
أحمد العطافي
من أكثر ما يحبط النفوس ويكسر الحماسة هو أن يجحد الإنسان جهده ويُنكر عطاؤه كأن ما قدمه لم يكن وكأن الساعات التي بذلها والأفكار التي أنفقها ذهبت أدراج الرياح .
جحد العمل لا يعبّر عن ضعف في التقدير فحسب بل يكشف عن خلل في القيم فالشكر والاعتراف بالفضل من شيم الكرام أما الجحود فهو من صفات النفوس القاسية التي لا ترى في الآخرين إلا أدوات إنجاز ثم تقصيهم بلا وفاء .
من الطبيعي أن لا ينتظر المرء مقابل دائمًا لكن التقدير المعنوي كلمة طيبة أو حتى إشادة صادقة كفيلة بأن تعيد الطاقة لمن أعطى وتعزز الاستمرار لمن بذل .
فلا نكسر القلوب بالجحود فإن أكثر من يتألم ليس من لم يأخذ حقه بل من أُهين عطاؤه بالصمت أو التجاهل فالعطاء لا يضيع وإن جحده البشر فإن الله لا ينسى عباده المخلصين.