شريط الأخبار
عاجل : الجيش : الطائرة المسيرة التي سقطت في منطقة الأزرق محملة بالمتفجرات ( بيان ) قائد سابق في الحرس الثوري الإيراني :لم نستخدم التقنيات الصاروخية الحديثة " الأميرة غيداء طلال " تستقبل لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم في مركز الحسين للسرطان نعيم قاسم: لسنا على الحياد وحقوق إيران مشروعة إسرائيل تهاجم مواقع نووية إيرانية مع تصاعد الحرب إيران: "كل الخيارات مطروحة" في حال حصول تدخل أميركي الأمن العام يحذّر من خطورة الاقتراب من الأجسام والمسيّرات، تحت طائلة المساءلة القانونية البيت الأبيض: ترمب سيتخذ قراراً بشأن التدخل في حرب إسرائيل وإيران خلال أسبوعين الرواشده يترأس اجتماع اللجنة العليا لمهرجان الأغنية الأردنية واشنطن: خطط طوارئ لإجلاء الأمريكيين في إسرائيل إلى أين يقود اليمين المتطرف المنطقة.. نتنياهو: نحن بالمرحلة النهائية من القضاء على تهديد إيران النووي والصاروخي إيران تطلق موجة صواريخ جديدة باتجاه الأراضي المحتلة وزير الخارجية يبحث ونظيره الفرنسي جهود إنهاء التصعيد في المنطقة الجراح تشكر توجيهات جلالة الملك لحل مشكلة الأردنيين العالقين في مطار طرابزون الرواشده يرعى احتفالات منتدى البقعة الثقافي برباعية الأعياد الوطنية ( صور ) إطلاق صافرات الإنذار بعد رصد أجسام طائرة في سماء المملكة ارتفاع الإصابات الناتجة عن المسيّرة في الأزرق إلى إصابتين مراد ابو نواس مدير أحوال وجوا زات منطقه حي نزال الاحتلال يزعم إحباط محاولة تسلل أشخاص من الأردن لتهريب أسلحة

أبو خضير يكتب : " اللاعب الشاطر لا يُقصى : رؤية ولي العهد لعدالة الإختيار ونهج الإصلاح الإداري" :

أبو خضير يكتب :  اللاعب الشاطر لا يُقصى : رؤية ولي العهد لعدالة الإختيار ونهج الإصلاح الإداري :
الدكتور نسيم أبو خضير
في مقابلة لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إستوفتني مقولة لسموه " تكتب بمداد من الذهب " .
"من الظلم تمنع اللاعب الشاطر" : رؤية سمو الأمير الحسين لبناء إدارات ترتكز على الكفاءة لا المحسوبية .
حين قال سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في مقابلة له حول الرياضة الاردنية : "من الظلم تمنع اللاعب الشاطر" ، لم يكن سموه يتحدث عن الرياضة فحسب ، بل عن مبدأ عميق وجوهري في فن الإدارة وإتخاذ القرار ، مبدأ ينادي بالعدالة وتكافؤ الفرص ، ويؤسس لرؤية إصلاحية وطنية يجب أن تُدرّس وتُطبق في كل مفاصل الدولة .
فالأمير الشاب ، بكلماته الصادقة والعفوية ، لامس جرحًا طالما إشتكى منه الأردنيون ، وهو غياب العدالة في الإختيار والتعيين ، سواء في الملاعب أو في الوزارات والمؤسسات . فاللاعب الشاطر – أو الموظف المجتهد أو الكفاءة الوطنية المبدعة – غالبًا ما يُقصى لمجرد أنه لا يمتلك "الواسطة" أو لا ينتمي إلى دوائر النفوذ .
في حديث سمو ولي العهد الذي جذبني ، يظهر بوضوح تأكيده على أن الإدارة السليمة لا تدار بالصحبة والعلاقات الشخصية ، وإنما بالأداء والخبرة والإختصاص . هذه العبارة تُعد بمثابة خارطة طريق يمكن البناء عليها لإعادة هيكلة مفهوم "الإدارة" في الوطن : من إدارة الفريق الرياضي ، إلى إدارة الوزارة ، إلى إختيار الموظف العام .
هذه الرؤية تتماشى مع ما تحتاجه الدولة الأردنية اليوم ؛ إذ لا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق التقدم والتطوير وهي تُدار بمنطق "من نعرف" بدلًا من "من يستحق" . ولا يمكن لأي فريق أن يفوز ، وأفضل لاعبيه يجلسون على مقاعد الإحتياط ، فقط لأنهم لا ينالون رضا المدير أو لا تجمعهم مصالح شخصية معه .
ما قاله سمو الأمير لم يكن تنظيرًا من برج عاجي ، بل كان تشخيصًا دقيقًا لواقعٍ مؤلم تعاني منه كثير من مؤسساتنا : غياب أهل الكفاءة ، وتقديم أصحاب النفوذ والوساطة والمحسوبية ، وتمكين غير المستحقين على حساب الشرفاء والمجتهدين المجدين .
لقد وضع سموه يده على الجرح ، وأعطى رسالة واضحة بأن الإصلاح يبدأ من فهم الواقع وتغييره ، وليس من التجمّل أو التبرير . والمؤسف أن كثيرًا من قرارات التعيين والإختيار في مؤسساتنا لا تزال محكومة بإعتبارات غير مهنية ، تكرّس الفشل وتُهمّش الطاقات الشبابية التي تشكّل الرأسمال الحقيقي للوطن .
كلمات سمو الأمير الحسين هي رسالة وليست مجرد كلمات في لحظة عابرة ، بل هي دعوة صادقة للتغيير الحقيقي . دعوة يجب أن يتوقف عندها متخذو القرار طويلًا ، وأن يُعيدوا النظر في آليات التعيين ، وفي فلسفة الإدارة ، وفي معايير إختيار الموظفين والقادة .
فالوزارات كما الفرق الرياضية ، لن تنتصر إن لم تعتمد في تشكيلاتها على أصحاب الأداء المتميز ، والخبرة ، والقدرة على الإنجاز . ولا يمكن أن نتقدم في سلم التنافسية العالمية ، ونحن ما زلنا نحرم "اللاعب الشاطر" من فرصته ، ونُعلي من شأن من لا يستحق .
من المهم جدًا أن تتحول رؤية سمو ولي العهد إلى نهج مؤسسي راسخ في إختيار الكفاءات ، وأن تترجم في قوانين وتشريعات تحمي العدالة في الفرص ، وتُجرّم التعيينات القائمة على المحسوبية .
وما أحوجنا اليوم ، في ظل التحديات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، إلى تفعيل هذه الرؤية لتصبح جزءًا من ثقافة الإدارة العامة ، ومدخلاً لإعادة الثقة بين المواطن والدولة .