شريط الأخبار
توني بلير وخدعة إدارة غزة،،. دولة قطر تشارك في الاجتماع الوزاري السنوي لوزراء خارجية الدول الأقل نمواً مباحثات أردنية يونانية قبرصية في إطار آلية التعاون الثلاثي ترامب يمارس ضغطا على نتنياهو لإنهاء الحرب المبيضين : الدولة الأردنية نجحت في تعزيز ذاكرتها الوطنية سيناريوهات الوسطاء للتعامل مع «عقبات» مبادرة ترمب بشأن غزة مظاهرة حاشدة في نيويورك تطالب باعتقال "مجرم الحرب نتنياهو" قارؤو شفاه يكشفون سر "المحادثة المحتدمة" بين دونالد ترامب وزوجته ميلانيا في المروحية وزير الكهرباء المصري: روسيا قدمت كل أنواع الدعم لمشروع الضبعة النووية وملتزمون بالخطة الزمنية سياسيون: خطاب عالمي جديد في التعامل مع قضية فلسطين مباحثات أردنية روسية موسعة في نيويورك ترامب: "أعتقد أن لدينا اتفاقا" بشأن غزة ما سر الرمز على بدلة نتنياهو الذي طلب من الحاضرين مسحه ؟ إردوغان: علاقات تركيا ومصر وصلت إلى مستويات تاريخية محادثات إسرائيل وسوريا تعثرت في آخر لحظة.. مصادر تكشف نتنياهو: إسرائيل خاضت 7 معارك خلال عامين .. وستواصل عمليتها في غزة سياسيون:خطاب الملك بالأمم المتحدة إيقاظ للضمير الإنساني ودعوة لإحقاق الحق الفلسطيني عشرات المندوبين يغادرون الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل كلمة نتنياهو عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى أردوغان: توصلت لتفاهم مع ترامب بشأن وقف إطلاق النار والسلام في غزة

توني بلير وخدعة إدارة غزة،،.

توني بلير وخدعة إدارة غزة،،.
توني بلير الشهير بالاعتذار الأجوف "Sorry" : صانع دمار العراق صاحب الأسلحة المزعومه يطلّ من بوابة غزه
القلعة نيوز ـ
بقلم علا الشربجي : إعلامية _كاتبة سياسية

و كأن التاريخ لن يكف عن تكرار نفسه بهفواته و زلاته
لكنه لا يرحم و لا ينسى
بعد سقوط بغداد تلعثم تونس بليز معتذرا بكل سذاجة .. قال "اسف " sorry

كلمة " اسف " لم تُعدّ العراق على ما كان عليه ، ولم تُرجع مليون ضحية، ولم تُوقف طوفان الدماء. كلمة واحدة لم تمحُ جريمة دولة تحولت إلى خراب، ولا معاناة شعب ما زال يدفع الثمن حتى اللحظة.

واليوم يأتي دونالد ترامب ليعيد تدوير الرجل نفسه، وكأن مشهد بغداد لم يكن كافياً. يعرض بلير كـ”مدير انتقالي” لغزة، في محاولة لتجميل مشروع سياسي يخدم إسرائيل أكثر مما يخدم الفلسطينيين. إنها مهزلة سياسية وتاريخية: من دمّر العراق بالأمس يقدَّم اليوم كمنقذ لغزة!

لماذا بلير؟

سيكولوجية بلير قائمة على قناعة داخلية بأنه يؤدي "رسالة تاريخية”، وأنه يملك شرعية أخلاقية تتجاوز إرادة الشعوب … هذه القناعة هي ما جعله يقود بريطانيا للحرب، وهي ما تجعله اليوم مستعداً للعب دور الوصي على غزه

ترامب يدرك تماماً ماذا يفعل اختيار بلير ليس عفوياً. هو اختيار مقصود لرجل أثبت في العراق أنه قادر على ارتداء ثوب "المخلّص” لكنه في الحقيقة ما هو إلا شريك في الخراب..

بلير لم يُنتخب من العراقيين بالأمس، ولن يُنتخب من الفلسطينيين اليوم .. كل ما يفعله هو تنفيذ أجندة واشنطن وتل أبيب تحت غطاء "المجتمع الدولي”.

في العراق كان السقوط و في غزة الدمار و الدماء رفقاء الدرب حتى وان اختلف الميدان لكن الجوهر واحد:
في العراق كان الهدف المعلن "الديمقراطية”، والنتيجة دمار وتمزيق.
في غزة الهدف المعلن "إعادة إعمار وإدارة انتقالية”، لكن النتيجة المتوقعة: تثبيت الأمن الإسرائيلي، تحييد المقاومة، وتذويب الإرادة الفلسطينية في "مجلس وصاية” دولي.

من السذاجة الشرقية ان نتوهم ان ذلك الرجل الاقتصادي ترامب "دراكولا الشرق " كما اسميه ان يفكر في أطفال و نساء .. ان يفكر بإنسانية
هو يفكر في المال فقط و لا شيئ غير المال

من سيخدم من ؟؟ هل بلير سيخدم غزه ام ان الاختيار سيخدم قرون الشيطان "إسرائيل ،امريكا "

التاريخ ارسل المؤشرات و الواقع يفرض نفسه ،شخصية مثل بلير لم تعرف كيف تتعامل مع الشعب العراقي إلا من موقع الوصي والخبير،
بلير تميز بالإدارة الفاشله التي فتحت أبواب الجحيم على المنطقة لا على العراق فقط .

اليوم لن يختلف الكثير .. في غزة، كل المؤشرات تقول إنه سيُركّب إدارة "محايدة” على الورق، لكن جوهرها منع المقاومة، وإعادة إنتاج حصار بوجه جديد.

المفارقة صادمة: من بغداد إلى غزة، الرجل نفسه يُستدعى مجدداً كأن الذاكرة قصيرة، وكأن المنطقة أرض تجارب لمغامرات سياسية غربية.

اي لعنة حلت بغزة ..ليحكمها بلير

في العراق، كان الهدف المُعلن "نزع أسلحة الدمار الشامل وبناء الديمقراطية”، بينما كانت النتيجة تفكيك الدولة وصعود الطائفية والتطرف.
و في غزة، الهدف المعلن "إدارة انتقالية وإعادة إعمار”، لكن المضمون قد يكون: تحييد المقاومة، تثبيت الأمن الإسرائيلي، وإعادة تشكيل القطاع تحت وصاية خارجية.

كلا الدورين يحملان قاسماً مشتركاً: الشرعية الشعبية الغائبة. في بغداد لم يستشر العراقيون في قرار الحرب، وفي غزة يُطرح مشروع إدارة انتقالية بوجوه دولية دون الرجوع للإرادة الفلسطينية.

من تجربة دمار العراق تحت شعار "Sorry " إلى حكم غزه

تجربة العراق ليست مجرد صفحة من الماضي، بل درس حاضر لفهم ما يُراد لغزة:
في العراق ، طُرحت شعارات الحرية والديمقراطية، لكن التطبيق العملي كان تفكيكاً للدولة من خلال القومية و الطائفية وتحويلها إلى ساحة صراعات داخلية.
في غزة، الطرح يبدو إنسانياً وتنموياً لكن تقف خلفه نوايا لإعادة تشكيل الواقع بما يخدم إسرائيل، لا بما يخدم الفلسطينيين.
في العراق ، صُنع فراغ سياسي وأمني ملأته الطائفية والتطرف. في غزة، يُخشى أن يُصنع فراغ قيادي تملؤه وصاية دولية تُقصي المقاومة وتُضعف القرار الوطني.

الدرس الأهم: حين يتجاهل الغرب إرادة الشعوب ويستبدلها بوصاية مفروضة، تكون النتيجة فوضى وخراب، لا بناء ولا استقرار.

البعد النفسي في شخصية بلير
اولا : نزعة الإيمان بالمهمة التاريخية: بلير يرى نفسه رجل "رسالة” حتى لو تبيّن لاحقاً أنه أخطأ الحسابات. هذه النزعة تفسّر كيف أصرّ على حرب العراق رغم التحذيرات، وكيف يقبل اليوم بدور حساس في غزة رغم معرفته بانعدام الثقة بشخصه.

ثانيا : الاعتذار التكتيكي لا الجذري: "الآسف” الذي قدّمه بعد العراق لم يكن نابعاً من مراجعة كاملة
بل محاولة لتخفيف العبء عن صورته أمام الرأي العام.
في مقابلة مع قناة BBC عام 2015، اعترف بلير بأن بعض المعلومات التي استند إليها قرار الحرب كانت خاطئة (خاصة قضية أسلحة الدمار الشامل)
يعني الاعتذار جاء على النتائج لا على الحرب نفسها

ذات الأسلوب قد يتكرر في غزة، حيث يمكن أن يُدار الملف تقنياً وإنسانياً على السطح، بينما تبقى الأبعاد السياسية الحقيقية مُهمّشة.

ثالثا : الرغبة في إصلاح السمعة "صحوة ضمير " : قبول مهمة في غزة يمكن أن يُقرأ كبحثٍ عن فرصة لغسل اليدين من إرث العراق عبر ملف إنساني "نبيل”، حتى لو كان مُصمَّماً ضمن حسابات إسرائيلية-أمريكية
ترامب يعلم جيداً أن بلير لا يملك شرعية لدى الشعوب العربية، ومع ذلك يفرضه على غزة. الرسالة واضحة: ما يهم واشنطن هو أمن إسرائيل لا حقوق الفلسطينيين. ومن يصلح كأداة خراب في العراق يصلح كأداة وصاية في غزة.

غزة ليست ساحة اختبار

في العراق كان الشعار "إسقاط الطاغية”، فانهارت الدولة. في غزة الشعار "إعادة الإعمار”
لكن المضمون خنق المقاومة وتثبيت الحصار بوجه جديد. هذا ليس مشروع إنقاذ، بل وصفة لإدامة الاحتلال وتجميل صورته.
التاريخ لا يرحم. و”آسف” جديدة بعد غزة لن تُجدي شيئاً. إذا كان ترامب يظن أن بلير قادر على إدارة غزة، فهو يستخف بذاكرة العرب وبإرادة الفلسطينيين. غزة لا تحتاج إلى وصيّ غربي جديد، ولا إلى مدير أزمات مأجور، بل إلى اعتراف بسيادتها وحقها الكامل في تقرير مصيرها .
لغزة الكرامة الملطخة بالدماء و للعرب الخزي و العار الموصوم بدماء شهداء غزه .