شريط الأخبار
بتهنئة المسيحيين .. الوزيران السابقان عربيات وداوود يُحرجان دعاة الكراهية ويعيدان تصويب البوصلة الدينية والوطنية نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى نعيمات وعلوان والتعمري ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط 30تحت 30 لعام 2025 مدير تنشيط السياحة: أعياد الميلاد تمثل صورة حضارية مشرقة للعيش المشترك والوئام الديني بعثة تجارية إيطالية تزور الأردن شباط المقبل ترمب يتحدث مع أطفال ليلة عيد الميلاد: نتأكد من عدم تسلل «بابا نويل سيئ» إلى أميركا قفزة حادة.. الملك عبد الله يتخطى الشرع والسيسي في استطلاع "الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا" بعد 22 عاما .. المخبر نواف الزيدان يعترف: أنا من دللتُ الأمريكيين على مكان عدي وقصي صدام حسين سيصل إلى الأردن عبر نظام (التير).. بغداد: موانئ العراق تفتتح خطا بحريا مباشرا بين دبي وأم قصر " القلعة نيوز " تُهنئ بعيد الميلاد المجيد الاحتلال يتوغل مجددا في القنيطرة.. وقصف يستهدف محيط "سد المنطرة" نجل الشهيد القيسي منفذ عملية معبر الكرامة يعلن استلام جثمان والده ودفنه في عمان البابا يندد بأوضاع الفلسطينيين بغزة في أول عظة له في عيد الميلاد العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي التربية: 300 دينار رسوم فصلية للطلبة غير الأردنيين اعتبارا من 2026 اعتبارًا من 2026 .. نقابة المحامين ترفع رسوم التأمين الصحي 25% ترامب يهنئ الجميع بالعيد .. ويخص "حثالة اليسار المتطرف" النائب المصري يشيد باهتمام ولي العهد بالملف البيئي ويؤكد أهميته كأولوية وطنية ضريبة الدخل: مباشرة صرف الرديات الأحد واستكمال ال 60% المتبقية بداية 2026 استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص الاحتلال في غزة

"رجال لنآ فيهم قدوة " سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل "عالِم رباني ورجل دولة "

رجال لنآ فيهم قدوة  سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل عالِم رباني ورجل دولة
الدكتور نسيم أبو خضير
هناك رجال تصنعهم المبادئ ، وتزكيهم المواقف ، ويخلّدهم الأثر رجال يمشون على الأرض بقلوب معلّقة بالسماء ، فلا يلتفتون لزخرف الدنيا إلا بقدر ما يعينهم على خدمة دينهم ووطنهم .
حين تذكر القامات العلمية والدعوية التي أخلصت لله ، وجعلت من حياتها منبراً لخدمة الدين والوطن ، يبرز إسم سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل ، الذي جمع بين العلم الراسخ والعمل المخلص ، فكان علماً من أعلام الفكر الإسلامي والفقه الشرعي ، وصوتاً صادقاً لا تأخذه في الله لومة لائم .
تربى سماحته في بيت علم وورع ، على يد والده العالم الجليل الشيخ محمد أحمد هليل ، الذي غرس فيه منذ نعومة أظفاره حب القرآن الكريم والتعلق بعلومه ، حتى أتم حفظه عن ظهر قلب ، وأصبح من القراء البارعين الذين يُطربك صوتهم بخشوعه وإتقان تلاوته . كان صوته حين يتلو آيات الله بمثابة نَسيم روحاني يلامس القلوب قبل الآذان .
نال الدكتور هليل درجة الدكتوراه ، وسخّر علمه لخدمة الدعوة والإصلاح ، فتولى مناصب رفيعة : وكيل وزارة الأوقاف الأردنية ، ثم إماماً للحضرة الهاشمية ، وكان له علاقة ود ومحبة مع أصحاب الجلالة وسمو الأمراء ، ووزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، وقاضياً للقضاة ، حيث أسس مبانٍ ضخمة لدائرة قاضي القضاة ضمت الكثير من المديريات ، ثم عضواً في مجلس الأعيان الأردني . وفي كل موقع ، ترك سماحته بصمة لا تُمحى ، وعطاءً لا ينقطع .
لم يكن منصبه عنده وجاهةً أو سلطة ، بل أمانةً ومسؤولية ، فاهتم بخدمة موظفي الأوقاف ورعاية الأئمة ، وسعى لإستصدار منحة ملكية للأئمة غير المتزوجين مقدارها خمسة آلاف دينار ( 5000 ) لثلاثين إماماً تعطى لهم كل عام ، ثم بادر وهو قاضٍ للقضاة إلى تخصيص منحة ملكية مقدارها عشرة آلاف دينار ( 10000 ) لعشرة قضاة غير متزوجين سنوياً ، إدراكاً منه لما تمثله هذه المبادرات من دعم معنوي ومادي يعينهم على بناء أسر مستقرة .
شهدت وزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة في عهده نهضة واضحة ، سواء في تطوير التشريعات أو تحسين الخدمات أو توسيع نطاق التوعية الدينية ، فقد عمل على تحسين وضع مفتي عام المملكة ورفع شأنه حيث أصبح إرتباطه بدولة رئيس الوزراء بعد أن كان إرتباطه بوزير الأوقاف ، وأنصف المفتي آنذاك رتبة وراتباً ، الذي مضى عليه سبع سنوات وهو مفتي عام المملكة بالوكالة ، كما أسس المعهد القضائي الشرعي لإعداد القضاة الشرعيين وتأهيلهم ، كما عمل على مساواة رواتب القضاة الشرعيين بزملائهم القضاة المدنيين .
أشهد أني حضرت له مواقف يدافع فيها عن الدين دفاع المؤمن المخلص المجاهد فلا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا أشهد شهادة إلا شهادة حق سأسل عنها . وما أكثر مواقفه الإنسانية . ولانزكي على الله أحداً ونذكر الطيب الذي رايناه وعاصرناه .
كما كان حضوره الإعلامي من خلال البرامج الدينية والإرشادية التلفزيونية والإذاعية صوتاً للحق ، يوضح للناس أمور دينهم ، ويعالج القضايا المجتمعية بروح النصيحة والرحمة .
سماحة الدكتور أحمد هليل ، كان ولا يزال كالنحلة ؛ حيثما حلَّ ترك وراءه عسلاً من الخير والعلم والنفع ، وعبقاً من الأخلاق والتواضع . جمع بين فقه الشريعة وحكمة العالم ، وبين حزم المسؤول وحنان المربّي ، ليبقى نموذجاً للعالم الرباني الذي يصدق مع الله ومع نفسه ومع الناس .