
القلعة نيوز - رعى امين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال الأحمد العياصرة، إفتتح اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين مشاركاته في مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين، بندوة فكرية وسياسية وثقافية وأمسية شعرية في المكتبة الوطنية، بحضور رئيس الاتحاد عليان العدوان ولفيف من المثقفين والكتاب والأدباء والشعراء، والهيئة الإدارية والعامة للاتحاد.
من جهته، تحدث الدكتور نضال الأحمد العياصرة في كلمة له قال فيها: "إننا نسير على نهج جلالة الملك عبد الله الثاني، في نصرة فلسطين، مستلهمين من إرث الثورة العربية الكبرى، ومتمسكين بالمشروع النهضوي العربي الذي كان الأردن من أوائل المبادرين إليه".
وأضاف، أن الدولة الأردنية، بمختلف مؤسساتها، التزمت بواجبها القومي والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، مستعرضاً محطات من النضال الأردني، بدءاً من الشهيد كايد العبيدات، مروراً بآلاف الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن فلسطين.
وأكد العياصرة، أهمية دعم المثقفين والمبدعين الأردنيين في رسالتهم تجاه فلسطين، مشيداً بجهود اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، الذي جعل من القضية الفلسطينية محوراً رئيساً في برامجه الثقافية.
وقال العدوان في أولى فعاليات برنامج الاتحاد ضمن مشاركته الفاعلة بجرش، نشارك اليوم في هذه الفعالية الوطنية من خلال برنامج ثقافي متنوع يشمل ندوات شعرية وأمسيات أدبية، ويسعى الاتحاد إلى إبراز دور الكتاب والأدباء في دعم وتعزيز الهوية الوطنية والقومية.
وأضاف، سيشهد المهرجان هذا العام مشاركة مميزة من الكتاب والأدباء الأردنيين والعرب والفلسطينيين، حيث يركز الاتحاد على إبراز القضية الفلسطينية من خلال الثقافة، مع التأكيد على أن الثقافة تعتبر مقاومة، وتسهم في تقديم صورة حضارية عن الصراع في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، يهدف الاتحاد إلى إثراء المشهد الثقافي وتقديم أعمال إبداعية متميزة، وتعزيز الوعي بأهمية المهرجان في جذب السياح والمساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية
وشارك في الأمسية الشعرية الأولى ، التي أدارها الشاعر عبد الكريم الملاح، كل من الشاعر محمد الجهالين، والشاعر بديع رباح، والشاعرة جوهرة السفاريني، وذلك بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وفي مستهل الأمسية، أكد رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان، على أهمية الكلمة والشعر في إثراء المشهد الثقافي الأردني، وتعزيز الحضور الأدبي ضمن مهرجان جرش، بوصفه منصة وطنية تعبّر عن روح الانتماء وتجذر الهوية.
وألقى الجهالين مجموعة من القصائد التي تنوعت بين الشعر العمودي الغزلي، والوجداني، والوطني، فيما قدّم بديع رباح قصائد عمودية عبّرت عن معاناة أبناء قطاع غزة، وتغنت بحب الوطن، وتناولت موضوعات العشق والهوى.
أما السفاريني، فألقت مجموعة من القصائد التي عبّرت من خلالها عن عمق الروابط الأخوية التي تجمع بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وقدمت قصيدة، أشارت فيها إلى المنزلة العالية التي تبوأها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأخرى تناولت القدس الشريف بروحٍ وجدانيةٍ مؤثرة.
وتندرج الأمسية في إطار الفعاليات الثقافية التي تعكس غنى المشهد الشعري الأردني، وتعزز من دور الكلمة في التعبير عن الهوية الوطنية، واستحضار الأبعاد التاريخية والثقافية التي شكّلت وجدان الأردنيين، في سياق يحتفي بالموروث والإبداع معاً.
وكان قد نظم اتحاد الكتاب الأردنيينقبل الأمسية، ندوة بعنوان "النضال الأردني من أجل فلسطين"، بالتعاون مع دائرة المكتبة الوطنية، ضمن برنامج الأمسيات الثقافية لمهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، التي تقام تحت شعار: "هنا الأردن.. ومجده مستمر".
وأكد المتحدثون في الندوة، التي شارك فيها الدكتور حازم قشوع، والمؤرخ عمر العرموطي، والدكتور بلال السكارنة، أن الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية شكّل على الدوام ركناً ثابتاً في السياسة الوطنية، يعكس عمق الانتماء القومي والإنساني للأردن، بقيادة هاشمية لطالما قدّمت الدعم السياسي والميداني لنصرة الشعب الفلسطيني.
وعلى هامش الندوة شكر رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان القائمين على المهرجان وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين راعي المهرجان، والداعم لمسيرة الثقافة والفنون، مؤكدا على إن مهرجان جرش يمثل مساحة ثقافية تعبّر عن الهوية الأردنية، وتعزز حضور المثقف في مشهد الدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.
وتناول العرموطي محطات من النضال الشعبي الأردني، مشيراً إلى تضحيات أبناء العشائر منذ عشرينيات القرن الماضي.
واستشهد ببطولات الشهيد كايد المفلح العبيدات عام 1920، وهارون الجازي قائد سرية من أبناء الحويطات الذين شاركوا في معارك 1948.
وفي مداخلته، أشار قشوع إلى ثبات الموقف الأردني، مستعرضاً مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن غزة وكسر الحصار عنها، وإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن "بوصلة الأردن كانت وما تزال فلسطين"، وأن "وحدتنا الوطنية تمثل صمام أمان في وجه التحديات".
واستعرض الدكتور بلال السكارنة، أبرز المعارك التي خاضها الجيش العربي دفاعاً عن فلسطين، وفي مقدمتها معركة الكرامة عام 1968، مشيداً بالروح القتالية والروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
وأشار إلى المساعدات الإنسانية والإنزالات الجوية التي ينفذها الأردن لأبناء قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول 2023.
ولفت محمد نور الدباس، خلال إدارته الندوة، إلى التضحيات التي قدمها أبناء الشعب الأردني، دفاعاً عن ثرى فلسطين، مشيداً بمعركة الكرامة التي كشفت زيف أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.
وفي ختام الفعاليتين قدم العدوان الشهادات والدروع تكريما وتقديرا للمشاركين، وشكر اللجنة العليا للمهرجان ممثلة بوزير الثقافة مصطفى الرواشدة ونقل تحياته للمشاركين، كما عبر عن شكره وعرفانه للمدير التنفيذي للمهرجان ايمن سماوي الذي أطلق عليه الجندي المجهول الذي يعمل بدون كلل أو ملل لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية وترسيخ هوية وطنية باقتدار وكذلك اللجنة الثقافية للمهرجان والاتحاد.