
القلعة نيوز:
كتب تحسين أحمد التل: ماذا لو قامت القيادة الأيرانية بالإعلان عن وقف النار من جانب واحد، وحددت منتصف الليل للبدء بهذا القرار وحتى إشعار آخر، فإن التزمت إسرائيل بوقف إطلاق النار بناءً على بادرة حسن النية من الجانب الإيراني؛ تكون بذلك قد أنهت الحرب التي يمكن أن تجر المنطقة الى المجهول.
ولو استمرت إسرائيل بالحرب، وضربت المزيد من الأهداف المدنية والعسكرية، فإنها بذلك الفعل مصممة على الإعتداء، وخرق القانون الدولي كما فعلت وتفعل في فلسطين، ولبنان، لأنه لا يجوز لإسرائيل، ولا لغيرها؛ تطبيق القانون الدولي، ومجلس الأمن، الوحيد المفوض بتطبيق القانون على أي دولة بعد اجتماع الأعضاء.
ما يمكن تحقيقه بوقف إطلاق النار من طرف واحد؛ سيضع الغرب أمام واقع جديد، يُثبت للعالم أن إسرائيل دولة مارقة، لا يضبطها قانون، وأنها الدولة الأكثر خرقاً للقوانين الدولية، وأن أمريكا تساندها دون أن يكون هناك تهديد من الجانب الإيراني، والأهم أنه يمكن أن تثبت إيران أنها الدولة المعتدى عليها للمرة الثانية، بالرغم من عدم وجود خطر يمكن أن تشكله الجمهورية الإيرانية، حتى لو امتلكت صواريخ بعيدة المدى.
هذه الحرب المفتعلة ستجعل بعض الدول الإسلامية؛ تفكر ألف مرة بأن إسرائيل مدعومة بأمريكا وبريطانيا وغيرها من دول الغرب، يمكن لها بعد التخلص من إيران (لا سمح الله)، أن توجه مدافعها للقضاء عليها بعد إيران؛ باكستان نموذجاً...؟
ألا تملك جمهورية باكستان الإسلامية ترسانة أسلحة نووية وتقليدية مرعبة، ما الذي يجعل إسرائيل لا تفكر بتحريض الهند، والمجتمع الغربي على باكستان، وأن الجمهورية الإسلامية ستعمل على تدمير إسرائيل كما تدعي دائما، وجميعنا نذكر اعتداء إسرائيل على المفاعل العراقي، والآن على المفاعل الإيراني، وغداً على دول إسلامية تضعها إسرائيل على القائمة، وقيادة مارقة، منفلتة، تمارس البلطجة في الشرق الأوسط، يمكن أن تستمر في زعزعة استقرار المنطقة دون أن يضبطها أحد ودون أن يردعها رادع.
إن عملية وقف إطلاق النار من جانب واحد له الكثير من الفوائد، ولا يعبر عن ضعف إيران بل على العكس من ذلك، يعبر عن قوة، وقدرة هائلة على الإستمرار في الحرب، ويؤكد للعالم أن إيران لم تقم بالإعتداء على إسرائيل، وعندما ترفض الحكومة العبرية وقف النار تكون إيران أمام اعتداء للمرة الثانية، وستسقط الكثير من الذرائع من يد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.