية الملكية للإصلاح والتحديث في مختلف القطاعات، ومنها القطاع الصحي.
وأضاف أن المؤتمر يجمع نخبة من الأطباء الأردنيين المعروفين في مختلف القطاعات الطبية، إلى جانب عدد من الأطباء من الدول الشقيقة والصديقة، مما يعزز فرص التشبيك والتعاون الطبي الدولي، ويكرّس أهمية اطلاع الكوادر الطبية الأردنية على أحدث الممارسات والبروتوكولات العلمية والطبية المعتمدة عالميًا.
كما رحّب عدد من الشخصيات الرسمية بالحضور، حيث أعرب معالي الدكتور بركات عوجان، وسعادة النائب المهندس حسين كريشان، ورئيس بلدية معان الكبرى الدكتور ياسين صلاح، ومدير مستشفى الملكة رانيا العبدالله في البترا الدكتور موسى الشلبي عن اعتزازهم بانعقاد هذا المؤتمر العلمي المتميز في محافظة معان، مؤكدين أهمية تعزيزه للمكانة العلمية والطبية للمنطقة.
ويستمر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، تتخلله جلسات علمية متخصصة، ومناقشات علمية حول أحدث القضايا الطبية والعلمية، بمشاركة نخبة من الأطباء وأصحاب الاختصاص من الأردن وخارجه، إذ تقدم للمؤتمر ما يقارب 200 ورقة علمية في مختلف التخصصات الطبية، وقد شهد اليوم الأول من المؤتمر كلمات ترحيبية، وعرض أوراق علمية، وتكريم المشاركين والمنظمين والداعمين بتوزيع الدروع التقديرية والهدايا الرمزية.