القلعة نيوز- يشكل الموروث الشعبي في محافظة عجلون ذاكرة نابضة بالحياة تختزن حكايات الأجداد وتفاصيل الحياة القديمة التي ما تزال حاضرة في الأغاني والأزياء والحرف لتبقى شاهدة على أصالة المكان وعمق الانتماء.
وقال مدير ثقافة عجلون سامر فريحات إن الموروث الشعبي هو مرآة للهوية الأردنية إذ يجسد القيم والعادات التي شكلت ملامح المجتمع المحلي عبر الزمن، مؤكداً أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتراث غير المادي من خلال برامج توثيق وحفظ مستمرة.
وأضاف إن مديرية الثقافة في عجلون تنفذ سنويًا فعاليات ومهرجانات تعنى بالموروث الشعبي الهادفة إلى إحياء العادات والتقاليد وتوفير مساحة للإبداع المحلي.
من جانبه، بين مؤسس متحف راسون للتراث الشعبي محمد الشرع أن المتحف أنشئ بمبادرة ذاتية للحفاظ على المقتنيات التي تعبر عن حياة الأجداد حيث يضم أدوات منزلية وزراعية وأزياء تراثية وصورًا قديمة توثق التحولات الاجتماعية والثقافية في المنطقة.
وأوضح أن المتحف أصبح مقصدًا للزوار والباحثين والطلبة المهتمين بالتاريخ والتراث، مؤكدًا أن الموروث الشعبي لا يقتصر على المعروضات فقط بل يشمل الحكايات والقصص التي توارثها الناس جيلًا بعد جيل.
بدوره، قال الأديب والباحث الدكتور رفعت الزغول، إن الموروث الشعبي في عجلون غني بالأغاني والأهازيج والمواويل التي كانت ترافق مناسبات الفرح والعمل والمواسم الزراعية، مشيرًا إلى أن هذه المفردات تشكل سجلًا ثقافيًا يعكس علاقة الإنسان بالطبيعة والمكان.
من جانبها، أشارت عضو منتدى الأسرة الثقافي عهود أبو علي، إلى أن المرأة في عجلون كانت ولا تزال حارسة الموروث الشعبي من خلال ما تبدعه في الحرف اليدوية والتطريز وصناعة الأزياء التراثية التي تميزت بدقتها وجمال ألوانها ورموزها.
وأضافت إن هذه الحرف لم تكن مجرد أعمال يدوية بل كانت لغة تعبير عن الذات والهوية، مؤكدة أهمية دعم المشروعات النسائية التراثية وإقامة معارض دائمة تتيح عرض المنتجات المحلية وتشجيع الأجيال الشابة على تعلمها.
من ناحيتها، قالت عضو رابطة الكتاب الأردنيين الدكتورة فايزة المومني، إن الحفاظ على الموروث الشعبي مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون المؤسسات الثقافية والتعليمية والمجتمع المحلي، مشيرة إلى أن هذا التراث يمثل أحد أهم ركائز الانتماء الوطني.
--(بترا)




