شريط الأخبار
الأمم المتحدة: 70 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة الأمم المتحدة: هناك دول مستعدة للمساهمة في تكلفة إعادة إعمار غزة 42 موقعاً قيادياً ... تقرير يكشف الحكومة عينت 12 أمينا عاما في عامها الأول تقرير: 82.9% من الأحزاب غير راضية عن أداء الحكومة في معالجة البطالة الأردن يعزي بضحايا الانفجار الذي وقع شمالي إيطاليا وزير المياه يقدم رؤية الأردن المائية تجاه مؤتمر الأمم المتحدة 2026 رئيس الوزراء يؤكِّد ضرورة تكثيف الجهود لتشغيل مطار عمَّان المدني في ماركا قبل نهاية العام الجاري وزير البيئة يرعى إطلاق مشروع "الحلول الدائرية للتلوث البلاستيكي في الأردن" صندوق دعم أنشطة التعليم والتدريب يمول برنامج دبلوم "الفياتا" الخارجية تعزي بضحايا الفيضانات في المكسيك الأردن يدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف للمسجد الأقصى الوزير المتطرف بن غفير يقود اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى الملك يغادر أرض الوطن إلى إيطاليا في مستهل جولة عمل أوروبية وزير التربية والتعليم يفتتح نادي معلمي مادبا اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في ليبيا اليوم طقس لطيف حتى الخميس وخريفي معتدل الجمعة بكين مستعدة للقتال حتى النهاية في الحرب التجارية مع واشنطن الصين تبدأ فرض رسوم موانئ على السفن الأميركية تحت رعاية معالي الدكتور أمية طوقان ؛ جامعة البلقاء التطبيقية تجمع قادة الفكر والإدارة في قمة “القيادة 2025” جيل مغربي ذهبي يطارد الحلم العالمي في مواجهة الديوك الفرنسية

"رجال لنآ فيهم قدوة " سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل "عالِم رباني ورجل دولة "

رجال لنآ فيهم قدوة  سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل عالِم رباني ورجل دولة
الدكتور نسيم أبو خضير
هناك رجال تصنعهم المبادئ ، وتزكيهم المواقف ، ويخلّدهم الأثر رجال يمشون على الأرض بقلوب معلّقة بالسماء ، فلا يلتفتون لزخرف الدنيا إلا بقدر ما يعينهم على خدمة دينهم ووطنهم .
حين تذكر القامات العلمية والدعوية التي أخلصت لله ، وجعلت من حياتها منبراً لخدمة الدين والوطن ، يبرز إسم سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل ، الذي جمع بين العلم الراسخ والعمل المخلص ، فكان علماً من أعلام الفكر الإسلامي والفقه الشرعي ، وصوتاً صادقاً لا تأخذه في الله لومة لائم .
تربى سماحته في بيت علم وورع ، على يد والده العالم الجليل الشيخ محمد أحمد هليل ، الذي غرس فيه منذ نعومة أظفاره حب القرآن الكريم والتعلق بعلومه ، حتى أتم حفظه عن ظهر قلب ، وأصبح من القراء البارعين الذين يُطربك صوتهم بخشوعه وإتقان تلاوته . كان صوته حين يتلو آيات الله بمثابة نَسيم روحاني يلامس القلوب قبل الآذان .
نال الدكتور هليل درجة الدكتوراه ، وسخّر علمه لخدمة الدعوة والإصلاح ، فتولى مناصب رفيعة : وكيل وزارة الأوقاف الأردنية ، ثم إماماً للحضرة الهاشمية ، وكان له علاقة ود ومحبة مع أصحاب الجلالة وسمو الأمراء ، ووزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، وقاضياً للقضاة ، حيث أسس مبانٍ ضخمة لدائرة قاضي القضاة ضمت الكثير من المديريات ، ثم عضواً في مجلس الأعيان الأردني . وفي كل موقع ، ترك سماحته بصمة لا تُمحى ، وعطاءً لا ينقطع .
لم يكن منصبه عنده وجاهةً أو سلطة ، بل أمانةً ومسؤولية ، فاهتم بخدمة موظفي الأوقاف ورعاية الأئمة ، وسعى لإستصدار منحة ملكية للأئمة غير المتزوجين مقدارها خمسة آلاف دينار ( 5000 ) لثلاثين إماماً تعطى لهم كل عام ، ثم بادر وهو قاضٍ للقضاة إلى تخصيص منحة ملكية مقدارها عشرة آلاف دينار ( 10000 ) لعشرة قضاة غير متزوجين سنوياً ، إدراكاً منه لما تمثله هذه المبادرات من دعم معنوي ومادي يعينهم على بناء أسر مستقرة .
شهدت وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة في عهده نهضة واضحة ، سواء في تطوير التشريعات أو تحسين الخدمات أو توسيع نطاق التوعية الدينية ، فقد عمل على تحسين وضع مفتي عام المملكة ورفع شأنه حيث أصبح إرتباطه بدولة رئيس الوزراء بعد أن كان إرتباطه بوزير الأوقاف ، وأنصف المفتي آنذاك رتبة وراتباً ، الذي مضى عليه سبع سنوات وهو مفتي عام المملكة بالوكالة ، كما أسس المعهد القضائي الشرعي لإعداد القضاة الشرعيين وتأهيلهم ، كما عمل على مساواة رواتب القضاة الشرعيين بزملائهم القضاة المدنيين .
أشهد أني حضرت له مواقف يدافع فيها عن الدين دفاع المؤمن المخلص المجاهد فلا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا أشهد شهادة إلا شهادة حق سأسل عنها . وما أكثر مواقفه الإنسانية . ولانزكي على الله أحداً ونذكر الطيب الذي رايناه وعاصرناه .
كما كان حضوره الإعلامي من خلال البرامج الدينية والإرشادية التلفزيونية والإذاعية صوتاً للحق ، يوضح للناس أمور دينهم ، ويعالج القضايا المجتمعية بروح النصيحة والرحمة .
سماحة الدكتور أحمد هليل ، كان ولا يزال كالنحلة ؛ حيثما حلَّ ترك وراءه عسلاً من الخير والعلم والنفع ، وعبقاً من الأخلاق والتواضع . جمع بين فقه الشريعة وحكمة العالم ، وبين حزم المسؤول وحنان المربّي ، ليبقى نموذجاً للعالم الرباني الذي يصدق مع الله ومع نفسه ومع الناس .