
القلعة نيوز- في اليوم العالمي للبريد، يواصل البريد الأردني ترسيخ حضوره كمحرك رئيس في التحول الرقمي، وشريك استراتيجي في تطوير الخدمات الحكومية واللوجستية، مؤكداً دوره المحوري في تعزيز الاقتصاد الرقمي، وتوفير بيئة داعمة لريادة الأعمال وتمكين الشباب.
فمن خلال شراكات محلية ودولية، وخدمات متطورة تشمل التوصيل الذكي والدفع الإلكتروني، إلى جانب إطلاق أكاديمية متخصصة في التجارة الإلكترونية واللوجستيك، أكد البريد الأردني التزامه بمواكبة المستجدات العالمية في القطاع البريدي، بما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للخدمات الرقمية واللوجستية المتكاملة.
وأكد المستشار الإعلامي في البريد الأردني مشهور قطيشات، أن البريد يعد الذراع التنفيذي لتنفيذ مخرجات الخدمات الحكومية الإلكترونية، ويعمل على تقديم حلول بريدية ولوجستية متكاملة تشمل خدمات البريد السريع، بالشراكة مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وأشار في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إلى أن البريد الأردني مكن المواطنين من الحصول على وثائق رسمية، منها جوازات السفر والهوية الرقمية، بالتعاون مع الجهات المختصة، إلى جانب حزمة واسعة من الخدمات الرقمية المرتبطة بالمعاملات الحكومية.
وبيّن أن البريد الأردني عزز شراكاته الدولية من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "7X" الإماراتية، بهدف دعم وصول المشاريع الصغيرة والمتوسطة الأردنية إلى الأسواق العالمية عبر التجارة الإلكترونية، كما يواصل التوسع في تقديم حلول دفع رقمية متكاملة.
وقال إن الشركة تمتلك أسطولاً لوجستياً يغطي مختلف محافظات المملكة، ويقوم بتوصيل الطرود البريدية، والأدوية، ومخرجات الخدمات الإلكترونية، مشيرًا إلى إطلاق تطبيق "بريد كاش" والتطبيق الذكي للبريد، لتسهيل أتمتة الخدمات البريدية والمالية.
وفي السياق ذاته، أطلق البريد الأردني منصة "Bareed Go - بريد جو" لخدمة التوصيل الفوري، دعماً لأصحاب المتاجر الإلكترونية والتقليدية داخل المملكة، إلى جانب توسيع خدماته الرقمية من خلال إنشاء 185 نافذة لتقديم الخدمات المالية في عدد من المؤسسات الحكومية.
ولفت قطيشات إلى أن البريد يواصل تطوير بنيته التحتية، مشيرًا إلى اتفاقية وُقعت مؤخرًا مع دائرة الأحوال المدنية والجوازات لتوصيل جوازات السفر الإلكترونية خلال 72 ساعة من تاريخ تقديم الطلب، وذلك في إطار تبسيط الإجراءات على المواطنين وتسهيل وصول الخدمات الحكومية.
وبيّن أن البريد الأردني عزز شراكاته الدولية من خلال اتفاقية تعاون مع شركة "فيزا" العالمية أيضا، لتمكين منتفعي صندوق المعونة الوطنية من استلام مستحقاتهم عبر بطاقات "فيزا" مسبقة الدفع، كما أطلق حزمة من البطاقات متعددة العملات (الدينار الأردني، الدولار الأميركي، اليورو)، لتسهيل عمليات الدفع للطلبة والعاملين خارج المملكة دون عمولات أو فوائد.
وفي إطار التمكين الاقتصادي، وقع البريد الأردني اتفاقية مع صندوق التنمية والتشغيل، تهدف إلى تمويل شراء مركبات وسكوترات لتوفير 250 فرصة عمل في مختلف محافظات المملكة، بتمويل يصل إلى مليون دينار، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء.
كما كشف قطيشات عن بدء العمل بـ"الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية واللوجستيك"، كمبادرة استراتيجية تهدف إلى تدريب وتأهيل الشباب في المهارات الرقمية واللوجستية، انسجاماً مع الرؤى الملكية السامية ورؤية التحديث الاقتصادي.
وبيّن أن الأكاديمية تمنح دبلومًا معتمدًا من هيئة الاعتماد وضمان الجودة، في مجالي التجارة الإلكترونية والخدمات البريدية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية في القطاعات الرقمية واللوجستية.
وأشار إلى أن تجربة البريد الأردني في مجالات التجارة الإلكترونية والخدمات المالية الإلكترونية أثمرت عن مجموعة من الإنجازات النوعية، من أبرزها: إطلاق مشروع مركز جمرك التجارة الإلكترونية والنقل السريع مطلع أيلول الماضي، الذي يهدف إلى تسهيل وتسريع إجراءات التخليص الجمركي للطرود، ويشكل نقلة نوعية في دعم بيئة الأعمال وتحفيز التجارة الإلكترونية محلياً ودولياً.
وفي المجال الثقافي، أقام البريد الأردني "معرض الطوابع العربي" لأول مرة في المملكة، في حزيران 2025 في دائرة المكتبة الوطنية، بمشاركة 9 دول عربية وعدد من هواة جمع الطوابع.
وأكد أهمية الإنجازات التي حققتها الطوابع البريدية الأردنية على الصعيدين العربي والدولي، مشيرًا إلى فوز الأردن بالمركز الأول في مسابقة أجمل طابع بريدي لعام 2023، التي نظمها اتحاد البريد الأورومتوسطي، عن الطابع المخصص لـ"المهرجانات الأورومتوسطية - مهرجان جرش"، إضافة إلى طابع "غزة" العربي المشترك لعام 2024.
كما أنشأ البريد الأردني "متحف الطوابع البريدية"، ليكون منصة وطنية توثق تاريخ الدولة الأردنية عبر الطوابع، وتبرز المنجزات الحضارية والثقافية منذ تأسيس المملكة.
وأفاد قطيشات بأن البريد الأردني حصد جائزة "خدمة العملاء" لعامي 2024 و2025 على التوالي، من الاتحاد البريدي العالمي، لتصنيفه ضمن أفضل 20 مشغلاً بريدياً عالميًا في خدمات البريد السريع الدولي (EMS)، تقديرًا لجهوده في تطوير تجربة العملاء وتحسين جودة الخدمة.
وأضاف أن الأردن فاز بعضوية مجلس إدارة الاتحاد البريدي العالمي، إثر الانتخابات التي جرت بمشاركة 192 دولة، ليحصد بذلك مقعداً دولياً مرموقاً في المنظمة. ويعكس هذا الفوز مكانة الأردن المتقدمة على الساحة البريدية العالمية، وفي إطار المسؤولية الاجتماعية، يواصل البريد الأردني تقديم خدماته للفئات المستهدفة، ومن بينها توصيل الوثائق الرسمية للمواطنين في مختلف المحافظات، ضمن برامج دعم مستمرة، تشمل المواطنين المقدسيين، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية في دعم القدس وأهلها.
كما يشارك البريد في تنظيم عدد من الدورات التدريبية، منها دورة في "التجارة الإلكترونية" بالتعاون مع وزارة الشباب، شارك فيها 165 شابًا وشابة من مختلف المحافظات، بهدف بناء قدرات وطنية في مجالات الاقتصاد الرقمي والخدمات اللوجستية.
من جانبها، أكدت مديرة المتحف والطوابع البريدية نور أبو غيدا، أهمية الطوابع البريدية كوثائق وطنية توثق المسيرة التاريخية والثقافية للدولة، وتعزز الهوية الوطنية والحوار بين الحضارات، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للبريد.
وقالت أبو غيدا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الطابع البريدي يعد وثيقة رسمية تواكب محطات الوطن المختلفة، وتنقل ملامح الهوية الوطنية إلى العالم، مشيرة إلى دوره الثقافي والتوثيقي في إبراز المنجزات وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية والوطنية.
وأوضحت أن لجنة الطوابع البريدية، المشكلة بقرار من مجلس الوزراء برئاسة أمين عام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، تتولى اختيار موضوعات الإصدارات، حيث تستقبل مقترحات من جهات رسمية ومؤسسات معنية، وتخضعها لمعايير محددة قبل رفع التوصيات لرئاسة الوزراء.
وأضافت أن اللجنة تقر سنوياً عشرة إصدارات بطابع ثقافي وتاريخي واجتماعي وسياحي، ويتم لاحقاً طرح عطاء لتصميمها، تشارك فيه شركات متخصصة، وتقيم التصاميم وفق معايير فنية وأمنية، قبل اختيار التصميم المعتمد.
وبيّنت أن مديرية الطوابع تتولى تحديد مواصفات الطباعة، بما في ذلك الجوانب الأمنية ونوعية الورق، قبل طرحها في السوق المحلي، مؤكدة في الوقت ذاته أن البريد الأردني يشارك بفعالية في معارض متخصصة داخل المملكة وخارجها، بما يسهم في إبراز الدور الثقافي والتوثيقي للطوابع الأردنية.
وأشارت إلى مشاركة الأردن في عدد من المعارض الإقليمية والدولية، من أبرزها معرض الشارقة للطوابع، ومعرض جدة، إلى جانب تنظيم معرض "البرق والبريد والهاتف" بالتعاون مع مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، والذي يعكس تطور خدمات الاتصال والبريد في المملكة عبر محطاته التاريخية المختلفة.
بترا