جيل يبني السلام: انطلاقة الخطة الوطنية الأردنية لتفعيل قرار مجلس الأمن 2250 (2025–2027)
القلعة نيوز:
في مشهد وطني مليء بالأمل والحماس، شارك شباب وشابات من مختلف محافظات المملكة في حفل إطلاق الخطة الوطنية الأردنية الثانية لتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2250 حول الشباب والسلام والأمن (2025–2027)، وهي محطة جديدة في مسيرة الأردن الداعمة لدور الشباب كشركاء في بناء السلام وتعزيز الأمن المجتمعي.
جاءت هذه الخطة لتؤكد استمرار التزام الأردن بالقرار الأممي 2250 الصادر عام 2015، الذي اعترف ولأول مرة على مستوى العالم بدور الشباب في جهود السلام وحل النزاعات، ودعا إلى إشراكهم في عمليات صنع القرار. واليوم، يترجم الأردن هذا الالتزام بخطة واقعية تُشرك الشباب في قلب عملية التنمية وصنع السياسات.
الخطة تستند إلى خمس ركائز أساسية هي: المشاركة، الحماية، الوقاية، الشراكة، وإعادة الاندماج، وتهدف إلى تعزيز دور الشباب كمحرك أساسي للتغيير الإيجابي، وشريك في تحقيق العدالة والمساواة والسلام المستدام.
ما ميّز حفل الإطلاق هو حضور الشباب الفعّال والمُلهم، فلم يكونوا مجرد متابعين، بل شركاء في الحوار، وناقلي صوت جيلٍ يؤمن بأن التغيير يبدأ من المشاركة. كان واضحًا أن الجيل الأردني الجديد يدرك مسؤوليته الوطنية في بناء مجتمع متماسك يواجه التحديات بالوعي والتعاون.
أما من المنظور الاسلامي لقد أولى الإسلامُ الشبابَ مكانة عظيمة، فجعلهم طليعة النهضة وأساس الإصلاح. قال تعالى:
"إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"
[الكهف: 13]
وهذه الآية الكريمة تُبرز أن الإيمان والوعي هما سرّ قوة الشباب، وأنهم قادرون على إحداث التغيير حين يمتلكون الإرادة والرؤية. كما قال النبي ﷺ:
"اغتنم خمسًا قبل خمس... وشبابك قبل هرمك"
في إشارة واضحة إلى أن مرحلة الشباب هي زمن العطاء والبذل والعمل من أجل الخير والإعمار.
وفي السياق الوطني، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مرارًا أن الشباب هم أساس التنمية وعماد المستقبل، إذ قال في أحد خطاباته:
"الشباب الأردني هم طاقة الوطن المتجددة، وهم مصدر الإبداع الذي لا ينضب، وعلى عاتقهم يقع بناء الغد الذي نريده لوطننا."
كما شدّد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني على دور الشباب في السلام والبناء قائلاً:
"لا يمكن أن يكون هناك مستقبل مستقر دون أن يكون للشباب دور في صناعته، فالشباب ليسوا المستقبل فحسب، بل هم الحاضر الذي يصنع الفارق."
هذه الكلمات الملكية تعبّر بصدق عن فلسفة الدولة الأردنية في تمكين الشباب، ليس كشريحة عمرية، بل كقوة وطنية حقيقية تحمل رسالة الإصلاح والتجديد.
أما بالنسبة لي، فقد كانت مشاركتي في هذا الحدث تجربة عميقة بالفخر والإلهام. رأيت في أعين الشباب طاقة لا تُقدّر بثمن، وإيمانًا بأن السلام لا يُبنى بالقرارات وحدها، بل بالعقول والقلوب التي تؤمن بالوطن. شعرت أن صوتي جزء من منظومة وطنية تعمل بروح الفريق لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية.
اليوم، ومع انطلاق الخطة الوطنية (2025–2027)، تتجدد الدعوة لكل شاب وشابة في الأردن أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، لا بالانتظار، بل بالفعل والمبادرة فكل فكرة صغيرة يمكن أن تُحدث فرقًا، وكل خطوة باتجاه الحوار والسلام تُضيء طريق المستقبل.
فالسلام لا يُمنح، بل يُصنع… ويبدأ من وعي الشباب، من إصرارهم، ومن قدرتهم على أن يكونوا صُنّاع الأمل ومهندسي التغيير.
---
بقلم: المهندس عبدالله أحمد العوران
أحد المشاركين في حفل إطلاق الخطة الوطنية الأردنية لتفعيل قرار مجلس الأمن 2250 (2025–2027)




