
نضال أنور المجالي
لم يكن وداعًا عاديًا، بل كان احتفالًا بمسيرةٍ حافلة من العطاء والإخلاص. ترجّل الفارس عن صهوة جواده، لا ليركن إلى الراحة، بل ليعود إلى أحضان الوطن الذي أفنى عمره في خدمته. إنه العميد الركن المتقاعد عواد صياح الشرفات، الذي يغادر موقعه العسكري شامخًا ومكللاً بالغار، ليُسلّم الراية لجيلٍ جديد.
قضي العميد الشرفات سنواته الطويلة في جهاز الأمن العام، محققًا إنجازاتٍ عظيمة، تاركًا خلفه إرثًا من الانضباط والكفاءة. لم يكن مجرد ضابط، بل كان قائدًا وملهمًا، يترك بصماته في كل موقعٍ تولى مسؤوليته واليوم، يعود إلى أهله وعشيرته في البادية الشمالية، ليُستقبل استقبالًا يليق ببطولاته.
ذلك الاستقبال الحاشد ليس مجرد تكريمٍ رسمي، بل هو شهادةٌ صادقة على محبة الناس لهذا الرجل فـ"أبو حمزة" لم يكسب قلوب أبناء عشيرته فحسب، بل كسب احترام وتقدير جميع من عمل معهم في مختلف أنحاء المملكة أصبح اسمه رمزًا للعطاء والتفاني، وذكرُه لا يأتي إلا مقرونًا بالخير.
لذلك، وداعًا أيها الجنرال، ومرحبًا بك في فصلٍ جديد من فصول الحياة. نحن على ثقة أنك ستواصل مسيرتك في خدمة وطنك ومجتمعك، فبصمتك لن تُنسى، وأمثالك لا يغيبون.