شريط الأخبار
العثور على حدث متوفيًا داخل منزل ذويه في المفرق نتنياهو يعلن نيته الترشح لرئاسة الوزراء مجددًا نتنياهو: حرب غزة ستنتهي بعد انتهاء المرحلة الثانية من الهدنة ونزع سلاح حماس النائب القبلان: 35 مستشارًا في مجلس النواب يأخذون رواتبهم في منازلهم حكومة نتنياهو تعلن استمرار إغلاق معبر رفح "حتى إشعار آخر" منتدى تكنولوجيا المعلومات في لندن: الأردن يمتلك منظومة تكنولوجية مزدهرة إطلاق برنامج عمليات أممية واسعة النطاق لإزالة الأنقاض في غزة "الأمن" يوضح تفاصيل توقيف احد الاشخاص على ذمة قضية جنائية السفيران الكندي والأسترالي يطلعان على استراتيجية "البوتاس" التوسعية سفارة فلسطين في القاهرة تعلن فتح معبر رفح يوم الاثنين وزيرة نمساوية سابقة توضح أفضل نتيجة ممكنة لمفاوضات بوتين وترامب حماس تعلن تسليم جثتي محتجزين اسرائيليين الرواشدة يرعى انطلاق مؤتمر دارة الشعراء الأردنيين في دورته الثانية المجالي وآل المقدادي نسايب .... "الوزير الأسبق قفطان المجالي" يقود جاهة الشاب ايهم وائل المجالي العنف الجامعي.. الأسباب والحلول الجامعة الأردنية بين منارة العلم والعنف الجامعي "الصحفيين" تحيل ملف تسويات المواقع الإلكترونية المالية للدائرة القانونية الرواشدة يلتقي الشاعر النبطي زياد الحجايا نائب يطالب بإجراء استفتاء شعبي حول إعادة التوقيت الشتوي إيران: لم نعد ملزمين بالقيود المرتبطة بالبرنامج النووي

برعاية صاحبة السمو الملكي الاميره بسمه بنت طلال أنطلاق فعاليات بازار السلك الدبلوماسي الدولي ال ٦١

برعاية صاحبة السمو الملكي الاميره أنطلاق فعاليات بازار  السلك الدبلوماسي الدولي ال ٦١
القلعه نيوز : عمان
تصوير : أحمد شريم / سالم الخوالده

احتضنت قاعة عمّان الكبرى بمدينة الحسين للشباب، اليوم السبت، بازار السلك الدبلوماسي الخيري، الذي تنظمه مبرة أم الحسين منذ عام 1964 وبرعاية صاحبة السمو الملكي الاميره بسمه بنت طلال كفعالية إنسانية عريقة، توالت عبر العقود، وتستمر كل عام في تجسيد المعنى الأسمى للعطاء، من أجل أطفال يتطلعون إلى غدٍ أفضل، وإلى فرصة تعليم، وحياة كريمة وصحة مستقرة.

وبهذا الخصوص قال د. زيد احمد المحيسن كانت مشاركتي الشخصية في هذا الحدث المميز بدعوة كريمة من سعادة محمد اجمل اقبال - سفير جمهورية باكستان الإسلامية في الأردن، الذي فتح لي بابًا لاكتشاف جناح بلاده – بكل ما يحمله من عمق ثقافي وتراث إنساني غني. هناك، تذوقت نكهات المطبخ الباكستاني الأصيل، وشاهدت الحرف اليدوية التي تروي قصص حضارات ضاربة في الجذور. كانت هذه التجربة أشبه بسفر في الذاكرة والوجدان، عبر ممرات البازار التي تحتضن تنوع العالم في بقعة واحدة.

بازار السلك الدبلوماسي هذا العام جمع أكثر من 50 سفارة وهيئة دبلوماسية من مختلف دول العالم – مشهد فريد تتداخل فيه اللغات، وتتمازج فيه الثقافات، وتتعانق فيه الألوان، فتُبنى جسور التفاهم دون الحاجة إلى كلمات.

أن تتجول في هذا البازار، هو أن تعبر العالم في بضع ساعات، أن تتنقل من جنوب أفريقيا إلى كوريا، ومن المغرب إلى المكسيك، دون حواجز ولا جوازات سفر. كل جناح يروي قصة، يحمل رائحة الوطن، ونكهة الأرض، ودفء الشعوب. من السجاد الإيراني المطرّز بالدقة، إلى الحرف اليدوية التركية، إلى القهوة البرازيلية، إلى المخبوزات الأوروبية... كل ركن يحملك في رحلة جديدة.

القاعة كانت تضجّ بالحياة. موسيقى فلكلورية من هنا، ضحكات أطفال من هناك، وتلك الروائح الزكية القادمة من مطابخ العالم، تأسر الحواس وتستدرجك لاكتشاف المزيد. الحضور من مختلف الأطياف؛ مواطنون، دبلوماسيون، إعلاميون، متطوعون، جميعهم اجتمعوا على هدف واحد: دعم أطفال مبرة أم الحسين – أولئك الذين يمثلون جوهر هذه المبادرة النبيلة.

ما يجعل هذا الحدث مميزًا حقًا ليس فقط التنوع الثقافي، بل الروح التي تسكنه. روح التعاون والتكافل، التي تُترجم من خلال المشاركة الفعّالة للدول، والعطاء السخي للهيئات، والدعم المتواصل من المجتمع المحلي. إيرادات هذا البازار تذهب بالكامل لدعم برامج المبرة التعليمية، والصحية، والإرشادية، في سبيل إعداد جيل واعٍ ومؤهل للحياة.

إن المشهد في هذا البازار يلامس الحلم... عالم بلا حروب، بلا عنصرية، بلا كراهية. قاعة عمّان الكبرى كانت نموذجًا مصغرًا لعالم نحلم به جميعًا: عالم يتحدث لغة المحبة، ويتعاون على الخير، وينبذ العنف والتطرف.

التجربة هنا لا تقتصر على البيع والشراء، بل تتجاوز ذلك إلى بناء جسور من التفاهم الثقافي والإنساني. إنها رسالة حية تقول: "نحن، رغم اختلافاتنا، يمكننا أن نتعاون، أن نحتفل بتنوعنا، وأن نرسم البسمة على وجوه من هم بأمس الحاجة إليها."

هكذا، تتحول الفعالية من مجرد بازار، إلى منصة حقيقية للتلاقي الحضاري، ومثال حي على فلسفة الوجود الإنساني القائمة على المحبة والتعاون. بازار السلك الدبلوماسي هو المكان الذي يعكس صورة عمّان – مدينة مفتوحة على العالم، تحتضنه لا لتذيب خصوصياته، بل لتحتفي بها.

في زمن يضجّ بالأزمات، ويئن تحت وطأة الحروب والانقسامات، تمنحنا مثل هذه المبادرات نافذة أمل، وتُعيد تذكيرنا بأن الإنسانية لا تزال بخير، وأننا نستطيع – لو شئنا – أن نحيا معًا بسلام، وأن نبني عالمًا يقوم على الكرامة، لا القوة... على الشراكة، لا الهيمنة... على الخير، لا الشر.

بازار السلك الدبلوماسي في عمّان لم يكن مجرد فعالية موسمية، بل كان حلمًا عابرًا للحدود، تجسّد في قاعة بلا حواجز. تخيّلوا لو أن العالم بأسره أصبح كذلك... ألن يكون أجمل؟وصدقت والدتي ذات يوم - عندما قالت لي عبارتها المحفورة في ذاكرتي - يابني الاردن صغير في حجمة لكنه عظيم وكبير في عطاءه